معركة الكرامة (2) الأسرى يواصلون إضرابهم لليوم الثاني
لبّى مستوطنون أمس الثلاثاء، دعوة جماعات الهيكل المزعوم باقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة شرطة الاحتلال، وسط دعوات لتكثيف الاقتحامات بالتزامن مع انتخابات الكنيست الاسرائيلي.
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في أرجاء المسجد الأقصى، وسط محاولات لإقامة صلوات وشعائر تلمودية فيه. وكانت قد دعت ما تسمى بـ»اتحاد منظمات الهيكل المزعوم» لتكثيف الاقتحامات للأقصى، بالتزامن مع انتخابات «الكنيست».
ونشرت جماعات الهيكل المزعوم خلال اليومين الماضيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مواقعها دعوات لتكثيف الاقتحامات، حيث اتفق ما يسمى «اتحاد منظمات الهيكل المزعوم» على جعل يوم انتخابات الكنيست يوما مركزيا لاقتحام الأقصى، وحث أعضاء هذه الجماعات على انتخاب أي من الأحزاب التي تنادي بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى لصالح المتطرفين.
وفي ذات السياق، دفعت سلطات الاحتلال بالمزيد من عناصر وحداتها العسكرية وما يسمى بقوات حرس الحدود الى مدينة القدس المحتلة، ومحيط البلدة القديمة، والبؤر الاستيطانية في المدينة. وشملت التعزيزات تسيير دوريات عسكرية وشرطية راجلة ومحمولة وخيالة، ونصب المتاريس والحواجز العسكرية في العديد من شوارع وطرقات المدينة وعلى بوابات البلدة القديمة والمناطق القريبة من خط التماس غربي القدس.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الثلاثاء، حملة دهم وتفتيش في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، تخللها اعتقال العديد من الشبان، فيما تم إطلاق النار صوب موقع عسكري للاحتلال قرب يعبد شمال الضفة، دون أن يبلغ عن إصابات.
وأصيب العشرات من الطلبة والمعلمين والمواطنين بحالات اختناق، أمس الثلاثاء، عقب إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز السام في ساحات ومحيط عدد من المدارس بالمنطقة الجنوبية في مدينة الخليل. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز السام بكثافة، في ساحات ومحيط وداخل اسوار مدارس الخليل الأساسية، وطارق بن زياد، والهاجرية الأساسية، وخديجة بنت خويلد الأساسية، أثناء الطابور الصباحي؛ ما تسبب بحالة من الخوف في صفوف التلاميذ وعدم انتظام الدراسة، وإصابة العشرات منهم ومن المعلمين والمواطنين بحالات اختناق، عولجوا على الفور ميدانيا.
ودخلت معركة «الكرامة2» التي تخوضها الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال صباح أمس الثلاثاء، يومها الثاني، بعد إعلان مئات الأسرى، مساء الاثنين، برفقة عدد من قيادات الحركة الأسيرة الشروع بإضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويخوض الأسرى معركة الأمعاء بشكل متدرج، حيث ستنضم يوميا مجموعات من الأسرى للأضراب المفتوح عن الطعام وللخطوات التصعيدية التي تتمثل بإرجاع وجبات الطعام والامتناع عن تناول الدواء ورفض الخروج إلى «الفورة».
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، مساء الاثنين، عن فشل جلسات الحوار بين إدارة سجون الاحتلال وممثلي فصائل وتنظيمات الحركة الأسيرة في معتقلات الاحتلال، بعد أن استمرت لساعات طويلة على مدار اليومين الماضيين في سجن «ريمون».
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر أمس، إن إدارة السجون الاسرائيلية بدأت بنقل الأسرى المضربين من سجني النقب وريمون إلى سجون أخرى وإلى الزنازين. وأكد أبو بكر أنه من المتوقع أن ينضم أسرى جدد إلى رفاقهم الأسرى المضربين، فيما ينضم عدد أكبر يوم السابع عشر من الشهر الجاري، وفي الأول من أيار المقبل يصبح الانضمام مفتوح لأي أسير، متوقعا أن تصعد سلطات الاحتلال من إجراءاتها بحق الأسرى المضربين خلال الأيام القادمة، خاصة اتباع أسلوب التغذية القسرية بحقهم.
إلى ذلك، جددت الأمم المتحدة التأكيد على عدم شرعية كل الأنشطة الاستيطانية. وأكد المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن موقف الأمم المتحدة تجاه الأرض الفلسطينية المحتلة واضح ويستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة.
وردا على سؤال في المؤتمر الصحفي اليومي حول ما نُسب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل إذا فاز في الانتخابات المقبلة، أشار دوجاريك، إلى موقف المنظمة الأممية المتمثل في أن كل الأنشطة الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي، كما أنها تقلص بشكل كبير إمكانية تحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه.
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، فإن الفلسطينيين في الضفة الغربية «يخضعون لنظام معقد من السيطرة، منها معيقات مادية (الجدار، والحواجز، والمتاريس) ومعيقات بيروقراطية (التصاريح، وإغلاق المناطق) والتي تحد من حقهم في حرية التنقل. ويستمر توسيع المستوطنات، والقيود المفروضة على الوصول إلى الأراضي والموارد الطبيعية والتهجير بسبب عمليات الهدم بشكل خاص.