الفايز: الأردن عصي على الاستهداف من أي جهة ومشروعات مشبوهة تستهدف أمنه واستقراره


أنباء الوطن -

 

الفايز: الأردن عصي على الاستهداف من أي جهة ومشروعات مشبوهة تستهدف أمنه واستقراره

  عمان 19 آب- أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أن الأردن عصي على الاستهداف من أي جهة وأي مشروعات مشبوهة تستهدف أمنه واستقراره.

   وشدد الفايز في حوارية بعنوان "التحديات الإقليمية..ما هي أولويات الأردن"، مساء أمس الاثنين في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي بعمان، وأدارها المحامي الدكتور عمر الجازي، على أن الأردن دولة راسخة قوية عصية على الانكسار، وعصية على قوى الشر والظلام، وفي هذا الإطار أشار إلى ما يطرحه الكثيرون من الأسئلة، حول سر صمود الأردن ومنعته، رغم التحديات منذ التأسيس وفي ظل صراعات المنطقة، والمتغيرات السياسية الإقليمية والدولية الراهنة، والواقع الجيوسياسي الجديد في المنطقة، مبينا أن سبب منعة الأردن وعناصر قوته تكمن بقيادته الهاشمية الحكيمة، صاحبة الشرعية الدينية والتاريخية والسياسية وشرعية الإنجاز، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني صمام أمان الأردن والأردنيين والمنطقة.

  نوه بأن القادة الهاشميين منذ جلالة الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالله الأول، إلى جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني، أظهروا قدرة على التوازن بين الثوابت والمصالح، والسياسات الداخلية والخارجية للأردن .

 ولفت إلى أن من مصادر قوة الأردن الهوية الوطنية الأردنية الواحدة الموحدة، والتي تضم جميع مكونات المجتمع الأردني، مبينا أن هويتنا الأردنية عززت مفهوم المواطنة والانتماء الحقيقي للوطن، ولعبت دورا مهما في الحد من الانقسامات والصراعات الداخلية، بالرغم من المحاولات الخبيثة للبعض، والرامية لزرع الفتن وضرب الوحدة الوطنية، والعبث بأمن الوطن واستقراره.

 وأكد الفايز "أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لن يتخلى عن ثوابته الوطنية، فالأردن لن يكون وطنا بديلا لفلسطين، والأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، كما أن الأردن لن يتنازل عن الوصاية الهاشمية، وسيبقى يؤكد دوما على الثوابت الفلسطينية ويدعمها، فهذه هي مواقفنا لن نتنازل عنها مهما كانت الضغوطات أو الثمن".

  وأشار إلى أن الأردن يستمد قوته من المؤسسات العسكرية والأمنية المحترفة، منوها بأن الأردن بنى عبر السنين جهازا أمنيا محترفا وفعالا، وجيشا يمتلك جميع عناصر القوة، استطاعا بحكمة قيادتنا الهاشمية، حماية أمن واستقرار الوطن، والتعامل مع التحديات الإقليمية بكل حرفية وصلابة وقوة.

 ونوه بأنه لا أحد يستطيع إنكار دور وإسهامات أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، التي تعد من أكثر الجيوش مهنية وانضباطا في حفظ أمن الوطن، فهما درع الوطن وحصنه المنيع، بالإضافة إلى دور قواتنا المسلحة في الدفاع عن قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن أحد ركائز قوة الدولة الأردنية، هي مرونة سياستها الخارجية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، فهي سياسة تقوم على التوازن والحياد الإيجابي، مبينا أن السياسة الحكيمة التي قادها ملوكنا الهاشميين حتى يومنا هذا، قامت على الاعتدال والوسطية المبنية على الحوار والانفتاح، من أجل حماية أمننا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهو ما اكسبها احتراما إقليميا وعربيا ودوليا.

  وفي هذا الإطار نوه بالسياسة الخارجية للأردن والتي تعمل بقوة من أجل بناء علاقات أردنية قوية وراسخة ومتينة، مع مختلف الأطراف الدولية وقادة العالم وساسته على قاعدة الاحترام والمصالح المشتركة، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، مشيرا إلى أن الأردن لم ينخرط يوما في محاور متطرفة، ولا يؤمن بسياسة الأقطاب، بل سعى دائما للتوفيق بين جميع الأطراف، خاصة فيما يتعلق بالقضايا العربية والإقليمية.

  وقال إن الدولة الأردنية لديها قدرة على التكيف مع مختلف الأزمات والتحديات، السياسية والاقتصادية والديمغرافية والجيوسياسية، ومكنتها بحكمة قيادتنا الهاشمية، ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة ووعي شعبنا، من تجاوز مختلف التحديات والأزمات، التي واجهتها منذ التأسيس، وما تواجهه اليوم من تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية، بسبب الأوضاع المحيطة بنا، والصراعات من حولنا .

  وأكد أن السر الكبير في صمود الأردن وقوته ومنعته، هو طبيعة وشكل العلاقة القائمة بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني، هذه العلاقة المتينة التي تمثل ركنا أساسيا من عناصر قوة الأردن، مبينا أن هذه العلاقة أساسها التواصل والتفاعل والاحترام، وهذا الواقع شكل عنصرا مهما من عناصر قوة الدولة، وصمودها أمام مختلف التحديات والأزمات، فقيادتنا الهاشمية على مسافة واحدة من الجميع، ولم تلطخ يدها يوما بدم أردني واحد، أو تصدر أمرا بإعدام معارض، بل كانت قيادتنا متسامحة مع من أساء للوطن وللقيادة، تسامحا من منطلق القوة وليس الضعف .

