منتدى الفكر العربي مثقفون وأكاديميون ينتدون حول مضامين كتاب «لعبة الأمم وإدارة العقل العربي»


أنباء الوطن -

 

عقد منتدى الفكر العربي لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه مدير مركز الدعم الوطني للتوثيق التابع لجامعة الدول العربية والرئيس المؤسِّس لمركز عمّان والخليج للدراسات الاستراتيجية الأستاذ محمد عيسى العدوان حول مضامين كتابه «لعبة الأمم وإدارة العقل العربي». وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د.محمد أبو حمّور، كل من: رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في المغرب د.سمير بودينار، ووزيرة الإعلام السابقة في البحرين ونائب رئيس المعهد العالمي للتجديد العربي لشؤون التخطيط والتطوير الأستاذة سميرة بن رجب، ووزير الطاقة الأسبق المهندس قتيبة أبو قورة، والسفير الأسبق وأمين سر النادي الدبلوماسي الأردني الأستاذ محمد الخالدي، ورئيس هيئة الشباب والتنمية في المعهد العالمي للتجديد العربي د.حسين السرحان، وحضر اللقاء عدد من المهتمين.

أوضح المحاضر الأستاذ محمد عيسى العدوان أن كتاب «لعبة الأمم وإدارة العقل العربي»، نتاج الجمع والبحث والتكشيف والاطلاع على مئات الوثائق في الأرشيفات العربية والدولية خلال السنوات الماضية، وأنه استند فيه بشكل أساسي على وثائق رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل، والتي يوضح من خلالها كيفية إدارة عقل الدولة، والتعامل مع السياسات الخارجية من خلال فهم لعبة الأمم، وأنه يحتوي على عدد كبير من الصور لوثائق أصلية كتبت بخط يد الشهيد وصفي التل.

وأضاف الأستاذ العدوان أنه اعتمد كذلك على مجموعة من الوثائق والأوراق المكتوبة بخط يد الشهيد الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، وما كتبه عدد من أصحاب الفكر الراسخ والعميق من الشخصيات والمفكرين، بعيداً عن النقل السمعي والمعلومات المعروفة مسبقاً، وقدم تسلسلاً زمنياَ محكماً للأحداث يساهم في إعادة ترتيب المعلومات لتصبح ضمن الفهم المعرفي وليس المعلوماتي، وذلك من أجل فهم الأحداث، وتحليل المواقف لإدراك مفهوم لعبة الأمم وإدارة العقل العربي، وبيان تأثير السياسة الدولية على المنطقة، وتعامل القادة العرب معها ومع مفهوم القومية العربية حينها.

وفي كلمته التقديمية أوضح د.محمد أبو حمّور أن الأردن ورغم شح الموارد استطاع خلال المئة عام الماضية أن يحقق إنجازات كبيرة ومهمة بفضل رجالات الدولة الأوائل، وأنه يتطلع خلال المئوية الثانية إلى مزيد من الإنجازات والتقدم، وذلك من خلال وضع رؤى وبرامج وخطط واستراتيجيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع من خلال الإدارة الحقيقية القادرة على الإنجاز.

وبَيّنَ د.سمير بودينار أن التحديات التي تواجه المنطقة العربية بعمومها مركبة، وأنها تحتاج إلى آليات عملية وممنهجة لإخراج العقل العربي من التفكير المحدد ضمن الموروثات التي اكتسبها والتصنيفات ذات الطابع التاريخي.

وذكرت الأستاذة سميرة بن رجب أن السياسات الغربية في التعامل مع العرب عموماً لم تتغير منذ بداية القرن الماضي، وأن المنطقة العربية كانت حقلاً لتجارب الغرب من أجل تطوير سياساتهم الخارجية، وأن الدراسات الغربية للمنطقة العربية ما تزال مستمرة إلى اليوم، وذلك من أجل حماية مصالحها، وإبقاء المنطقة في حالة من الضعف والتفكك، وأن لعبة الأمم التي تتميز بها السياسات الغربية اليوم أكثر تطوراً وذكاءً من السياسات القديمة ومتفوقة على العقل العربي.

وتحدث المهندس قتيبة أبو قورة عن الفرق بين التلفيق والتوثيق في المعلومات والمراجع، والاعتماد على التحليل والتفسير المنسجم مع الايديولوجيات بدلاً من الوقائع والأحداث.

وأكد الأستاذ محمد الخالدي أهمية كتابة وتوثيق تاريخ الدولة من قبل أبنائها وليس من قبل الأجانب، واستخدام الوثائق كمستند معرفي ومرجعي، ودراسة ما يرتبط بالوثيقة من معلومات وتحليلها لبيان الأحداث، والوصول إلى الحقائق حول مسيرة الدولة.

وقال د.حسين السرحان: إن مفهوم التوثيق ما يزال محاصراً في المنطقة العربية، ولم يعطَ الأبعاد الثقافية التي يحتاجها، وأنه من الممكن العمل على ربط علم التاريخ بعلم التوثيق لبيان ورصد وتحليل المشهد كاملاً، ذلك أن كتابة التاريخ شهدت خلال السنوات السابقة العديد من عمليات التزوير التي من شأنها أن تغير من الحقائق.

هذا وعرض المحاضر في أثناء اللقاء بعض النماذج لوثائق ورد ذكرها في محاضرته، وجرى نقاش موسع بين المتحدثين والحضور حول القضايا التي طُرحت.