وسط البلد – مجيد السامرائي


أنباء الوطن -

 

مجيد السامرائي

( تفضل على المعرض اي قطعة بنص دينار واكثر ..مكياجات ..عطور .. اكسسوارات.. لعب للصغار  ..اواعي (ملابس ) كل شي كل شي بنص دينار واكثر)… صوت يتكرر دون ملل . يقاطعه آخر (بوكسة البندورة بليرة  اوقية بصل بربع ليرة ..موز الكيلو بليرة  خيار وفقوس الكيلو بنص ليرة عصير قصب بنص ليرة)  .

 الا الحرارة ترتفع 7 درجات عن جميع التلال الاقرب الى الجبال السبعة حتى ان الثلج لايسقط في وسط البلد بعمان . لكن الامطار ان كبست يغرق الوسط الى الردفين فالساقين فالكفل !

لا ادري كلما برقت وسط البلد بعمان كما الشارقة في دولة الامارات التي شملها طوفان صيفي سريالي تذكرت ما احفظه للراحل  عبد الرزاق عبد الواحد :   إلى من أنطقت خجلي إلى الكسلى بلا كسل! إلى جسم كغصن البان لم يقصر ولم يطل، فتنت به من القدمين ..للتاجين ..للكفل.

وسط البلد هزاز رجراج سياحي كما في جنة الاحلام في معالم الدنيا التي داخت بها العربان والرومان والطليان ..

وهنا قيامة ان نهضت فلن تقعد  يستطعم البيض والشقروالزنج  اكل الفلافل عند مطعم هاشم ويقف الناس من بدو ومن حضر طوابير قياسية وفق مقياس غينيس لالتهام كنافة حبيبة النابلسية التي صاحبت وريث عرش آل حبيبة  في شارع المدينة المنورة بعمان الغربية والذين يعاملونني كصاحب محل .

وفي وسط البلد: سوق السكر، وسوق البخارية، سوق البلابسة (نسبة إلى عائلة البلبيسي)، وسوق الجمعة، وسوق وادي السرور، وسوق الخضار ، وسوق اليمنية، وسوق الحبوب، وسوق الحلال، وسوق الصاغة، وسوق السعادة، وسوق الأنتيكا، وسوق البناء الحديث.

وفي وسط البلد مقاهي جفرا وعفرا والسنترال التي كان  روادها زمان عبد الستار ناصر ووريثه علي السوداني الان !

احاول استذكار بعضا مما احفظه من مسرحية خالد الشواف (شمسو والاسوار ) هلموا هلموا سراة الرجال    فعدني من الحسن كل قريب المنال .. الباقي من نظمي

 فعندي من الشقر والزط والزنج والصفر والغيد والفارعات القوام …

وهذا وصف لامم شتى تزور ثم تتفرج و قد تتبضع غير انها تؤم !

واستذكر ما كان يفدني مثلهم في (الزمن الجميل ) المختلف عليه. ساقصر الامر على امواج السائحين وافواج السائحات من الذين واللواتي يفدن الى ملويتي بسامراء فنتطوع ان نكون ادلاء بخزين من لغة انكليزية يمتدحها استاذي الراحل ؛ حيث يحث الاخرين من زملائي ان يكونوا مزودين بعدة التاريخ واللغة فنحن سفراء للمدينة .. وهذا مصطلح لم يمنح لاحد من قبل!

 اتساءل الان :  نحن رأس الدنيا وقامتها وقيمتها  والقيامة ستقوم من هنا . اليس لبلدنا  وسط ولا كفل ؟!