تعيين أول قاضية مسلمة في تاريخ بريطانيا
عيَّنت السلطات البريطانية، "رافيا أرشد"، قاضيةً في منطقة "ميدلاندز" بإنجلترا، لتصبح أول مسلمة محجبة تتقلد هذا المنصب في تاريخ البلاد. وبحسب ما أوردته قناة "بي بي سي"، الأربعاء 27 مايو/أيار 2020، فإن "أرشد" تسلمت رسالة تعيينها بالمنصب، الأسبوع الماضي.
أول محامية محجبة: نقلت القناة عن "أرشد"، قولها إنها كسرت "الصورة النمطية" لدى كثيرين عن القضاة في بلادها. وأضافت: "وصولي إلى هذه النقطة استغرق بعض الوقت، لكنني ممتنة"، مشيرة إلى أن "نجاحها يمثل نجاحاً لكل شخص من أصول مختلفة".
لفتت إلى أنها "تلقت كثيراً من رسائل البريد الإلكتروني من رجال ونساء، بينهن محجبات أعربن عن اعتقادهن أنهن لن يتمكنَّ من أن يصبحن محاميات، فما بالك بتولي منصب قاضٍ؟".
تبلغ "أرشد" من العمر 40 عاماً، وعملت في مجال المحاماة أكثر من 17 سنة.
ماذا قالت رافيا؟ في حديثها مع صحيفة "مترو"، قالت الأم لثلاثة أطفال، إنها تريد الآن "التأكد من أن صوت التنوع مسموع وواضح". وقالت: "المسألة أكبر مني بالتأكيد، أعلم أن الأمر لا يتعلق بى فقط. إنه مهم لجميع النساء، وليس فقط للنساء المسلمات، ولكنه مهم بشكل خاص للنساء المسلمات".
أضافت: "إنه أمر غريب، لأنه شيء عمِلت عليه طوال سنوات، وكنت أتخيل دائماً أنني سأكون سعيدة للغاية عند تحقيقه".
كما قالت: "كنت سعيدة، لكن السعادة التي حظيت بها من الأشخاص الآخرين الذين شاركوا هذا أكبر بكثير. لقد تلقيت كثيراً من رسائل البريد الإلكتروني من الناس والرجال والنساء. إنهم من النساء البارزات، قائلاتٍ إنهن يرتدين الحجاب ويعتقدن أنهن لن يتمكنَّ حتى من أن يصبحن محاميات، فضلاً عن الوصول لمنصب قاضية".
قضية الحجاب: شهدت القاضية المقيمة في ميدلاندز، والتي نشأت في ويست يوركشاير، إحدى اللحظات الأكثر عمقاً في حياتها العملية عندما نصحها أحد أفراد عائلتها بعدم ارتداء الحجاب في مقابلة للحصول على منحة دراسية بمدرسة Inns of Court School للقانون في عام 2001.
حذَّرها قريبها من فرص نجاحها بشكل كبير إذا ارتدت ذلك، لكن رافيا رفضت الانحناء للضغط. قالت: "قررت أنني سأرتدي الحجاب، لأنه من المهم بالنسبة لي قبول الشخص على طبيعته، وإذا كان يجب أن أصبح شخصاً مختلفاً لمتابعة مهنتي، فهذا ليس شيئاً أريده. هكذا فعلت ونجحت في المقابلة. لقد حصلت على منحة دراسية كبيرة. أعتقد أن هذه ربما كانت واحدة من أعمق الخطوات الأولى في مسيرتي".