الزميلة عروب العبادي تكتب : ترامب بين مهاجري بلاده ومحاولة تهجير أهل غزة .. هذا هو التناقض باختصار


أنباء الوطن -

 

ترامب دعا لمحاربة المهاجرين في بلاده.. واليوم يطلب بتهجير أهلنا في غزة.. هذا هو التناقض باختصار 

 

في العهد الثاني لتولي ترامب سلطاته الدستورية عاد موضوع صفقة القرن إلى الواجهة من مجددا، في امر كان ولا يزال وسيبقى خطاً احمر لدى الأردن قيادة وشعباً.

 

فتصريحاته بشأن تهجير الفلسطينين للأردن، يكشف نيته لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن وإفراغ غزة من أهلها كمرحلة أولى والضفة الغربية كمرحلة ثانية.

 

كما أن المتابع لتصريحات ترامب منذ توليه الرئاسة الثانية، فقد دعى لمحاربة التهجير والمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأمريكية وبدأ في ذلك، ليأتي اليوم بطلب واضح وصريح ومباشر ان يقبل غيره ما يحاربه في بلده، وهو امر مستهجن ويستوجب التحرك على نطاق أوسع ،وهنا اقصد إعلاميا وسياسياً من خلال كسب التأييد وشرح موقف الأردن وايصال الصورة الحقيقية.

 

وذلك من خلال عقيدة السياسة الخارجية الأردنية، والاتجاه لإنشاء تحالفات سياسية جديدة ، والتصدي لهذا المشروع الخارجي بتدعيم الداخل الأردني على كافة الأصعدة ، فالعبث في ديمغرافية الأردن امر غير مقبول بتاتاً.

 

وحيث ان هناك جانب آخر من القصة، وهو رأي أهالي قطاع غزة والضفة الغربية ، هذا الشعب الجبار الذي لطالما دافع عن الارض ولم يغادر رغم الويلات والحروب والاضطهاد، ورغم ما حصل من حرب إبادة مجنونة بعد السابع من اكتوبر، لم يغادروا ، وقبلوا خيار الاستشهاد على الارض لا المغادرة ، فبالنسبة لهم الأمر لا يمكن ان يمر مرور الكرام ، وأكاد اجزم بأنه مستحيلاً فهذا الشعب يعي قيمة الارض .

 

اليوم يجب على الداخل الأردني ان يعي تماماً ما يُحاك ضد وطنه ، وان القادم من أيام سيكون حاسماً ومصيراً في انعطافةٍ خطيرة في المسار السياسي ، في حال توقف الأمر فقط على وقف الدعم الأمريكي وليس دعم الغرب ككل ، وتبعات هذا الأمر اقتصادياً وسياسياً ، وعليه فالمطلوب تعزيز الوحده الوطنية ، والجبهة الداخلية ، مع الايمان المطلق بأن الأردني لا يُفرِّط بالارض ويؤمن تماماً بأن الوطن اغلى من الولد والدم ، ويذود عنه بالمهج والأرواح .

 

ختاماً مواقف الأردن ، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، مُسلّمات ثابتة وواضحة ، ففلسطين للفلسطينين ، والأردن للأردنيين ، واي ضغوط تمس استقرار وأمن الوطن والثوابت الوطنية ، خط احمر بالنسبة للأردنيين ، ويقف فيها الشعب صفاً مرصوصاً واحداً خلف القيادة الهاشمية والجيش والمؤسسات الوطنية.