“في ذكرى الإستقلال”.. تجديد السيرة والمسيرة


أنباء الوطن -

بقلم : المهندس عبد الحكيم الهندي

“وما كان قدر هذا البلد يوماً؛ إلا أن يكون بداية لما هو أعظم”؛ لم تكن هذه المقولة لسيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله سوى رغبة جامحة بترسيخ حقيقة أزلية في ذاكرة الأردنيين والعالم أجمع بأن هذا الوطن الذي يدّخر في سجلات مفاخره بأنّ حضارته تتزامن وفجر التاريخ لن يغادر مكانته الخالدة على مدار الأزمنة أو على وقع الظروف ومتغيراتها.

وما يبرهن هذه الحقيقة أن “الأردن الحديث” الذي يحتفي اليوم بالذكرى السادسة والسبعين لإستقلاله ما زال ممسكاً على قيمه الثابتة التي تمأسس عليها في إطار زمني يمتد بين عرشيّ التأسيس والتطوير؛ عرش الملك عبدالله الأول المؤسس والذي أنجز عملية إستقلال الأردن الحديث عام 1946م، وحرص على رهن إستقلاله بقيم الثورة العربية الكبرى القائمة على الحرية والتعددية والعدالة والمساواة؛ وصون حياة وكرامة الأردنيين بكافة أطيافهم.

ولتتواتر هذه السيرة والمسيرة وصولاً إلى عرش الملك عبد الله الثاني بن الحسين المُحدّث؛ ممن واصل السعي نحو الإرتقاء بالأردن وإنجاز تقدمه وتطوره، والعمل على تعزيز قوة وصمود وإستقلالية هذا البلد عبر اجتراح سبل مواتية للتنمية والنهضة الشمولية لمكوناته البشرية والإنسانية؛ حيث أبقى جلالته على الأردن منيعاً ومتماسكاً وصلباً؛ وذلك رغم تعقيدات الظروف، وتعاظم التحديات، ومحدودية الموارد؛ وما رافقها من مُهددات سوارنا الجغرافي الملتهب.

واليوم نفاخر كأردنيين، وبالرغم من كافة المتغيرات المضادة، بأن الأردن أنجز لإسمه الكبير خصائص ومميزات تبددت القدرة على الحفاظ عليها لدى عديد من الدول بفعل العوامل الضاغطة؛ إلا أن الأردن الحديث ومنذ إستقلاله ظل متحصناُ بأقوى أسلحته المتمثلة بشيوع الأمن والسلام والإستقرار التي جعلته وفق أحدث الإستطلاعات الدولية الموثوقة يتصدر المرتبة الأولى في أكثر الوجهات العربية السياحية الآمنة.

وكما ظلّ الأردن يرسخ معاني إستقلاله عبر ثباته على مواقفه في القضايا الوطنية، ومن خلال تمترسه في مكانة محظية وموثوقة في نسقه ومحيطه العربي، ناهيك عن إحتفاظه بمكانته المتقدمة والمقدرة في الميادين الدولية، وهو الأمر الذي لم يكن ليتحقق لولا قيادتنا الهاشمية متمثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله حفظهما الله، والذين نتحد كأردنيين تحت ظلال عرشهم بهمة الواثق في حكمتهم؛ والمتشبث بحكمهم الرشيد القائم على قيم السيرة الأولى للهاشميين الأشراف والمتماهي مع عهد المسيرة الماضية بنا نحو أردنّ أكثر علواً وأعظم قدراً.

*رئيس جمعية الفنادق الأردنية/ نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة