ارتفاع وتيرة اقتحامات الأقصى وحفر الأنفاق يزيد الانهيارات الأرضية في سلوان
اقتحم وزير الزراعة في حكومة الاحتلال «أوري ارئيل» المسجد الأقصى في اليوم السابع لعيد «الأنوار- الحانوكاة» اليهودي، بحراسة من شرطة الاحتلال. وافادت مراسلة وكالة معا ان «ارئيل» وعشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الاقصى عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، وسط تشديدات شرطية وانتشار في الساحات . وحمل الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، شرطة الاحتلال مسؤولية تكثيف الاقتحامات قائلا «نلحظ ازياد بأعداد المقتحمين للأقصى بشكل لافت في الفترة الأخيرة، بحماية من الشرطة». واضاف الشيخ الخطيب ان لا فرق بين الاقتحامات سواء كانت من المسؤولين في الحكومة او وزراء ونواب أو من المستوطنين، فكافة الاقتحامات مرفوضة وغير مشروعة وهي» تدنيس للمسجد الأقصى،» وتنذر بخطورة. واوضح قائلا» الاقتحامات اليومية للأقصى التي تتضاعف في الأعياد اليهودية، تمثل استفزازا لمشاعر المسلمين.»
وحول تصعيد جماعات الهيكل المزعوم خلال أيام عيد «الانوار» اليهودي أوضح الشيخ الخطيب ان ما جرى على أبواب الأقصى بإضاءة شمعدان العيد واداء الصلوات يعتبر تصعيدا غير مسبوق للمستوطنين، ويحدث للمرة الأولى خلال الأعياد، مضيفا «قدمنا احتجاجنا لشرطة الاحتلال وطالبنا بإبعادهم وعدم السماح لهم بالوصول الى ابواب المسجد، لكنها لم تستجب لنا».
إلى ذلك، صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع، على مشروع قانون «لجان القبول»، الذي يوسع صلاحيات اللجان وعدد البلدات اليهودية والمستوطنات، التي سيكون لديها إمكانيات لمنع العرب من السكن فيها، عبر اشتراط توفر الملاءمة الاجتماعية والثقافية وبند الخدمة العسكرية.
ويهدف القانون الذي قدمه عضو الكنيست، بتسلئيل سموتريتش، عن حزب «البيت اليهودي»، إلى منح صلاحيات واسعة للبلدات الإسرائيلية والتجمعات اليهودية والبلدات الزراعية في منطقة الجليل على وجه الخصوص، لاختيار العائلات التي ستسكن في هذه التجمعات على أن تخصص بالأسس لليهود، ويأتي القانون في سياق مشاريع تهويد الجليل، علما أن سبق سموتريتش في تقديم قوانين مشابهة، كل من وزير السياحة ياريف ليفين، ووزيرة القضاء أييليت شاكيد. وبموجب مشروع القانون الجديد، سيوسع القانون الصلاحيات والإمكانيات المدرجة في القانون المعمول به، على أن يشمل القانون والصلاحيات «لجان القبول» التجمعات التي يصل عدد أفرادها إلى 700 شخص. فيما يقول معارضو القانون أنه يخلق تمييزا، بحيث سيمنع القانون من العرب في البلاد، من العيش والسكن في البلدات والتجمعات التي يقطنها اليهود.
في موضوع آخر، يُهدد حفر الأنفاق أسفل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، المُطل على المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، الحي بأكمله حيث تزداد يوم بعد الآخر التصدعات والانهيارات والتشققات والهبوط الأرضي في منازل الحي وشوارعه.
في سياق آخر، جمعت منظمات إنجيلية يمينية عشرات ملايين الدولارات، في السنوات العشر الماضية، من أجل تمويل مشاريع استيطانية في الضفة الغربية، حسبما ذكر تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» أمس الأحد.
وقالت الصحيفة إنها أجرت تدقيقا حول هذه الأموال، وتبين أن مبلغها يتراوح ما بين 50 – 65 مليون دولار، وذلك استنادا إلى تقارير إعلامية وتقارير جرى تسليمها إلى سلطات الضرائب الأميركية وتقرير أعده مركز «مولاد» من العام 2015، وتبين منه أن 11 منظمة إنجيلية جمعت هذا المبلغ.
وإحدى هذه المنظمات الإنجيلية الأميركية تدعى «اليوبيل»، وترسل متطوعين إنجيليين إلى مستوطنة «هار براخا». وهذه المنظمة هي واحدة من بين منظمات إنجيلية غيبية عديدة تنشط في ما تصفه «القلب التوراتي للبلاد». وخلال السنوات العشر الماضي، أرسلت منظمة «اليوبيل» قرابة 1700 متطوع إلى المستوطنة.
وعملت منظمة «اليوبيل» عدة سنوات من دون الإعلان عن نشاطها، بادعاء أنه من الأفضل ألا يعلم الإسرائيليون به، لكنها تستضيف الآن صحافيين وآخرين في «حرم جامعي» أقامته في مستوطنة «هار براخا». ولفتت الصحيفة إلى أن استعداد هذه المنظمة الإنجيلية للكشف عن نشاطها في الضفة الغربية يدل على حجم العلاقات المتبادلة بين الإنجيليين والمستوطنين.
وأعلنت وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، التي يتولاها وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، قبل عدة أشهر، أن منظمة «اليوبيل» ستتلقى ابتداء من العام الحالي مبلغ 16 ألف دولار سنويا، ويتوقع أن يزداد، من الحكومة الإسرائيلية. وقالت الوزارة إنها تمنح هذا المبلغ للمنظمة الإنجيلية على ضوء نشاطها الإعلامي لمصلحة إسرائيل والمستوطنات في أوساط المجتمعات الإنجيلية في الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أنه من الصعب معرفة حجم الدعم المالي الإنجيلي للمستوطنات، وذلك لأن مؤسسات لا تهدف إلى الربح والكنائس المسجلة في الولايات المتحدة ليست مطالبة بتزويد السلطات بتقارير مفصلة حول مصادر تمويلها أو الكشف عن تبرعاتها، كما أن المساعدات للمستوطنات لا تتم بواسطة المال فقط وإنما بساعات عمل تطوعي يقوم آلاف المتطوعين الإنجيليين في المستوطنات. وعلى سبيل المثال، شارك 175 متطوعا في قطف 340 طنا من العنب في المستوطنات، هذا العام، وعملوا سوية 4930 ساعة.
وأضاف التقرير أن «قسما كبيرا» من مجمل الاستثمارات الإنجيلية في إسرائيل تصل إلى المستوطنات، وتستفيد منها مجالس إقليمية استيطانية وجمعيات يمينية وبؤر استيطانية عشوائية ومصالح تجارية ووكالات سفر متخصصة في إجراء جولات في المستوطنات.(وكالات)