الملك يناور دبلوماسيا بربط موقف الاردن من خطة ترامب بالرد العربي وتحديدا المصري والسعودي
![](uploads/f306a7397e1e335473f4e29e10bd9cbe.jpeg)
ماجد توبه
هل يمكن التعامل مع التصريحات الدبلوماسية والمفتوحة لجلالة الملك عبد الله الثاني في لقائه مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بمعزل عن الرسائل التي اوصلها جلالته لدب البيت الابيض الاهوج واكملتها الرسائل القوية وربما غير المسبوقة التي صدرت عن الحكومة السعودية برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان ضد خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، وتصريحات الرئيس المصري غير المسبوقة ايضا برفض التهجير بل وحتى بالغاء زيارته لواشنطن واعلان وزير دفاعه شبه حالة الطواريء بين القوات المصرية في سيناء؟!
القاريء لتصريحات الملك عبد الله الثاني، التي اثارت جدلا لدى البعض، يرى انها لم تقدم لا موافقة ولا رفضا مباشرا لطرح زعيم اقوى دولة، واكتفت التصريحات باحالة الاجابة على طلب ترامب بتهجير الغزيين الى الاردن ومصر، الى موقف عربي موحد سيتم ايصاله لواشنطن يتوقع ان يكون بعد القمة العربية المرتقبة في 27 شباط الجاري، وايضا باحالة الاجابة الى الدولة العربية الاكبر مصر، والى السعودية. في هذا الوقت كانت تصدر عن العاصمتين العربيتين المركزيتين تصريحات قاطعة برفض خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين والتمسك بالقانون الدولي.
يمكن القول ان اجابة الملك على عرض ترامب وضغوطه، سمعت في القاهرة والرياض وستؤكد في القمة العربية المقبلة، التي ستليها قمة اسلامية دعت لها مصر لتاكيد التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض خطة التهجير، خاصة ان حجم التنسيق المتبادل بين الاردن ومصر والسعودية وباقي الدول العربية هو في افضل حالاته اليوم امام الخطر المحدق بالشعب الفلسطيني وغيره من دول عربية لم يستثن منها نتنياهو حتى السعودية !
كذلك، فان قول الملك بأنه سيفعل الأفضل من أجل مصلحة الأردن، يشير الى ان معارضة الشعب الاردني بكل اطيافه ومؤسساته للتوطين وقبول التهجير للشعب الفلسطيني الشقيق هي مصلحة الاردن.
في التفاصيل وربط خيوط ادارة المعركة اردنيا ومصريا وسعوديا وعربيا مع ترامب اليوم، نشير الى تصريحات الملك عبد الله الثاني التي تركها عائمة لعدم الاصطدام مباشرة بالفيل الاهوج ترامب، وترك القضية تتفاعل عالميا وعربيا في ظل الرفض المطلق لخطة ترامب من كل دول العالم ومنظماته الاممية، حيث لم يؤيدها ويشجع عليها سوى الكيان الصهيوني.
الملك قال بحضور ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني، في لقائه مع ترامب،
وحسب ما نقلت رويترز أنّه "يجب وضع مصلحة الجميع في الاعتبار" ردا على خطة ترامب.
واضاف جلالته إنه يؤمن أن هناك دائما طريقا للسلام والازدهار، مبينّا أنه سيفعل الأفضل من أجل مصلحة الأردن.
ولم يعط الملك موافقة على خطة التهجير، بل بين أنّ على "الجميع الانتظار حتى الكشف عن رؤية مصر بشأن غزة"، مؤكدًا أنّ الاردن سيستقبل 2000 طفل فلسطيني مريض من غزة، منهم مصابون بالسرطان "في أسرع وقت ممكن"، وهو ما وصفه ترامب بأنه "رائع".
كما رد الملك برسالة اخرى حيث قال للرئيس الامريكي إنّ "العرب سيأتون إلى أميركا برد على خطته بشأن غزة"، مشيرًا إلى أنّ هناك رد من عدة دول".
وشدد جلالته أنّ المملكة العربية السعودية ستستضيف نقاشات بشأن ذلك وستبحث الأمر وتتخذ القرار بما يرضي الجميع ويصب في مصلحة الجميع.
وعاد جلالة الملك، بعد لقاء ترامب الى تجديد موقف الاردن مباشرة من قضية التهجير، عندما قال في تغريدة عبر منصة (x)، انه في لقائه مع ترامب "أعدت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد التهجير للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وهذا هو الموقف العربي الموحد. يجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع".
وتابع جلالته "السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهذا يتطلب الدور القيادي للولايات المتحدة. الرئيس ترمب رجل سلام، وكان له دور محوري في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة. نتطلع لاستمرار جهود الولايات المتحدة وجميع الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار".
وأكد جلالته، أهمية العمل لخفض التصعيد في الضفة الغربية لمنع تدهور الأوضاع هناك، والتي سيكون لها آثار سلبية على المنطقة بأكملها.
وقال جلالته ، "سنستمر في العمل بشكل فاعل مع شركائنا لتحقيق السلام العادل والشامل للجميع في المنطقة.
طبعا اعاد ترامب في اللقاء الحديث عن خطته، التي وجدت رفضا وتشكيكا بواقعيتها حتى داخل امريكا والكونغرس والاعلام، متحدثا عن "فوائد" التهجير "الانسانية" لاهل غزة، الذين تمسكوا بارضهم رغم الابادة الجماعية والقتل والتدمير على مدى 15 شهرا.
لا بل ولم يتردد ترامب في الرد على سؤال حول ضم اسرائيل للضفة الغربية المحتلة بالقول "أنّ ضم إسرائيل للضفة الغربية قد ينجح".
وزعم ترامب أن خطته للتهجير "ستحقق الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط"، متجاهلا تحذير مختلف الدول حتى الاوروبية والامم المتحدة من ان التهجير هو تطهير عرقي وسيفجر المنطقة اكثر.
السعودية من جهتها اكدت على لسان مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي تناولت جلسته التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، رفضت "بشكل قاطع التصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من أرضه"، طبقاً لما أورده بيان وكالة الأنباء السعودية.
وأكد مجلس الوزراء السعودي في الوقت ذاته على "مركزية القضية الفلسطينية لدى السعودية"، وشدد على أن السلام الدائم "لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي عبر حل الدولتين".
اما مصر فاكد الرئيس السيسي اليوم على ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلاً للحياة، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم (الفلسطينيين) ومقدراتهم في العيش على أرضهم ورفض التهجير رفضا قاطعاً.
وبحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية عقب اتصال هاتفي بين الرئيس السيسي ورئيسة وزراء الدنمارك ميتا فريدريكسن، شدد السيسي على "ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك هو الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم وتحقيق الاستقرار والرخاء الإقتصادي المنشودين.
كما اكد السيسي على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بمراحله الثلاثة، وتبادل إطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية لإنهاء الوضع الإنساني الكارثي الذي يعاني منه أهالي القطاع.
وأعلنت مصر عن اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بعد القمة العربية الطارئة المقرر عقدها فى القاهرة يوم 27 شباط الحالي.
وأكدت الخارجية المصرية، في بيان لها، أن مصر تجري اتصالات مع وزراء خارجية عدد من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي حول تطورات القضية الفلسطينية وأكدت، أن الاتصالات شهدت توافقا من حيث المبدأ على عقد اجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بعد القمة العربية الطارئة المقرر عقدها فى القاهرة يوم 27 شباط، وذلك للتأكيد على ثوابت الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي بشأن القضية الفلسطينية، والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير والعيش في وطنه وعلى أرضه.
وفي خطوة تصعيدية لافتة طالب وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد المجيد صقر، الثلاثاء، "رجال الجيش الثالث الميداني بالحفاظ على أعلى درجات الجاهزية القتالية لتظل القوات المسلحة قادرة على الوفاء بالمهام والمسؤوليات المكلفة بها تحت مختلف الظروف”.
جاء ذلك خلال حضور وزير الدفاع المصري "تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوية للجيش الثالث الميداني”، وفق بيان للمتحدث باسم الجيش المصري العميد غريب عبد الحافظ.
وتتمثل أبرز مهام الجيش الثالث الميداني المصري في تأمين محافظة سيناء وحدود البلاد المتاخمة مع قطاع غزة.
الى ذلك، ذكرت قناة العربية، اليوم الثلاثاء، أن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن تم تأجيلها حتى إشعار آخر.
وقالت «العربية» نقلاً عن مصادر أن: «مصر لن تخصص قطعة أرض ليعيش فيها سكان غزة»، وأنها «متمسكة بعدم إخراج أهلها وتوطينهم في مكان آخر».
وأضافت القناة أن القاهرة لديها رد جاهز بشأن ملف غزة يتضمن خطتان لإعادة إعمار القطاع من دون إخراج سكانها، مشيرة إلى أن مصر أرسلت أكثر من رد على خطة ترامب بشأن غزة على مدار الأيام الماضية.
ولفتت «العربية» إلى أن مصر رفضت 3 مقترحات بشأن غزة وجميعها تتضمن الته
جير وعدم العودة.