ولي العهد: الأردن مركز ثقل جيوسياسي ويمثل نقطة ربط حيوية بين الدول


أنباء الوطن -

 

 د. عبدالله حسين العزام 

 

بإطلالته الواثقة وواقعية الطرح ونَبرته المليئة بالحزم والثقة، أطل سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في لقاء تلفزيوني مع قناة العربية، في لقاء يُعد الأول من نوعه مع وسيلة إعلامية عربية كان موجهاً للجمهور العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص، والأهم في اللقاء كانت الرسائل التي وجهها الأمير، بمناسبة "اليوبيل الفضي" لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية.

 

حديث سمو ولي العهد ، جاء مركّزاً على مسيرة الوطن الزاهرة والتعاون والتناغم بين النظام السياسي وبين أبناء الوطن الذين يثقون به، لافتاً إلى أن سر الثقة، جاءت من شخصية جلالة الملك، المحبوبة كونه إنسان صادق بعيداً كل البعد عن التكلف والتصنع، موضحاً إلى أن تماسك الأردنيين، في العقدين الأخيرين على وجه التحديد، ساعد المملكة كثيراً في الخروج من أزمات كثيرة، لأننا الجميع كأردنيين في المواقف الصعبة نقف إلى جانب بعضنا البعض، وفي المحصلة كلنا أمة واحدة.

 

ومن ناحية أخرى تحدث ولي العهد عن استراتيجية الحسم والثبات على المواقف في مواجهة كل المخاطر التي تهدد المصالح الأردنية وأمنه القومي والأمن القومي العربي، مؤكداً بحزم أن أي تعدِ على سيادة الأردن مرفوض قطعيا، والتصدي له تحصيل حاصل، مركزاً على الدور المحوري والثابت في السياسة الخارجية الأردنية بأولوية القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

 

 وعن الملف الإيراني والتقارب العربي، أكد سمو ولي العهد إلى أن العلاقات الصحية مع إيران، مرتبطة بمعالجة لكل أسباب التوتر، وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخر، ما يعني رفض ولي العهد القاطع إلى فتح أي باب أمام النفوذ الإيراني أو شبكاته في الأردن أو في البلدان العربية المجاورة، على نحو مقارن في بلدان مثل العراق وسوريا ولبنان، مؤكداً تفاؤله بانتهاء عقود من الصراع في المنطقة.

 

كما أشار ولي العهد في حديثه إلى أن موقع الأردن الجيوسياسي يمثل نقطة ربط حيوية بين الدول، ودوره مركزي، مؤكداً أن الحقيقة الجغرافية للأردن يصعب القفز عنها إقليمياً وعالمياً.

 

لافتاً صراحة إلى أن المنطق الجيوسياسي الأردني يجعل الأردن أقرب إلى السعودية ويقف إلى جانبها، انحيازا إلى العلاقة التاريخية والمستقبل المشترك الذي يربط البلدين، مشيراً إلى استمرارية التعاون بكل أشكاله السياسية والأمنية والاقتصادية، سيما وأن الأمن والإستقرار للأردن والسعودية واحد، خصوصاً في ظل تنامي التحديات والأزمات الإقليمية، وتزايد خطر تهريب المخدرات والمتفجرات والتطرف على الحدود، التي تستهدف الأمن الوطني الأردني، وتستهدف دول الإقليم، باعتبار أن الأراضي الأردنية بوابة للمنطقة كلها.