قلق إسرائيلي من دراسة عرب الـ48 في الأردن


أنباء الوطن -

قال كاتب إسرائيلي إن "عدد الطلاب العرب (فلسطينيو الداخل المحتل) في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية تزايد ضعفين على مدى العقد الماضي، لكن الآلاف من الطلاب الآخرين يختارون الدراسة في الخارج، أو في المناطق الفلسطينية، والأردن".

ويرجع ذلك بشكل رئيسي لشروط القبول الصارمة لدى الجامعات الإسرائيلية"، بحسب عاكيفا بيغمان.

وذكر بيغمان في تحقيقه المطول بصحيفة إسرائيل اليوم " أن "الجامعة الأبرز في استيعاب طلاب عرب الـ48 هي الجامعة العربية الأمريكية في جنين، فالأجواء واللغة المنطوقة عربية، والثقافة فلسطينية، ولغة التدريس إنجليزية، مما أوصل أعداد الطلاب العرب فيها إلى 12 ألفا، وهي أعلى من عدد الطلاب العرب بجامعة حيفا وعددهم 5400، أو جامعة تل أبيب 3000"، بحسب موقع عربي 21.

وأشار إلى أن "هذه الأعداد تجعل حرم جامعة جنين أكبر جامعة تضم عرب الداخل المحتل في العالم، لكن جنين ليست سوى قمة جبل الجليد لظاهرة أوسع نطاقا، ففي 2019، درس 15 ألف طالب عربي خارج إسرائيل، أو خارج الخط الأخضر، نصفهم في المناطق الفلسطينية، وهذا الاتجاه يشكل طبيعة المجتمع العربي داخل دولة الاحتلال، مع أنه يعني أن عشرات الآلاف من الشواقل يدفعها الطلاب سنويّا بجامعات ليست إسرائيلية".

وأوضح أن "الكثير من هؤلاء الطلاب يتعرضون لدراسات سياسية عن الحياة الإسرائيلية، وأحيانا معادية لها؛ وفي النهاية يجتازون اختبارات ترخيص صارمة عند العودة لإسرائيل، وهنا يتولد لديهم شعور عميق بالظلم، لأن نظام التعليم العالي خاصة في المهن الطبية، يمثل عنق الزجاجة، مع أنه على وجه التحديد بات واحدا من أكثر التخصصات المطلوبة.

وأكد أن "التقارير الإسرائيلية ترصد عوائق دمج العرب بنظام التعليم العالي، فيركز 80٪ من طلاب الجامعة الأمريكية بجنين على المهن الطبية، 31٪ تمريض، 18٪ علاج مهني، 8% الصحة الاجتماعية، 7% طب الأسنان والأشعة السينية والعلاج الطبيعي، والسبب بهذه التوجهات عدم تطابق كبير بين عدد العرب المهتمين بالحصول على تعليم بالرعاية الصحية في إسرائيل، وقلة أماكن الدراسة بهذه المجالات في الجامعات".

وأضاف أن "حقيقة أن معظم المتعلمين في الخارج يجدون عملا في إسرائيل، يُظهر أن النقص في أماكن الدراسة لا يعكس احتياجات الاقتصاد، مع أن شروط القبول صارمة للغاية، فتخصص الطب يلزم الحصول على درجة 730 في القياس النفسي، واختبارا مكتوبا، ومقابلة شخصية أخرى، لكن الكثيرين ممن لا يجدون أنفسهم محظوظين في إسرائيل يضطرون للسفر للدراسة في الخارج".

وشرح قائلا؛ إن "هناك في الخارج مجموعة متنوعة من المؤسسات الأكاديمية، منها منخفضة الرسوم، خاصة في الكتلة الشرقية مثل أوكرانيا ومولدوفيا وما شابه، وتبلغ رسومها الدراسية 4-6 آلاف دولار سنويا، كما أن ظروف المعيشة رخيصة جدا، ولكن بسبب المشاكل الناجمة في المستوى الأكاديمي، تقرر اعتبارا من 2019 الاعتراف فقط بمن يدرسون في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCED".

