لقاء لمنتدى الفكر العربي حاضر فيه د. مجد الدين خمش حول سوسيولوجيا المدن في الحضارة العربية الإسلامية
د.خمش: الحضارة العربية الإسلامية أنتجت سلسلة من المدن الكبيرة التي أتخذت منذ إنشائها الطابع المعماري والحضاري الإسلامي
د.العناني: طرق الحج القديمة جسور للتواصل بين الأمصار الإسلامية ونقل الثقافات والمعارف ولها تأثير في الأنساق الاجتماعية
المشايخ: كتاب د. خمش يتميز بالموضوعية في مناقشة مختلف الآراء وهو ما يتطلبه هذا النوع من الدراسات
عمّان - عقد منتدى الفكر العربي لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه أستاذ علم الاجتماع والسياسات الاجتماعية الدكتور مجد الدين خمش حول مضامين كتاب جديد له بعنوان "سوسيولوجيا المدن في الحضارة العربية الإسلامية: طرق التجارة الصحراوية والعلاقات مع أوروبا"، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره نائب رئيس الوزراء الأسبق وعضو المنتدى الدكتور جواد العناني، أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين الأستاذ محمد المشايخ، وحضر اللقاء عدد من الباحثين والمهتمين.
تحدث المُحاضِر د.مجد الدين خمش عن المجتمعات العربية الإسلامية القديمة والسلوك الاجتماعي وأنماط العلاقات والتفاعل بين الأفراد، وثقافة الحياة اليومية في الحضارة العربية الإسلامية، موضحاً أن هذه الحضارة أنتجت سلسلة من المدن الكبيرة والجديدة اتخذت منذ بداية إنشائها الطابع المعماري العربي الإسلامي.
وأضاف د.مجد الدين خمش أن المدن الإسلامية بعمومها شهدت توسعاً ونموّاً سكانياً سريعاً، وذلك لأهمية دورها في استيعاب هجرات العشائر العربية للاستيطان والاستقرار فيها، ودعم الحركة التجارية، وتعزيز الاحتياجات العسكرية المتزايدة للقيام بفتوحات جديدة.
وناقش المتداخلون في اللقاء تعريف المدن في الحضارة العربية والإسلامية، وأسباب نشوء هذه المدن ودورها في حماية طرق الحج، والشكل العمراني لهذه المدن والتحولات الحضارية والمعمارية التي طرأت على المجتمعات، والتنظيم الاجتماعي والعمراني للمدينة العربية الإسلامية، وتأثير المدن الأوروبية الحديثة عليها، ودور الجغرافيين والمؤرخين العرب والمسلمين في وصفهم للمدن العربية الإسلامية، مؤكدين أهمية البحث وتقديم دراسات للمكتبات العربية تتناول التطورات العمرانية والمجتمعية في الدول العربية الإسلامية.
التفاصيل:
أوضحَ المُحاضر د.مجد الدين خمش أن الحضارة العربية الإسلامية أنتجت سلسلة من المدن الكبيرة والجديدة التي اتخذت منذ بداية إنشائها الطابع العربي الإسلامي كالبصرة والكوفة، وأن أغلب هذه المدن كانت في بداية الأمر معسكرات للجيوش، ومحطات مهمة على الطرق التجارية الصحراوية، وأن بعض المدن الإسلامية القديمة كانت أسواقاً للتبادل التجاري بين الأرياف والمدن، كما كانت منتجة للسلع والبضائع المصنعة للتصدير وللاستعمال المحلي.
وأشار د.خمش إلى عدد من الأدبيات التي تتحدث عن المدن في الحضارة العربية الإسلامية، وتُبرز دور الجغرافيين والمؤرخين العرب والمسلمين في وصفهم للمدينة على أساس المساحة والحجم، وكثرة الجماعات والفئات الاجتماعية والمهن، والرخاء المعيشي للسكان، كما تحدث د.خمش عن دور المؤرخين والجغرافيين في إيضاح عوامل نشوء المدن الإسلامية السياسية والإدارية في حالة بغداد وسامرّاء؛ والعوامل العسكرية في حالة الأمصار، خصوصاً البصرة والكوفة؛ والعوامل الدينية في حالة النجف وكربلاء والكاظمية.
وقال د.خمش: إن المدن الإسلامية بعمومها شهدت توسعاً ونمواً سكانياً سريعاً، وذلك لأهمية دورها في استيعاب هجرات العشائر العربية للاستيطان والاستقرار فيها لدعم الحركة التجارية، وتعزيز الاحتياجات العسكرية المتزايدة للقيام بفتوحات جديدة، الأمر الذي أدى إلى تنوع أساليب الإنتاج في المدن الإسلامية، وعدم القدرة على تحديد ووضع الحدود الفاصلة بين المدن والأرياف.
وتناول د.خمش مفهوم المواطنة والهوية في المدن العربية الإسلامية، والعلاقة بين الحاكم والشعب، ومفهوم "تريف المدينة"، والعوامل الجغرافية، والموارد الاقتصادية والأنشطة الإنتاجية خصوصاً الزراعة والري، والتجارة، والمهارات والأعمال الحرفية، موضحاً أهمية العمل على تفسير سلوكات الأفراد والأحداث، والعودة إلى جذور المدينة في المجتمعات العربية لتقديم سردية كاملة وواضحة عن تطور المدن في الحضارة الإسلامية.
وبدوره تحدث د.جواد العناني عن التحول السكاني من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، والوسائل التي يتكيف بها كل مجتمع مع هذا التحول، والعوامل التي ينبغي توافرها في المجتمع لإطلاق مفهوم المدينة عليه، والمفهوم الجمعي للمدينة، ودور التجار في تخطيط المدن العربية الإسلامية وشكل العمارة قديماً، مؤكداً أن طرق الحج القديمة تعد جسوراً للتواصل بين الأمصار الإسلامية، ونقل الثقافات والمعارف، وأن لها تأثيراً في الأنساق الاجتماعية للتجمعات الواقعة على تلك الدروب، كما بَيّنّ د.العناني أهمية العمل على إنتاج دراسات تبحث في التطور الفسيولوجي والتطور الاجتماعي للإنسان، وإجراء دراسات مقارنة حول الاحتياجات الأساسية للإنسان داخل المدن.
وأشار الأستاذ محمد المشايخ إلى التغيرات في شكل العمارة الإسلامية نتيجة التواصل الحضاري. ومنذ القرن التاسع عشر جاء التواصل مع أوروبا بتغيرات كبيرة، مبيناً طبيعة التغيرات التي أحدثها الفرنسيون في مدينة القاهرة إبان الحملة الفرنسية على مصر والشام (1798-1801م)، وأوضح الأستاذ المشايخ أن مضامين الكتاب تناولت بشكل مفصل تخطيط المدن الإسلامية وبنائها، والطوائف والقوميات لسكان هذه المدن، وأن مثل هذه الدراسات تتطلب أن يكون الباحث محايداً وموضوعياً لا ينحاز لأي رأي، ويورد ويناقش الآراء كافة وهو ما فعله د. مجد الدين خمش في كتابه .
هذا وجرى نقاش موسع بين المتحدثين والحضور حول القضايا التي طُرحت.
يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.