سلة الغذاء في رمضان


أنباء الوطن -

 زيدون الحديد 

في كل عام وفي شهر رمضان نتحدث عن المقارنات على كافة

 الأصعدة لمعظم أسعار المواد الغذائية والأساسية ونسب توفرها ومدى تلبيتها لاحتياجات ومستلزمات المواطنين لمختلف السلع والأصناف.

هذه المقارنات للأسف معظمها تفيض بالسلبية على الدوام ونتاجها هو عدم توفر في السيولة لدى المواطن وهو السبب الرئيسي لتراجع البيع والبطء العام في حركة السوق رغم وجود عروض مشجعة وتوفر كافة السلع والمواد الغذائية في المملكة

هذه المقارنات لو تتبعناها على مدار السنوات الماضية سنجدها على الدوام تتغير مع مرور الوقت حال دخول شهر رمضان في أيامه الأولى كون أغلب المواطنين تتوفر لديهم السيولة فيبدأون في الاستعداد لشراء احتياجاتهم ومستلزماتهم من السلع والبضائع لاستقبال الشهر الفضيل

ولو أردنا النظر بمنظور آخر حول عدم تهافت المواطنين على شراء السلع والمواد الغذائية في شهر رمضان المبارك، هو مدلول إيجابي يجب الوقوف عنده وهو دليل واضح على وعي المواطن واطمئنانه بأن السلع والمواد الغذائية بكافة أصنافها متوفرة بكميات كبيرة، بحيث أن مخزون بعضها قد يصل لعدة أشهر وهو ما يغلق الباب على جشع بعض التجار واحتكارهم واستغلالهم الأمر في رفع الأسعار بشكل جنوني يضر بالصالح العام

في المقابل أغلب التصريحات للتجار والمستوردين حول العوائق والمشكلات التي تواجه القطاع الغذائي تكاد شبه معدومة وهو أمر جعل العمل على استيراد البضائع أكثر سلاسة وهو ما مكن التاجر في الحصول على النتائج أفضل وأسرع كون التخليص عليها تكون بمدد أقل علاوة على انخفاض أجور الشحن

سلة الغذاء في رمضان واستقرار أسعارها تدل أيضا على إيجابية الأمر المتعلق في توفير كافة المستلزمات الغذائية واحتياجات المواطن بشكل عام وهو ما نشهد عكسه في بعض الدول المجاورة التي تعاني أزمات اقتصادية وغذائية، وهو ما يحسب للدولة بغض النظر عن الملفات الأخرى

سأضرب مثالا على بعض ذلك، ففي الأزمة الاقتصادية رمت بظلالها على شهر رمضان على لبنان وتدهور العملة الوطنية بلغت أعلى المستويات وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع خلال الشهر الحالي الذي يسبق رمضان وأدى إلى عجز المواطنين عن تأمين الكثير من المواد والسلع الأساسية وغياب الكثير من الأطعمة الشعبية والأكلات الرمضانية اللبنانية، التي كانت تزين موائدهم

اما في سورية فالأسواق بسبب ما هم فيه اليوم بقيت الأسواق بشكل عام لا تعرف إلا الغلاء، فتشهد ارتفاعا عاما في أسعار كافة الأصناف والمواد الغذائية الأساسية رغم التحرك السياسي الدائر في المنطقة

لهذا فإن علينا القول إننا لسنا نعيش في المدينة الفاضلة ولكن يجب الوقوف في وجه بعض الأبواق التي تتحدث عن ارتفاع الأسعار والفساد المستشري في مؤسساتنا والسوء الكامل في الإدارة وزيادة براثن الفقر في مجتمعنا كونها عبارات رنانة ويراد بها تحطيم المواطن من الداخل وتوسعة الفجوة بينه وبين والدولة