وأشار إلى أنه "بسبب السلام بين إسرائيل والأردن، وأن جامعاته تحظى باعتراف أمريكي، فإن الصحة الإسرائيلية تعترف بها تلقائيا، لكن المشكلة أن رسومها الدراسية مرتفعة تصل إلى 16 ألف دولار سنويا، وفرص العمل في إسرائيل تمنح لخريجي جامعاتها أولا، ثم لمن درسوا في الولايات المتحدة وإنجلترا، لكن اليوم زاد عدد الطلاب من فلسطينيي الداخل المحتل في الجامعات الأردنية ليصل إلى 5400، وفي الجامعات الفلسطينية زادوا عن 8200 طالب".

وأوضح أنه "في جنين 6 آلاف طالب، وبجامعة الخليل 1000 طالب، معظمهم من النقب، أما اليوم فإن عدد الطلاب العرب الدارسين بالخارج 20 ألفا، أما اليهود الإسرائيليون فبضعة آلاف فقط، رغم أن العدد يتناسب عكسيا، 20 إلى 80، وتصل التكلفة السنوية للدراسة بالمناطق الفلسطينية، بما فيها نفقات المعيشة إلى 70 ألف شيكل، أي 20 ألف دولار،حتى إن الناس يبيعون قطعا من الأرض لتمويل تعليمهم الجامعي".

وأكد أن "هناك تأثيرا للثقافة الفلسطينية على الطلاب العرب، ويكونون عرضة للاستماع لرواية فلسطينية معادية لإسرائيل، ويتوجب على كل طالب إنجاز مساق "دراسات فلسطينية"، ويشمل الحركة الصهيونية، ومصادرة الأراضي، والمقاومة الفلسطينية، وأسس التربية الإسلامية والثقافة الإسلامية، ودراسات في إسرائيل والصهيونية، والحركة الفلسطينية الأسيرة، والقدس: الحضارة والتاريخ".

وأشار إلى أن "الأمر لا يبدو مهما جدا، لكن إسرائيل في هذه الحالة تخسر فرصة إعطاء هؤلاء الطلاب المعرفة الأولية الأساسية عنها، وسرد رواية أقل عداء تجاهها، وبعضهم ممن يدرسون بجامعات فلسطينية يرون أنها تذكرهم بأجواء الوطن الذي تغربوا عنه لبعض الوقت، ويعبرون عن ارتياحهم حين يكونون في بيئة فلسطينية تؤكد عاداتهم وأفكارهم، التي لا يمكن إيجادها بالجامعات الإسرائيلية".

وأضاف أنه "في تلك الجامعات العربية والفلسطينية، يمكن للطلاب العرب أن يشعروا فيها بقوميتهم العربية، مما دفع مسؤولا رفيعا بوزارة التعليم الإسرائيلية لاعتبار هذه الظاهرة وصمة عار على إسرائيل التي تفوت فرصة كبيرة لتعليم جيل كامل من الشباب، ورفع مستوى الاندماج، وتقليل الاغتراب والتوترات، لكنها تفضل السماح للنخبة الفلسطينية بتعليمهم".

وختم بالقول إن "مجلس التعليم العالي بإسرائيل قدم بيانات مثيرة حول تشجيع التعليم العالي بالمجتمع العربي، فقد تضاعف عدد طلابهم بالجامعات الإسرائيلية من 22.543 في 2008, إلى 48.627 في 2018، واقتربت نسبتهم من 17% من الطلاب الإسرائيليين، بما يقترب من نسبتهم من إجمالي السكان، رغم أن هذه الأرقام، مهما كانت مثيرة للإعجاب، لا تعالج مشكلة هجرة الأدمغة إلى الخارج في إسرائيل".