رئيس الموساد السابق: ملك الأردن لن يقف صامتا
انتقد جنرال إسرائيلي اندفاع الساسة نحو ضم غور الأردن، وقال إن "أي خطوة لضم غور الأردن، ومناطق سي، وأي منطقة أخرى في الضفة الغربية، سيكون لها تأثيرات بعيدة المدى، وأي خطوة إسرائيلية أحادية الجانب من شأنها أن تسمم الوضع القائم”، مع أني أيدت خطة الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة زمن أريئيل شارون، لكن ليس لها تلك التبعات المتوقعة في أي خطوة أحادية بالضفة الغربية”.
وأضاف داني ياتوم رئيس جهاز الموساد الأسبق، والعضو السابق بحزب العمل، في مقابلة مع صحيفة معاريف، أن "إسحاق رابين رئيس الحكومة الراحل دعم إبقاء غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية، واعتبره جبهة استراتيجية لدولة إسرائيل، لكنه لم يقم بذلك على شكل خطوة أحادية الجانب، لأن رئيس الوزراء الأردني آنذاك اعتبر أي خطوة تخص الغور ستكون خطيرة جدا على مستوى المنطقة”.
وحذر ياتوم، الذي استقال من منصبه عقب فشل محاولة اغتيال خالد مشعل زعيم حماس بعمان عام 1997، أن "ضم إسرائيل لـ20% من مساحة الضفة الغربية، ستعمل على إيصال العلاقات مع السلطة الفلسطينية إلى مزيد من التطرف، وربما تصل الأمور إلى حد انهيار السلطة الفلسطينية ذاتها، وقد نصل مرحلة السيطرة العسكرية الكاملة على الضفة الغربية، وهو أمر يتعارض مع مصالح إسرائيل أن تسيطر على 2.6 مليون نسمة”.
وأشار إلى أن "الأردنيين مرتبطون بسكان الضفة الغربية، وهناك علاقات عائلية وثيقة بين الجانبين، والملك عبد الله الثاني لن يستطيع الوقوف صامتا إزاء أي خطوة أحادية الجانب دون مفاوضات، فالأردنيون موجودون داخل الأحياء الفلسطينية بالضفة الغربية، وفي السابق طلب الملك حسين من رابين أن يكون منخرطا في جميع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ووعده رابين بذلك، وحسنا فعل”.
وأكد أن "الأردنيين معنيون بمعرفة من سيكون الطرف المسيطر على الجانب الثاني من النهر، من أجل أن يجروا معه التعاون الكامل، لذلك فإن نظرتي في النهاية لغور الأردن، ضرورة أن نعيدها للمملكة إن أردنا صناعة السلام، وإن واصلنا إيماننا بالسلام يمكن لنا السيطرة عدة سنوات على الغور، ومع مرور الوقت يمكن نقل المسؤولية عنها إلى قوة دولية متوافق عليها”.
وأوضح أن "هذه القوة لن تمنع اندلاع حرب بين الأردن وإسرائيل، لكنها تستطيع تأمين الحدود من تسلل خلايا مسلحة داخل إسرائيل من خلال الحدود الأردنية، ومنع تهريب الأسلحة والصواريخ من الحدود العراقية والإيرانية، على أن تكون هذه القوة الدولية بإشراف أمريكي، هذا لا يعني ان نضع أمن إسرائيل بأيدي الجنود الأمريكيين، لأنه يتعارض مع العقيدة العسكرية التي وضع أسسها ديفيد بن غوريون”.
وأشار إلى أن "المقصود بالقوة الأمريكية أن تكون بجانب قوات فلسطينية وأردنية، تجري جولات أمنية على طول الحدود المشتركة مع الضفة الغربية، لأن كل من يفكر بأن الوضع الأمني لإسرائيل سيكون أفضل بعد ضم غور الأردن، سيكون مخطئا”.
وختم بالقول بأن "الجيش الإسرائيلي قد يكون قريبا من اتخاذ قرار بإعادة احتلال كل الضفة الغربية؛ لأن قرار ضم غور الأردن ومناطق أخرى، سيخرج الفلسطينيين في مظاهرات شعبية عارمة، ويتسبب بإضعاف المملكة الأردنية بسبب انتشار حالة الفوضى وعدم النظام الذي قد يحل فيها، مما قد يسمح لدخول النفوذ الإيراني إليها، وفي هذه الحالة لن تجد إسرائيل الأردن جارة لها، وإنما مليشيات مؤيدة لإيران، وربما تجد إيران ذاتها”.