الوطنية لشؤون المرأة الأردنية تنظم سردية نسوية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


أنباء الوطن -

نظّمت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، بالتعاون مع تجمع لجان المرأة الوطني الأردني اليوم الخميس، فعالية"سردية نسوية"، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، هدفت إلى تسليط الضوء على تاريخ الحركة النسوية في الأردن ونضال المرأة الفلسطينية. وقالت سمو الأميرة بسمة بنت طلال، رئيسة اللجنة في كلمة مسجلة، إن المرأة في العالم ورغم ما حققته من إنجازات في جميع المجالات، ما زالت تعاني من تحديات لا يمكن تجاهلها في ظل تداعيات الصراعات والأزمات الاقتصادية منذ عام 2020، والتراجع المقلق في التمويل والعجز السنوي في الإنفاق على تدابير المساواة بين الجنسين والذي يقدر بنحو 360 مليار دولار.

وأضافت سموها، أن اليوم العالمي للمرأة يصادف هذا العام، في وقت تتجسد فيه معاناة المرأة والفتيات في غزة بسبب الحرب التي يشهدها القطاع، والتي فرضت على المرأة الفلسطينية واقعًا أكثر معاناة وإيلامًا وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة تفقد بسببها المرأة هناك كل يوم حياتها وأرضها ومنزلها وعائلتها. وأكدت سموها، أن ما يزيد من خطورة وضع المرأة في القطاع ويفاقم معاناتها، توقف وشح التمويل للمؤسسات المعنية بتقديم المساعدات والخدمات لجميع الغزيين بما فيها المعنية بحقوق المرأة، ما يزيد حجم المعاناة، في ظل استمرار الحرب والمجازر رغم النداءات المتكررة للمنظمات الدولية لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع

ولفتت سموها إلى الظروف القاسية التي تعيشها المرأة الغزية في ظل النزوح والتهجير القسري داخل القطاع، إذ تفقد امرأة وفتاة حياتهما كل ساعة، فيما أجبرت مليون امرأة وفتاة على النزوح، وتترقب 60 ألف امرأة حامل مصيرها برعب، وتلد أخريات في ظروف غير صحية ومهينة وخطيرة، وأصبحت 3 آلاف امرأة معيلة لأسرهن بحسب تقدير المنظمات الدولية. وأكدت سموها، أن المرأة الغزية ورغم ما تعانيه من صعوبات وظلم وعدوان، أثبت أنها صلبة وقوية، ومصرة على الحياة، تتحدى أوجاعها ومتمسكة بأرضها وحقها في العيش الكريم، مؤكدة التضامن معها تقديرا لتضحياتها الجليلة في سبيل وطنها وأرضها وأسرتها.

