د. سعيد الظاهري يحاضر في لقاء لمنتدى الفكر العربي شارك فيه خبراء إماراتيون وأردنيون
حول تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء المستقبل القائم على الابتكار التكنولوجي
د.الظاهري: الإمارات تبنت مختلف التقنيات التكنولوجية الحديثة للوصول إلى الابتكار الرقمي الذي يصب في مصلحة الدولة الآنية والمستقبلية
د.بدران: المجتمع الرقمي هو مجتمع يستفيد من مبادئ التنظيم الرقمي والابتكارات الرقمية ليصبح أكثر استدامة ونجاحاً بمؤسساته كافة
النعيمي: هناك أهمية لتعزيز أواصر التعاون والتنسيق المشترك بين الإمارات والأردن في مجال المشاريع والبرامج التكنولوجية والرقمية
د.البستكي: عملت دولة الإمارات منذ نشأتها على بناء رأس المال البشري وتطويره وتسليحه بالمهارات التكنولوجية
الشحي: تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستساهم في نمو إجمالي الناتج المحلي لمختلف اقتصاديات دول العالم بنسبة تصل إلى 26%
الحوسني: مرحلة التحول الرقمي التي تعيشها الإمارات اليوم مهمة جداً في بناء ودراسة مستقبل التواصل الاجتماعي
المساعدة: ضرورة العمل على تبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجه تطبيق التجربة الإماراتية وتعميمها على دول العالم كافة
عمّان - عقد منتدى الفكر العربي، بحضور القائم بأعمال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة السيد خالد علي النعيمي، لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي د.سعيد الظاهري حول مضامين كتابه "الأمة الرقمية: كيف تبني الإمارات العربية المتحدة مستقبلاً قائماً على الابتكار التكنولوجي؟"، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أدراه مستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية والوزير الأسبق وعضو المنتدى د.إبراهيم بدران كل من: رئيس جامعة دبي د.عيسى البستكي، والإعلامية الإماراتية الأستاذة صفية الشحي، ورئيس قسم الإدارة المجتمعية في شركة بترول أبو ظبي الوطنية ADNOC وصاحب مبادرة المكتبة الرقمية في الإمارات السيد خالد حسن الحوسني، ورئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتنمية في الجمعية العلمية الملكية المهندس أحمد المساعدة، وحضر اللقاء القائم بأعمال أمين عام المنتدى السيد كايد هاشم وعدد من المتخصصين في قطاع التكنولوجيا في الجمعية العلمية الملكية وعدد من المهتمين.
تناول المُحاضِر د.سعيد الظاهري مراحل التحول الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتنفيذها للاستراتيجيات والمبادرات الرقمية التي تسعى لبناء مستقبل قائم على التقنيات الحديثة والابتكارات الرقمية، ومعالم رؤية وفكر القيادة في دولة الإمارات، وآلية العمل لتنفيذ الاستراتيجيات والمبادرات الرقمية.
وأشار د.الظاهري إلى عدد من الخبرات والنجاحات والتحديات التي خاضتها الإمارات خلال مسيرتها للتحول الرقمي، كما سلط الضوء على حصيلة الممارسات في مجال التكنولوجيا الرقمية واستراتيجيتها، التي من شأنها أن تشكّل دروساً قيّمة للقادة والتنفيذيين والمبتكرين حول العالم.
وناقش المتداخلون أهمية التحول الرقمي في بناء مستقبل الدول، وأهمية أن تتوافر رؤية واضحة وخطط واستراتيجيات مدروسة بشكل فعّال وجيد، تستشرف المستقبل للوصول إلى للتحول الجذري الناجح نحو الرقمنة، ووجود متابعة حثيثة لعملية التحول الرقمي من قبل القيادة وصنّاع القرار في الدولة، والعمل على الاستثمار برأس المال البشري، مشيرين إلى تجربة دولة الإمارات في هذا السياق لكونها الدولة التي أثبتت فاعليتها وقدرتها على التطور ومجاراة التحولات العالمية السريعة، وقدمت نتائج ممتازة على أرض الواقع.
التفاصيل:
تحدث د.سعيد الظاهري عن مسيرة التحول الرقمي لدولة الإمارات، ضمن مهمتها في قيادة وتنفيذ عملية التحول وتحقيق رؤيتها في هذا المجال، مشيراً إلى أن الإمارات تبنت مختلف التقنيات التكنولوجية الحديثة في الذكاء الاصطناعي للوصول إلى الابتكار الرقمي والرقمنة بما يصب في مصلحة الدولة الآنية والمستقبلية، ويحقق أفكارها ورؤيتها الوطنية.
وتناول د.الظاهري استراتيجيات حكومة الإمارات للتحول الرقمي، بما في ذلك استراتيجية الذكاء الاصطناعي والحوكمة الرقمية وخدمات تكنولوجيا المال، وغيرها من المجالات ذات الصلة، مبيناً أن دولة الإمارات استخدمت التقنيات الحديثة لتحقيق الرفاه للمواطنين، وذلك من خلال قياس مؤشرات الرضا والسعادة التي دشنتها الحكومة وتنفيذ العديد من المبادرات التي طبقتها المؤسسات الحكومية.
