بين الجهل والثقافه ( مايك اذاعي)  


أنباء الوطن -

 

 

بقلم : هيثم علي يوسف 

 

هذه ليست المرة الأولى التي أتطرق بها للحديث عن مؤامرة التجهيل الاذاعي سواء المقصودة او الغير المقصودة من مالكي المحطات الإذاعية وانا هنا لا اتهم احد بل أضع الأصبع على الجرح ولا اعمم بهذا الطرح فهناك قلة من الاذاعات التي تحترم عقول مستمعيها ، بدأت رحلة الإعلام في عام ١٩٩٨ في هذا الوقت لم يكن هناك اذاعات خاصة في الأردن ولكني عملت ضمن فريق اذاعة mbc والتي كانت تبث من لندن في ذاك الوقت ولكن بعد ظهور الاذاعات الخاصة كانت تستقطب المسمعين من خلال المنوعات الغنائية تحت مسمى ( البث التجريبي) ولاقت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً بل تعدت ليصبح هناك منافسة كبيرة بين الاذاعات على بث احدث الأغاني العربية أثناء قيادة مركباتهم الخاصة وايضاً انتشارها في الحافلات العامة 

ومن ثم بعد البث التجريبي بدأت هذه المحطات الإذاعية ببث البرامج الصباحية وبرامج المنوعات وبرامج التسليه في ساعات المساء التي تبث مع خروج الموظفين ولاقت بعضها شعبية كبيرة 

وهنا اصبحت عملية برمجة عقولنا على نوع معين من البرامج التي فرضت على المستمع ولم يكن هناك خيار آخر إلا الاذاعة الرسمية التي كانت تحافظ على نوع معين من الأغاني والبرامج الروتينية والتي ملتها الأذن والتي كانت تتعطش إلى التغيير ولكن هذا التغيير كان سلبي إلى حدٍ كبير من حيث نوعية البرامج منجهة ومن يقدم هذه البرامج من جهة أخرى 

 

منذ بداية طوفان الأقصى بدأت عملي في بعض الاذاعات العربية في تونس ولبنان والجزائر وفلسطين وهي اذاعات خاصة بها تنوع كبير في البرامج الإذاعية التي تهدف الى تثقيف عقول مستمعيها فأنا محلل في برنامج صباحي يناقش قضايا محلية وإقليمية ويتم استضافتي للحديث عن الوضع القائم وهذا النوع من البرامج مغيب للأسف على هذه الاذاعات المنوعه  

 

وعند مقارنة البرامج بين بعض الاذاعات العربية والأردنية نجد ان برامجنا عبارة عن ( كلام فاضي ) ونصائح من بعض المذيعات اللاتي تعرضن لمشاكل أسرية أبرزها ( الانفصال ) وكل مذيعة تعطي نصيحة على هواها الشخصي وهي على الأغلب نصائح تحريضية للأسرة الأردنية تعمل على ( تخريب البيوت ) دون قصد بسبب الجهل في مضمون النصيحة ومدير الاذاعة ومدير البرامج ( يا غافل إلك الله ) كل همهم اللهث خلف ( الترند ) وهنا اصبح الجاهل لا يسمع إلا من جاهل وهذا جانب مهم ومن جانب أخر تحول المذيع ان بالتحديد إلى عارضات أزياء وبضائع للمحلات التجارية وهذا واقع اصبحت المذيعة تشكر محلات المجوهرات والميكب ارتست ومحل الملابس وساعات ونفخ الشلاطيف وهي ظاهرة منتشرة بشكل كبير بين بعض المذيعات للأسف حتى اصبحنا لا نفرق بين عارضات الأزياء والزميلات الاعلاميات 

 

وهنا اصبحت لدينا حاله جديده سنتحدث عنها في مقال آخر وبما انني اعتبر ما نحن به مصيبه فأفضل القول هو 

 

(أنا لله وانا إليه راجعون)