*هنا لندن.. * بدأت بكذبة وانتهت بكذبة


أنباء الوطن -

 

*احمد محمد عبد المجيد علي*     


*كانت جدتي عصر كل يوم تنادي من حولها، إن افتحوا لي على إذاعة لندن لنسمع الاخبار، تلك العادة والسلوك خلقتها إذاعة لندن لدى ألمواطن العربي المتعطش لسماع اخبار بلده، تلك الاخبار التي لم تكن إلا صوت الحكومه والرئيس الحاكم، وعليه كان المواطن يعزف عن سماع الاذاعات العربية على قلتها والتجأ إلى  BBC كأول إذاعة اجنبية تنطق بلغته واخبار بلاده، في ظل غياب تام للإعلام العربي، وكما نعلم فقد اسست هذه الإذاعة التي تحمل السم في الدسم عام ١٩٣٨ أثناء الاستعمار البريطاني للعالم العربي كأحد وسائل  السيطرة على هذه *المساحات من الأراضي والسكان لنهب* *ثرواته،ومقدراته وخيراته الكثيرة ، فاستغلت هذه الإذاعة الفراغ الاعلامي السائد في تلك ألفترة لصالح بث سياسات بريطانيا كاحد اقطاب الاستعمار في ذلك الزمن، وقد اتاح لها الفراغ الاعلامي انذاك  الطريق لتحقق هذه الاهداف، وقد عرفت تلك الإذاعة من أين تؤكل الكتف، واتبعت سياسات وطرق عدة لتحقق أهدافها، فالمواطن العربي لكفره بالإعلام العربي الحكومي، أصبح لا يثق ولا يصدق إلا هذه الاذاعة، فأصبحت وسيلة دعاية لنشر سياسات بريطانيا في الوطن العربي، في غياب الإعلام الوطني الصادق وغياب المعرفة، فكما* *اسلفت كانت عباره عن قناة  دعائية وليست اخبارية بالمعنى الحرفي للكلمة، واني في هذا المقام أُجرد كل اعلام من الحيادية، فكلٌ يُغني على ليلاه، وقد بدأت هذه الإذاعة بكذبة وهي انها    تريد أن تخاطب المواطن العربي وتنشر الوعي والثقافة والمعرفة بين ابناءه ، من خلال منافذ الاتصال المتاحة، وانساق المواطن العربي وراء ذلك، وأصبح يحلف بها ليؤكد صدق خبره، وهي بدورها تدس السم بالدسم من خلال صياغة الاخبار والقصص الإخبارية والبرامج المختلفه والمتنوعة والمدروسه بعنايه، واستمرت بهذه الخطط والأهداف المتطورة حسب   الواقع والأهداف المستجدة  والمرسومة، إلى أن تطور العالم بدخول وسائل التواصل الاجتماعي والنت، الساحة وأصبح بيد* *المواطن اكثر من جهة كي يستقي اخباره ومعرفته منها،فخف تأثيرها كوسيلة اتصال تقليدية باحداث الوطن العربي والعالم، واصبحت غير   مسموعة كالسابق،وقَلَ تأثيرها، بل وانعدم وأصبح سرابا، يحسبه القائمين عليها ماءاً، فقرر اصحابها إيقافها بحجة تكلفتها التشغيلية العاليه، وهو كلام لا يرقى إلى الواقع* *المعاش بشيء، *فهل يعقل ان بريطانيا العظمى تعجز عن دفع بعض الملاين لتجني ما هو أعظم. واكبر،في السيطرة على عقول وتوجهات  الشعوب، *وبالمناسبة فقد كتبت مقالا قبل سنوات  بعنوان(BBC اسمعوها لكن بحذر*)