وأضاف د.الظاهري أن الإمارات تبوأت المركز الثالث عشر عالمياً والأول عربياً في عملية التحول الرقمي، والمركز الرابع في مواءمة التشريعات والسياسات لعملية التحول الرقمي، والمركز الخامس في تقديم الخدمات الإلكترونية والتقنية، والمركز الحادي عشر في سهولة الأعمال بحسب تقرير البنك الدولي، والمركز السادس عالمياً في تقنية المعلومات والاتصالات، موضحاً أن للبيانات دوراً كبيراً في نمو دولة الإمارات من خلال المبادرات الرقمية المختلفة لكونها أصل استراتيجية الحكومة الرقمية.
وأشار د.الظاهري إلى تحديات التحول إلى أمة رقمية، وإلى رؤية الإمارات والخطط والاستراتيجيات العديدة التي وضعتها الدولة، وإلى دور الرقمنة في تعزيز الأمن الحقيقي والأمن السيبراني، مضيفاً أن هذا التحول يتواءم مع الخطة التنموية التي تسعى إليها الدولة وطموحها الكبير بشأن مستقبلها في هذا المجال، وأن هذه المسيرة بدأت منذ إعلان دبي مبادرة الحكومة الإلكترونية عام 2000، ثم إعلانها مبادرة الحكومة الذكية عام 2013، ومبادرة المدينة الذكية عام 2015، وصولاً إلى استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية والتي جعلت حكومة دبي الأولى في العالم كحكومة لا ورقية بالكامل في عام 2021.
وأوضح د.إبراهيم بدران أن المجتمع الرقمي هو مجتمع يستفيد من مبادئ التنظيم الرقمي والأدوات والابتكارات الرقمية والبيانات، وذلك من أجل أن يتطور ويصبح أكثر استدامة وشمولاً ونجاحاً بمؤسساته كافة، وأن عملية التحول إلى الحالة الرقمية في المجتمعات تختلف بحسب إمكانيات الدولة، وتتطلب تأهيل وإعادة تأهيل وتنمية مهارات تتماشى مع متطلبات الذكاء الاصطناعي، ووضع رؤية مستقبلية واضحة من قبل إدارة الدولة، والعمل على تغيير ثقافة الجهاز الوظيفي والتأكيد على مفاهيم الخدمة والتسهيل في الإجراءات وتقديم الخدمات للمواطنين.
وأشار القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة السيد خالد علي النعيمي إلى أهمية تعزيز أواصر التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين الإماراتي والأردني من خلال العمل على تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة والبرامج العلمية والتكنولوجية والرقمية، ومنها مشروع المدرسة الرقمية في المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين الذي أطلق هذا العام، ويهدف إلى إنشاء مدرسة عالمية رقمية لإيصال التعليم عبر وسائل الاتصال الرقمية الحديثة للأقل حظاً.
وقال د.عيسى البستكي: إن دولة الإمارات ومنذ نشأتها عملت على بناء رأس المال البشري وتطويره وتسليحه بالمهارات التكنولوجية، وذلك من خلال وجود قيادة لديها خطط واضحة وجلية، وتقدم العديد من الطرق لتنفيذ الخطط الموضوعة وتوطين التكنولوجيا للوصول إلى العالمية، وذكر د.البستكي عدداً من المشاريع المتعلقة برقمنة التعليم في الإمارات، والجوائز المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان وتطوير مهاراته، وأن دولة الإمارات بدأت بتطبيق استراتيجية مدينة دبي للإنترنت منذ عام 1999، والحكومة الإلكترونية في عام 2001.
وتناولت الإعلامية الإماراتية صفية الشحي مفهوم إنترنت الأشياء، وتكنولوجيا الواقع المعزز، ومدى تأثير الشبكة العنكبوتية على العالم في المستقبل، مشيرةً إلى دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في نمو إجمالي الناتج المحلي لمختلف اقتصاديات دول العالم، ذلك أنه من المتوقع أن تصل نسبة النمو إلى 26% بحلول 2032، وإلى مشاريع تطوير المدن الذكية والتحول الرقمي في القطاع العام، وإرساء أسس المبادرات الحكومية الرقمية، وقضايا التشريعات والقوانين المنظمة لعمليات التحول، وإلى أهمية وضع استراتيجيات استباقية داعمة للوجود الإنساني في دولة الإمارات.
وأكد السيد خالد حسن الحوسني أن البيانات الرقمية ستشكل مستقبل الابتكار في دولة الإمارات، وأن مرحلة التحول الرقمي التي تعيشها الدولة اليوم مهمة جداً في بناء ودراسة مستقبل التواصل الاجتماعي فيها، مشيراً إلى عدد من المبادرات والبرامج في مجال الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الإمارات لتعزيز مهارات المستقبل والخيال، وتوفير الدعم اللازم لتمكين الجيل القادم من قيادة الذكاء الاصطناعي للمساهمة في بناء المستقبل.
وأشاد المهندس أحمد المساعدة بتجربة دولة الإمارات في مجال الابتكار التكنولوجي والرقمي، وكذلك بما وصل إليه الأردن في هذا القطاع، مبيناً أهمية تبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجه تطبيق هذه التجربة وتعميمها على دول العالم كافة، ودور رؤية القيادة في دولة الإمارات في تطبيق الحوكمة الرقمية على أرض الواقع.
يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.