التهاب بكتيري أم كوفيدي؟


أنباء الوطن -

في إطار الظروف الراهنة و مع تفشي وباء الكورونا تتجه مخاوفنا لتحصر في خانة الإصابة بفيروس الكوفيد بمختلف متحوراته عند الشعور باي أعراض من العطاس، الاحتقان، الم الصدر، السيلان الأنفي و غيرها. ولكن يبقى السؤال فيما إذا كانت حقا هذه الأعراض مصاحبة للإصابة بالفيروس او غيره من الفيروسات المعدية صدريا ام ان هنالك مسببا اخر؟؟؟

كما نعلم فان البكتيريا من الكائنات الحيوية المسببة للالتهاب البكتيري والذي بدوره يشابه أعراض الالتهاب الفيروسي ولعل من اشهرالمميزات بين السابقين هو استخدام المضادات الحيوية للقضاء على هذه البكتيريا دون غيرها من الكائنات الحية الدقيقة الممرضة، حيث تفشل هذه العائلة الدوائية في القضاء على الفيروسات. وفي هذا المقال سوف أتطرق الى أبرز الخصائص المميزة.

تعد البكتيريا من الكائنات الخلوية المجهرية متعددة الشكل والنوع تبعًا لبيئة تواجدها والوظيفة الموكلة اليها، فقد يعيش بعضها في أقصى درجات الحرارة ارتفاعا وانخفاضا بينما يتاثر البعض الأخير بغياب الاعتدال الحراري، كمان يوجد العديد من الأنواع المنتشرة في الجهاز المعوي عند الانسان لتساعد في هضم الطعام، واغلب هذه أليفٌ وغير ممرض. ولكن عند الاصابة بالتهاب بكتيري فان أشهر الاعراض المصاحبة هي بحة في التجويف المؤدي الى القصبات.

اما الفيروسات والمتميزة بحجمها الصغير جدا فهي اعتمادية بطبعها؛ إذ تحتاج الى مضيف حي رحب كي تستمر بالتكاثر، كالإنسان والحيوان وبدونها لا تستطيع النجاة.

فعندما يخترق الفيروس أنظمة الدفاع في الجسم فهو يقوم باختراق بعض أنواع محددة من الخلايا ويجعل منها مصنعا لعملياته الخلوية فيعيد توجيه هذه الخلايا لإنتاج المزيد من نفس الفيروس، فيجتاح هذا الكائن ذو الغلاف البروتيني المحيط بالمادة الجينية الغلاف الحيوي لخلية الانسان و يفرض سيطرته عليها.

تتشابه الاعراض الناتجة من المرضين السابقين في الجهاز التنفسي من سعال وعطس وحمى والتهاب وقيء وإسهال وغيرها. وكلها محاولات يبذلها جهاز المناعة لتخليص الجسم من الكائنات الحية المعدية. لكن الالتهابات البكتيرية والفيروسية تختلف في العديد من النواحي المهمة الأخرى، ويعزى معظمها إلى الاختلافات الهيكلية للكائنات الحية وطريقة استجابتها للأدوية.

في حين يصعب تحديد ما إذا كان المرض فيروسيًا أم بكتيريا بما في ذلك الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والإسهال والتي يمكن أن تحدث بسبب أي منهما. لكن الطبيب قادر على تحديد السبب من خلال الاستماع إلى التاريخ الطبي وإجراء فحص بدني وفي بعض الاحيان فحص سيرولوجي او عن طريق زراعة العينات.

وبينما تبقى الإجابة بحاجة الى المزيد من التحري فيما إذا كان الالتهاب فيروسيا ام بكتيريا، يتوجب علينا التأكد قبل البدء بأخذ اي مضاد حيوي عند الشعور بالعطاس والسيلان وغيرها مما ذكر؛ لان السائد هو فيروس الكورونا، بالإضافة الى متابعة مؤشرات كاستمرار الأعراض لفترة أطول من المتوقع من 10 إلى 14 يومًا للفيروس، الحمى أعلى مما قد يتوقعه المرء عادة من فيروس، و ازدياد الحمى سوءًا بعد أيام قليلة من المرض بدلاً من أن تتحسن وهنا تغلب الكفة لصالح تطور التهاب بكتيري؛ ما يستدعي المضادات الحيوية.