“صفقة القرن” جاهزة في 175 صفحة وستنشر بعد الانتخابات الإسرائيلية
أفادت مصادر مطلعة الاثنين 11 شباط 2019 أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انهت العمل على “خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية” المقترحة من إدارة ترامب، والمعروفة باسم “صفقة القرن” وأن فريق الرئيس المكون من صهره جاريد كوشنر، ومبعوثه للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، وسفيره في إسرائيل، ديفيد فريدمان قاموا بإطلاع ترامب على محتوياتها وأن الرئيس (ترامب) “أظهر ارتياحا وعبر عن سعادته لإكمال الخطة”.
وبحسب المصدر، فإن الخطة تتكون من 175 صفحة، ولا يعرف تفاصيلها إلا خمسة أشخاص وهم: الرئيس ترامب، وكوشنر، وغرينبلات، وفريدمان، إلى جانب مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون.
وعلى الرغم من أن كوشنر وغرينبلات سيقومان باستعراض الخطوط العريضة لخطة “صفقة القرن” مع المشاركين في ما يسمى “مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط” الذي ينظم لمواجهة إيران في العاصمة البولندية وارسو يوم الأربعاء، 13 شباط 2019، إلا أنه من غير المحتمل أن يقوم البيت الأبيض بنشر مسودة الخطة قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة يوم 9 نيسان المقبل.
يشار إلى أن مسؤولا أميركيا رفيعا قال الجمعة (8 شباط 2019)، إن مسؤولين فلسطينيين تلقوا دعوة لحضور المؤتمر الذي تعقده الولايات المتحدة في العاصمة البولندية وارسو الأربعاء دون الإفصاح عما إذا كان الفلسطينيون الذين وُجهت لهم الدعوة قد قبلوا المشاركة.
وقال المسؤول للصحافيين، إن الاجتماع “سيكون مناقشات وليس مفاوضات” عن الشرق الأوسط، مضيفاً “كما أشرنا فقد طلبنا من السلطة الفلسطينية إيفاد ممثلين لهذا الحدث”.
واوضح أن كوشنر سيبحث خلال المؤتمر جهود الإدارة لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيجيب على أسئلة الحضور، مشيرا الى أن الجانب الأميركي سيرحب بآراء السلطة الفلسطينية خلال النقاش، مؤكدا أن مؤتمر وارسو “ليس للمفاوضات ولكنه للنقاش، ونحن نتطلع لرعاية حوار بناء في وارسو”.
وأكدت الخارجية الأميركية ان أكثر من 40 دولة ستشارك في مؤتمر وارسو الذي يعقد ما بين 12 و14 شباط الجاري.
من جهته ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمؤتمر وارسو، وطالب الدول العربية بعدم المشاركة في المؤتمر، كون “الهدف منه تصفية القضية الفلسطينية”.
وبحسب المصدر فإن “خطة السلام الأميركية (صفقة القرن) تضع حماية أمن إسرائيل في المقام الأول، ولذلك فإن الخطة تهدف ضمان أمن إسرائيل”.
وكان موقع “ذي تايمز أوف إسرائيل قد نشر الأربعاء الماضي (6/2/2019) مقالا اشار الى أن مسؤولا أميركيا كبيرا أخبر الموقع بأن الولايات المتحدة منحازة لإسرائيل، وأن واشنطن ليست في حاجة إلى موازنة تأييدها المطلق لإسرائيل بتأييد الفلسطينيين من أجل التوسط لاتفاق سلام بينهما.
وبحسب الموقع فقد قال المسؤول الأميركي “لا نعتقد أننا لكي نتمكن من العمل على جهود السلام، نحتاج إلى أن تكون لدينا معادلة، حيث يمكننا فقط أن نقول أشياء معينة عن إسرائيل ، إذا قلنا في نفس الوقت شيئًا عن الفلسطينيين”.
يشار إلى أنه ومنذ قدوم ترامب للرئاسة في قبل سنتين فان إدارته لم تقم بإدانة أو الإعترض أو حتى ذكر أي شيء عن استشراء الاستيطان أو جرائم القتل الاسرائيلية المتعمدة للفلسطينيين العزل خاصة في مسيرات العودة الأسبوعية بقطاع غزة المحاصر.
وسوف يتوجه كوشنر وغرينبلات الى المنطقة نهاية شهر شباط الجاري في جولة ستشمل السعودية والأمارات وقطر وعمان والبحرين، بهدف حشد إلتزامات بالدعم المالي والاقتصادي للفلسطينيين في حال تنفيذ “صفقة القرن”.
وقاطعت السلطة الفلسطينية الإدارة الأميركية منذ اعتراف ترامب بمدينة القدس المحتلة كعاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول 2017 ومن ثم نقل السفارة الأميركية إليها يوم 14 أيار 2018 معتبرة ان هذه الخطوة تعني بأن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على العمل كوسيط في محادثات السلام.