  ولفت إلى أن الأردن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي واجه تحديات المد الشيوعي والناصري، وتحدي اللجوء والنزوح الفلسطيني، ثم جاءت أحداث عام 1970، وتلي هذا التحدي حربي الخليج الأولي والثانية، واحتلال الكويت والحصار الاقتصادي على الأردن عام 1990.

  وقال إنه منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني، واجه الأردن العديد من التحديات الداخلية والخارجية لا يمكن تجاهلها، وتتمثل في الأزمة الاقتصادية التي يمر فيها الأردن منذ عدة سنوات (المديونية العالية، وانخفاض المساعدات، وارتفاع نسب البطالة)، وتداعيات احتلال العراق وما يطلق عليه "الربيع العربي" عام 2011، وانقطاع الغاز المصري، والحروب الأهلية في العديد من الدول العربية، وانتشار الإرهاب والتطرف، إضافة إلى جائحة كورونا وما خلفته من تداعيات، وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على الأمن الغذائي وأسعار الطاقة. كما لفت إلى ما يواجهه الأردن من تحدي القدرة على الحفاظ على مصالحنا الوطنية والاستراتيجية، في ظل حالة الاستقطاب التي يشهدها العالم، ومحاولات البعض إيجاد تسويات للقضية الفلسطينية، على حساب الأردن وثوابته الوطنية.

  وتابع الفايز أنه من التحديات التي يواجهها الأردن اليوم مشكلات اجتماعية عديدة، أصبحت مقلقة وهي بحاجة إلى معالجات حقيقية، ومنها العنف المجتمعي، والتجاوز على هيبة الدولة، وعدم احترام القانون، وازمة الأخلاق عند البعض.

  وأكد رئيس مجلس الأعيان أن مواجهة هذه التحديات مسؤولية تشاركية، تتشارك فيها الحكومة، ومؤسسات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات، إضافة إلى مسؤوليات على الأسرة والمدرسة والجامعة، ورجال الدين، والإعلام لمحاربة الظواهر السلبية .

  ولفت إلى أن الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة تشكل للمواطنين تحديا لنا جميعا، هذا الواقع بات الجميع يعرف أسبابه، الداخلية والخارجية، لكن لا بد من مواجهته بسرعة، وإيجاد الحلول له، فالأمن الاقتصادي والاجتماعي يشكل أولوية وطنية.

   وأكد الفايز أنه رغم الأوضاع المحيطة بنا والتحديات التي تواجهنا، إلا أن الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني يمضي بثبات نحو المستقبل، من أجل تحديث الدولة الأردنية في مختلف المسارات السياسية والاقتصادية والإدارية، لجهة تعزيز الحياة السياسية والوصول للحكومات الحزبية البرلمانية، وتحسين معيشة المواطنين وتشجيع الاستثمار، وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتمكين المرأة والشباب.

 وفي هذا الإطار، نوه بأن جلالة الملك أكد أن التحديث الشامل في مختلف المسارات هو مشروع وطني، وأن الأردن الجديد عنوانه شباب الوطن بطموحهم الذي لا حدود له، وأن الأوطان لا تبنى بالمخاوف والشكوك والمستقبل لا مجال فيه للمُحبَطين.

  وقال إن جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل اليوم، تصديه بقوة وصلابة، لمختلف التحديات التي تواجه مملكتنا، كما يتصدى جلالته لسياسات إسرائيل العدوانية والتوسعية، ولمختلف المشاريع المشبوهة التي تستهدف ثوابتنا الوطنية.

  وأضاف الفايز إن الأردن بقيادة جلالته لن يسمح لاي جهة كانت العبث بسيادته، أو أية حلول للقضية الفلسطينية على حساب مملكتنا، وسيبقى الأردن بقيادة جلالة الملك سندا لأمته العربية وللقضية الفلسطينية، وفي ظل العدوان الإسرائيلي كان جلالة الملك في طليعة من تصدى له، وأول من كسر الحصار على قطاع غزه، ومنذ العدوان أيضا، لم تتوقف قوافل الخير الهاشمية، التي تنقل المساعدات الإنسانية والطبية للأهل في القطاع وعموم فلسطين.

  وأكد أنه "علينا أن نؤمن بأن أمن الوطن واستقراره، مسؤولية الجميع وأولوية الأولويات، فلا مصلحة تعلو فوق مصلحة الوطن، وألا نسمح لأي جهة، باستغلال التطورات الإقليمية الراهنة، للتشكيك بمواقفنا العروبية تجاه قضايا أمتنا" .

  وأعاد الفايز التأكيد على ضرورة المحافظة على صلابة جبهتنا الداخلية، وتعزيز الروح الوطنية، لنواصل معا مسيرة الوطن، ونحن أكثر منعة وقوة، لافتا إلى أن الوطن اليوم، أحوج ما يكون إلى لغة جامعة، تغلب مصالحه على أية مصالح أخرى، وعلينا أن نعزز الانتماء للوطن والولاء لجلالة الملك، ليبقى الأردن بقيادتنا الهاشمية، ووعي شعبنا، وسواعد أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، صخرة تتحطم عليها مختلف المؤامرات التي تحاك ضد الوطن .

  وثمن الفايز إعلان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إعادة تفعيل "خدمة العلم"، ومقدرا توجيهات وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد، في الإعداد لهذا البرنامج الوطني المهم، الذي سيبدأ تنفيذه مطلع العام المقبل، وفق ما هو مخطط له.

  وقال إن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، من شأنه كما قال سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أن يُسهم في تعزيز الهوية الوطنية وارتباط الشباب بأرضهم، كما أن خدمة العلم سيكون لها الأثر الكبير في تهيئة الشباب وإعدادهم ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه ومواجهة التحديات المحيطة بنا.