رولا‭ ‬العمرو،‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬ادراك‭ ‬من‭ ‬رولا‭ ‬العمرو


أنباء الوطن -

 

كتب‭ : ‬ناصر‭ ‬قلعجي

شابة‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬و‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬في‭ ‬‮٢٠٠٥‬‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬عرس‭ ‬مع‭ ‬خالتها،‭ ‬يحدث‭ ‬هجوم‭ ‬ارهابي،‭ ‬يجد‭ ‬المسعفون‭ ‬شهاده‭ ‬تعيين‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬رولا‮»‬،‭ ‬بجانب‭ ‬جثة‭ ‬متفحمة،‭ ‬يعتقد‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رولا‮»‬‭ ‬سقطت‭ ‬شهيدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الإرهابي،‭ ‬تفتح‭ ‬العشيرة‭ ‬بيتاً‭ ‬للعزاء‭ ‬في‭ ‬الكرك‭.‬

يكتشف‭ ‬الجهاز‭ ‬الطبي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رولا‮»‬‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬إصابتها‭ ‬بليغة‭ ‬جداً،‭ ‬شظايا‭ ‬في‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬و‭ ‬الرقبة‭ ‬تصيب‭ ‬‮«‬رولا‮»‬‭ ‬بشلل‭ ‬رباعي‭.‬

تمضي‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬سرير‭ ‬العلاج،‭ ‬و‭ ‬يظن‭ ‬الكثيرون‭ ‬ان‭ ‬حياتها‭ ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬و‭ ‬انها‭ ‬ستمضي‭ ‬باقي‭ ‬حياتها‭ ‬على‭ ‬السرير‭.‬

و‭ ‬كم‭ ‬كانوا‭ ‬مخطئين‭.‬

بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬العلاج،‭ ‬ابتعثت‭ ‬لمنحة‭ ‬للخارج‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الجيش‭ ‬لدراسه‭ ‬الماجستير‭ ‬لعلاج‭ ‬الإصابات‭ ‬البليغة،‭ ‬وحدها،‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬غريبة‭ ‬عليها،‭ ‬دون‭ ‬مساعدة‭ ‬من‭ ‬احد‭ ‬وعلى‭ ‬كرسي‭ ‬متحرك‭.‬

و‭ ‬عادت‭ ‬‮«‬رولا‮»‬‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬الشهادة‭ ‬التي‭ ‬نالتها‭ ‬بأعلى‭ ‬الدرجات،‭ ‬و‭ ‬لخدمة‭ ‬بلدها‭ ‬و‭ ‬مجتمعها،‭ ‬عادت‭ ‬الى‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬الملكية،‭ ‬لتدرس‭ ‬و‭ ‬تربي‭ ‬و‭ ‬تلهم‭ ‬أجيالا‭ ‬من‭ ‬الممرضات‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬العربي‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬محياها‭ ‬ابتسامه‭ ‬دائمة،‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬صوتها‭ ‬صلابة‭ ‬و‭ ‬صرامة‭ ‬اردنية‭ ‬اسطورية‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬‮«‬الرائد‭ ‬رولا‭ ‬العمرو‮»‬،‭ ‬بنت‭ ‬الكرك،‭ ‬بنت‭ ‬الجيش‭ ‬العربي،‭ ‬بنت‭ ‬الاردن،‭ ‬روح‭ ‬الكبرياء‭ ‬و‭ ‬الصمود‭ ‬و‭ ‬الشموخ‭ ‬و‭ ‬التحدي‭.‬

لا‭ ‬خوف‭ ‬على‭ ‬وطن،‭ ‬فيه‭ ‬نساء‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬رولا‮»‬‭. ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬يهابه‭ ‬الأعداء‭.‬

‭................‬

‭- ‬عن‭ ‬الصفحة‭ ‬الشخصية‭ ‬للصديق‭ ‬ناصر‭ ‬قلعجي