الاحتفاء بلغتنا الأم

بلال حسن التل
غداً.. الواحد والعشرون من شباط هو اليوم الدولي للاحتفال باللغة الأم، تنفيذاً لقرار المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) رقم 30 الذي اتّخذه مؤتمرها العام سنة 1999، والذي أقرته الجمعيّة العامة للأمم المتحدة سنة 2002.
غداً سيحتفل كل شعب من شعوب الأرض، كبيرها وصغيرها، قويها وضعيفها، بلغته الأصلية، أي لغته الأم؛ لتحافظ الإنسانية على تنوعها وثرائها الثقافي والمعرفي، وليحافظ كل شعب من الشعوب على وجوده وهويته وخصوصيته،
واحترامه لذاته، واستقلاله الوطني، فاللغة هي من أهم ما يميز شعباً عن شعب آخر، وأمّة عن أمّة أخرى، وحضارة عن حضارة أخرى، ومستوى تعليم عن مستوى آخر في التعليم، لذلك تحرص الغالبية الساحقة من شعوب الأرض وأممها على أن يكون التعليم فيها وبكل مستوياته بلغتها الأم، تفعل ذلك الولايات المتحدة الأميركية ويفعل ذلك كيان هزيل مصطنع هو الكيان الصهيوني في فلسطين، وتفعل ذلك دول صغيرة كثيرة بعضها استقل حديثاً كبعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقاً، ناهيك عن الصين وروسيا واليابان وفرنسا والمانيا، لأن العلماء يقولون إن التعليم باللغة الأم يرفع من نسبة استيعاب الطلبة وذكائهم.
غداً يحتفل العالم باللغة الأم لكل شعب من شعوب هذا العالم؛ ليحافظ كل شعب على وحدته الوطنية، فاللغة الأم من أهم عوامل وحدة الشعب والاندماج الوطني للدولة، واللغة الأم من أهم أدوات حفظ الشعوب لتاريخها الوطني والقومي، ولتبادل أجيال كل شعوب تجاربها فيما بينها؛ فتحافظ على تراكم تجاربها وإنجازاتها وتبني عليها. خاصة في مجال التنمية المستدامة، فاللغة الأم من أهم عوامل النمو الاقتصادي.
لذلك كله ولكثير غيره علينا جميعاً أن نحتفل مع شعوب ودول العالم، بلغتنا العربية، ولذلك كله ولكثير غيره يعمل المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية.