الانتخابات البرلمانية القادمة تأسيس لمرحلة جديدة
الدكتور محمد عبد الستار جرادات
إن المرحلة السياسية والتغييرات الجذرية الهامة التي يريدها جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه في المملكة من الانتخابات النيابية المقبلة والتي أُعلن عن بدأها في مطلع أيلول المقبل من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات امس، هي ان تأخذ هذه الانتخابات الأردن الى الحياة البرلمانية التي تلبي الطموحات والآمال ومستقبل الأردنيين الباهر.
فالاستفادة من الفترة المقبلة في بناء برامج واقعية واضحة لإقناع الناخبين سيؤدي ذلك الى رفع نسب التصويت في الانتخابات المقبلة وسيحفز المواطنين على المشاركة الفاعلة في عملية التحديث السياسي، وتشجيعهم ايضاً على الترشح والانتخاب خاصة من فئة الشباب والمرأة.
ان أسباب عزوف الشباب الاردني عن المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية القادمة وعدم التوجه الى صندوق الاقتراع بوجهة نظري كان من الماضي ولن تعود أسباب هذا العزوف مجدداً كما كانت في السابق خاصة بعد الدخول القوي للأحزاب وانخراطها في المجتمع بكافة أطيافه، جاء ذلك نتيجة العمل المؤسسي الذي قامت به لجنة تحديث المنظومة السياسية التي كان يرأسها رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي والتي عملت على تطوير وتحديث المنظومة السياسية من جميع الجوانب وخاصة القوانيين والتشريعات.
تقوية الدور الحزبي وقوة التشريعات تعتبر الرافعة الاساسية للعمل السياسي والجدية الحقيقة في التربية السياسية المبنية على المشاركة والديموقراطية لدى الشباب في الأحزاب فهي دفعت العديد منهم الى خوض تجربة غمار المشاركة السياسية وطلب العمل المباشر تحت قبة البرلمان ان سنحت له الفرصة، وهو ما لم يكن لولا الدعم الذي قدمة جلالة الملك لهذه الأحزاب.
أما فيما يخص الدراسات والاستطلاعات، سنجد ان قوة دور الاحزاب وبرامجها كان عاملاً مؤثراً في دفع الشباب للانتساب لها وتفريغ الطاقات الفكرية في العمل الحزبي والابتعاد عن تفريغها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما شكل طفرة إيجابية في الساحة السياسية.
بطبيعة الحال ان هذه الأحزاب اليوم تلعب دوراً كبيراً أيضاً في تمثيل الدور السياسي بعد تغيب هذا العمل السياسي منذ عقود داخل الجامعات والاندية الطلابية، وهي الي دفعت الشباب الى الاهتمام ومتابعة الشأن السياسي المحلي بشكل غير متوقع، بعد ان كانت الغالبية العظمى غير مهتمة على الاطلاق وهو ما يحسب لها بالفعل.
اما على صعيد التأسيس ودعم القيادات الشبابية داخل الأحزاب فإن الدعم كان وما زال لهذه الفئة خاصة في المواقع القيادية حتى وصل الامر للاشتراط في ان تكون هناك نسبة معينة للشباب في قيادة الاحزاب ان لم تكن الغالبية العظمى وهو ما فك الجمود وعزز الفاعلية بهذه الأحزاب ودفعها لتكون محطة جديدة في مرحلة التغير السياسي والانتخابات القادمة.
صورة مشاركة الأحزاب في الانتخابات البرلمانية القادمة بمجملها إيجابية، فلم نكن نتوقع ان تكون في يوما من الأيام بهذه الحيوية والنشاط، والرؤى السياسية الناضجة التي يشهدها العمل السياسي المحلي بتوجيه من قبل هذه الأحزاب، التي تتطلع بأن يكون لها دور قريب جداً في تشكيل الحكومات البرلمانية وتقوم بهذا التغيير الحقيقي للمستقبل السياسي في المملكة.
فمن هنا علينا ان ندعوا الجميع الى المشاركة في هذه الانتخابات القادمة ودعم المرشحين والذهاب الى صناديق الاقتراع لكي نصنع المستقبل السياسي الزاهر والديموقراطي المطلوب بأيدينا لنخلق حالة سياسية أردنية نباهي بها العالم اجمع.
عاش الوطن عاش الملك