لماذا اتهمت الصين المخابرات الأمريكية بأنها وراء نشر فيروس كورونا؟
قال محللون أمريكيون إن الصين تحاول منذ فترة طويلة تقويض أساس القوة العالمية الأمريكية، وخلافاً لجهود موسكو الخشنة والعدوانية في كثير من الأحيان، كانت بكين أكثر خفية من طائرة أف- 35، باستخدام مبادرات دبلوماسية عامة لشراء طريق خاص، وببراعة، إلى الجامعات والمجتمع المدني والقطاع الخاص الأمريكي.
ولكن، وعلى حد تعبير خبراء يتعاطفون مع التيار اليميني المحافظ، فإن القناع قد زال، إذ غير الحزب الشيوعي الصيني تكتيكاته الدعائية، وبدأ مسؤولو الحزب وممثلو الحكومة ووسائل الإعلام يهاجمون الولايات المتحدة بشكل علني، وينشرون دعايات “كاذبة” حول تفشي كوفيد- 19.
وقال الباحث جيمس كورفونو في تحليل بثته شبكة قناة “فوكس نيوز”، المعروفة بدفاعها عن البيت الأبيض والتيار اليميني، إن هذا التحول الدرامي قد ترك الخبراء في حيرة مع علامة استفهام: ما الأمر؟
وبشكل أكثر تحديداً: “لماذا ينكر المسؤولون الحكوميون الصينيون الآن علناً أن فيروس كورونا قد بدأ بالفعل في مقاطعة هوبي؟ وتبدأ عملية ترويج لنظرية مؤامرة مفادها أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الفيروس”.
وعلى سبيل المثال، قدم لين سونغ تيان، سفير الصين في جنوب أفريقيا، هذه الادعاءات وكأنها حقائق.
وفقاً لرأي كورفونا، اختارت الصين الترويج لهذه المزاعم من أفريقيا لأنه تعرف جيداً أن أفريقيا تتقبل جهود الدعاية الأكثر عدوانية، وبسبب عدم وجود أي نوع من الثقة في أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ الحرب الباردة، وأشار الباحث إلى أن حملة التضليل السوفيتية السابقة التي تدعي أن وكالة المخابرات كانت وراء مرض الإيدز ما زالت متجذرة في أفريقيا.
وحرب الدعايات لا تتوقف عند أفريقيا، إذ هاجمت وسائل الإعلام الحكومية الصينية محاولات التعاون الألفية للاستثمار الأمريكي في سريلانكا، متهمة أمريكا باستخدام برنامج التنمية كحصان طروادة مع “أجندة خفية”.
ونعود للسؤال الأول: ماذا استجد؟
هناك اعتقاد لدى العديد من المحللين الأمريكيين أن الحكومة الصينية تعاني من سلسلة فظيعة من الإخفاقات وسوء التقدير، بما في ذلك التعامل مع احتجاجات هونغ كونغ والتدخل في انتخابات تايوان، ثم جاء فيروس كورونا ليكشف عبث السرية والاستجابة البطيئة.
وعلى حد تعبير الكاتب كورفونا، فإن الانتقاص من الولايات المتحدة يمكن أن يكون محاولة يائسة لتحويل الانتباه بعيداً عن إخفاقات بكين، مشيراً إلى أن دعاية اتهام الولايات المتحدة بأنها وراء “اختراع” أو نشر الفيروس هي منافية للعقل، إلى درجة أن الولايات المتحدة تجاهلتها لفترة من الوقت