كذبة نيسان... هل هي بيضاء حقاً ؟!
لكذبة الأول من نيسان تاريخ طويل، ومنتشرة في العديد من الدول حول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم، وغالبية آراء الباحثين تقول إن «كذبة نيسان» تقليد أوروبي يقوم فيه بعض الناس بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب، ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم «ضحية كذبة نيسان»..
أشهر الكذبات عبر التاريخ
في بريطانيا
من أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنجليزي (أشهر شعوب العالم كذباً) في أول نيسان عام 1860م حيث حمل البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل في طياتها دعوة كل منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية «لغسل الأسود البيض» في برج لندن في صباح الأحد أول نيسان مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم وقد سارع جمهور غفير من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة..
وهناك كذبة أخرى اشتهر استخدامها في بريطانيا وهو أن يبعث أحد الناس بمئتي رسالة إلى مديري دور الأعمال الكبيرة يطلب منهم أن يتصلوا برقم تلفون يحدده في رسائله لأمر مهم جداًّ ومستعجل ويحدد موعد الاتصال فيما بين الساعة الثامنة والعاشرة من صباح أول نيسان وتكون النتيجة أن يظل صاحب رقم التلفون المذكور في شغل شاغل بالرد على مكالمات واستفسارات المديرين طوال يوم أول نيسان وقد ضربت هذه الكذبة الرقم القياسي في استخدام الشعب الإنجليزي لها..
تقارير كاذبة
يعد التقرير الإذاعي الذي بثه الإعلامي ريتشارد ديمبلي عام 1957 في مقدمة هذه الأكاذيب الطريفة، وتحدث التقرير عن حصاد محصول وفير من معكرونة سباغيتي من أشجار في سويسرا، وقد اتصل مستمعون بالبرنامج للسؤال عن كيفية زراعة أشجار السباغيتي فقيل لهم أن يغرسوا بعض قطع السباغيتي في علبة تحتوي شرائح طماطم، وينتظروا النتيجة..
صحيفة الغارديان
إذا كنت تعتقد أن نحو اللغة الإنجليزية لا يمكن أن يكون مصدرا للطرافة، فيجب أن تراجع نفسك..
فقد نشرت صحيفة الغارديان عام 1977 نشرة إرشادية للسفر إلى جزيرتين غامضتين تحت اسم «سان سَريف» !
وادّعت الصحيفة أن هاتين الجزيرتين؛ وهما الجزيرة الشمالية الكبرى وسمتها «أبر كيس « والجزيرة الجنوبية الصغرى وسمتها «لَور كيس»، تشكلان ما يُشبه الفاصلة المنقوطة في علامات الترقيم في الكتابة. وإذا لم يكن ذلك كافيا لإثارة شكوكك، فإن الجزء المتعلق بالتعليم في الجزيرة يشير إلى أنه «بالإضافة إلى الدروس المعتادة في مرحلة الدراسة الثانوية هناك، يمتلك الطلبة المراهقون اختيار الغوص بحثا عن اللؤلؤ كأحد الدروس في مرحلة (الأيه لَفل)..
في رومانيا
عندما كان الملك كارل يزور أحد متاحف عاصمة بلاده، في أول أبريل، سبقه رسام مشهور إلى المتحف ورسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة على الأرضية؛ ما دفع الملك إلى أمر أحد حراسه للتقاطها، وسرعان ما اكتشفوا أنها كذبة..
علماء يكذبون
في عام 1976 أعلن الفيزيائي البارز باتريك مور في إذاعة بي بي سي راديو 2 أننا في الساعة 9.47 صباحا سنشعر بما وصفه بـ «تأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو».. وقال إنه في لحظة معينة سيصطف الكوكبان في خط واحد وستصبح الجاذبية على الأرض أضعف، فإذا قفزت في الهواء في التوقيت الصحيح، فإنك تقريبا ستطفو في الهواء.. بالطبع لم يكن لهذا الإعلان أي علاقة بالعلم، ولكن وقع الكثيرون ضحية هذه الخدعة وظل بعضهم يتداولها بوصفها حقيقة علمية.
مواقف مضحكة ومآسٍ باكية
هناك مآسٍ باكية حدثت بسبب كذبة أول نيسان فقد حدث أن أشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد.
أصل كذبة نيسان.
تاريخياً.. بدأت هذه الكذبة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
ولكن «قصص كانتربري» للكاتب جيفري شوسر انقضت هذه النظرية وقالت إن حكايات «كذبة نيسان» تعود للقرن الرابع عشر وقبل قدوم البابا غريغوري الثالث عشر.
انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة نيسان..
وأكد باحثون أن كذبة أول نيسان لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر، والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت صحيحة أم غير صحيحة فإن المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول نيسان ويعلق البعض على هذا بالقول أن شهر أبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس الكذب والمرح. فأصبح هذا اليوم (المباح فيه الكذب) لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الإسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينياً أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد «بسمارك» الزعيم الألماني المعروف.