وقالت علي "نحتفي اليوم بما تحقق خلال مسيرة المرأة الأردنية من إنجازات عديدة في عهد جلالة الملك، والذي أولى اهتمامًا كبيرا بتمكين المرأة وتعزيز دورها في بناء المجتمع والوطن على مدار خمسة وعشرين عاماً". وبينت، أن يوم المرأة هذا العام يمر وسط مشاعر الحزن والأسى، في ظل ما تعيشه المرأة الفلسطينية من جرائم القتل والإبادة وسياسات التجويع، في وقت نستذكر فيه كل فخر واعتزاز إنجازات ومساهمات المرأة الأردنية. وحيّت علي الصمود البطولي للمرأة الفلسطينية في وجه أبشع ما عرفته البشرية من جرائم ضد الإنسانية وابادة جماعية تمارس بحق غزة وأهلها ونساءها وأطفالها. بدورها، قالت أمين عام تجمع لجان المرأة الأردني ربا مطارنة، أنه لطالما كان النضال النسائي في الأردن وفلسطين مشتركًا يجمع بين قوة الإرادة والصمود في وجه التحديات، مبينة أن نضال النساء في الأردن وفلسطين والعالم العربي هو جزء من تاريخ أمتنا العربية الذي سُطّر على أيدي العديد من المناضلات، وشكّل مصدر إلهامٍ لأجيال سابقة وقادمة. من حانبها، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة وفاء بني مصطفى، إن مناسبة اليوم العالمي للمرأة هذا العام، تأتي في ظروف استثنائية، نتيجة مشاهد الدمار والقتل التي يتسبب بها العدوان الغاشم على الأشقاء في عموم فلسطين وخاصة قطاع غزة. وأكدت، أن التوجيهات الملكية بتحديث المنظومة السياسية والتي بدأت بتعديل الدستور وإقرار قوانين الأحزاب والانتخاب؛ إنجازات مشهود لها على الصعيد السياسي، وتعطي فرصة أكبر لمشاركة المرأة الأردنية في العمل العام. واعربت عن الإعتزاز بما حققته الحركة النسوية في المملكة من مكتسبات، من خلال تخصيص الكوتا النسائية، مؤكدة أهمية الإنجازات المشرفة التي حققتها المرأة الأردنية، وتتزامن مع بواكير المئوية من عمر الدولة الأردنية وانخراطها في العمل الخيري والاجتماعي عبر مسيرة طويلة. وقالت، إن المواثيق الدولية تخلت عن نساء فلسطين، إذ تشهد نساء فلسطين في ظل العدوان الغاشم على غزة حرمانهن من أبسط حقوق الحياة في الطعام والشراب والدواء. وأكدت دور الموقف الرسمي والشعبي الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الداعم و للقضية الفلسطينية والسند للأشقاء الفلسطينيين، مشيرة في هذا الاطار لمشاركة جلالته بالإنزال الجوي للمساعدات إلى اخوتنا في قطاع غزة للتخفيف من معاناتهم وايصال المساعدات الاغاثية والانسانية لهم.

 

وقالت رئيسة لجنة المرأة في مجلس الأعيان العين خولة العرموطي، إن ما نعيشه في هذه الأيام في ظل الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية في غزة، يشكل فرصة حقيقية لإعادة هيكلة مسيرتنا كنساء أردنيات يطمحن إلى تحقيق المساواة والعدالة في كافة المجالات خاصة في هذه المرحلة التاريخية التي تسير فيها عجلة تمكين المرأة بأسرع مما كانت عليه من عقود بفضل دعم جلالة الملك عبد الله الثاني. وكانت رئيسة لجنة المرأة والاسره في مجلس النواب زينب البدول، أكدت أهمية التحولات التي شهدتها الدولة الأردنية في الأدوات السياسية والمطلبية للمنظمات النسائية الأردنية والتي تم توجيهها نحو المطالبات الحقوقية والتنموية. وقالت، إن التحولات الدولية أسهمت في إعادة تشكيل الخطاب النسائي الأردني الذي يتسم بالنضال الحقوقي والإصلاح التشريعي. وتخللت الفعالية سرديات وعرض لتجارب نسوية عديدة، تناولت خلالها عبلة أبو علبة بدايات الحركة النسوية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي في الأردن، فيما اشارت ليلى نفاع إلى تاريخ العمل النسائي الأردني الفلسطيني، وعرضت آمنة الزعبي تاريخ تأسيس الإتحاد النسائي، واتحاد المرأة الأردني. وتحدثت هيفاء البشير حول تجربة العمل الإجتماعي في مسيرة المرأة الأردنية، مثلما عرضت هيام كلمات مراحل تأسيس وتطور اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة باعتبارها أول أمين عام للجنة. كما تناولت المقدم طبيب علياء خليفات من الخدمات الطبية الملكية، دور المرأة الأردنية في القوات المسلحة، وجهودها في تقديم العون الطبي الإنساني للأشقاء في قطاع غزة. وتم خلال الفعالية اطلاق دليل الجهات المقدِمة للحماية من العنف والمهيأ للأشخاص، بمبادرة مشتركة بين اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وجمعية تمكين لحقوق الصم، يستند الدليل على الدليل المعد سابقاً من قبل اللجنة بالتعاون مع الفريق الوطني لحماية الأسرة من العنف. واطلع الحضور الذي ضم شخصيات نسوية وعضوات في مجلسي النواب والأعيان اضافة الى ممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، ووسائل الإعلام المحلية، على معرض صور الذي يعكس سرديات الفعالية بمقتطفات بصرية تبرز تاريخ المرأة الأردنية