عمدة الزرقاء وإذاعة بلديتها يكرمون المهندس الرائد مصطفى الدسوقي
كتبت : رضى عليان
أنجزت إذاعة بلدية الزرقاء خطوة ريادية متميزة تجاوباً مع طلب عميد البلدية المهندس عماد المومني بتكريم المهندس المعلم الريادي مصطفى صلاح الدسوقي المؤسس لمبادرة «مدرستي مسؤوليتي»، حيث أجرى الإذاعي المتميز جلال الأغوات لقاءاً تكريمياً بهدف تسليط الأضواء على مبادرة «مدرستي مسؤوليتي» وصاحبها وتطبيقاتها والمشاركين بها والداعمين لها. وهي الخطوة التي لم تسبقها إليها أي إذاعة أردنية تبعاً لما تم رصده حتى تاريخه.
«الأغوات» أشاد خلال اللقاء التكريمي بأبناء مدينة الزرقاء وقال بأن المدينة ملأى بالمبدعين والمبادرين، وبأنها المدينة التي تمثل «بوتقة الأردن» وأكثر المحافظات تخريجاً للرياديين والمبادرين والمبدعين، وقد شدد في المقابلة على ضرورة أن ينال المعلم المهندس «مصطفى الدسوقي» الدعم والتكريم على أعلى المستويات نظراً لأهمية الفكرة والأهداف التي ابتغاها في مبادرته الرائدة وأهدافها الإيجابية والعملية من حيث سعيها لتحقيق الوفر على الخزينة العامة للدولة، كما تحقيقها للهدف التعليمي الميداني والعملي لمتطلبات ومحتوى المناهج التربوية في المدارس المهنية.
وقد نوه المذيع المتميز «جلال الأغوات» في هذه المقابلة إلى أن مبادرة المعلم المهندس مصطفى الدسوقي تمكنت من تحقيق أهداف عملية وتربوية وتعليمية عدى عن تحقيقها وفراً مالياً لصالح خزينة الدولة، حيث استطاع «الدسوقي» وبدعم ومشاركة من الطلاب وزملاءه في الثانوية الشاملة/الزرقاء، ومسؤولي مديرية تعليم الزرقاء من إعادة تدوير وإصلاح ما ينوف عن 2500 مقعد كان مقرراً إتلافها خلال فترة قصيرة من إطلاقه للمبادرة.
المهندس «الدسوقي» يعيش في أحد الأحياء الفقيرة في مدينة الزرقاء التي وصفها بالجمال والأصالة، وهو يعمل حالياً على إنجاز رسالته للحصول على درجة الماجستير في تخصصه، وقد شكر خلال المقابلة كل الداعمين لمبادرته الريادية، من مسؤولين في الوزارة والبلدية، منوهاً وشاكراً للدعم الذي تلقاه من عميد بلدية الزرقاء المهندس عماد المومني الذي أشركه المذيع «الأغوات» في المقابلة حيث أكد «العمدة-المومني» على دعمه وتبنيه لهذه المبادرة الإيجابية التي تحقق المنفعة العامة لمدارس المحافظة وطلابها.
وشدد المهندس الدسوقي أنه «بمعدات بسيطة وتكلفة قليلة يمكن أن نتوقف عن شراء المقاعد المدرسية أو تخفيض كلفة صيانتها 80 %، والأهم تنمية حس الطالب بالمسؤولية تجاه بيئة المدرسة وممتلكاتها».
وأضاف مدرس مادة علم الصناعة والرسم الصناعي في المدرسة الثانوية الشاملة للبنين بالزرقاء «تعييني مدرساً لمادة التربية المهنية في مدرسة ياقوت الحموي العام 2008 كانت نقطة البداية للمبادرة، فسبع سنوات في المدارس الحكومية كانت كفيلة بأن تكشف لي عن طريقة تعامل الطلبة الخشنة مع المقاعد المدرسية ومن ثم الإجراءات الرسمية لصيانته أو إتلافها واستبدالها، متابعاً بأنه تبين لي أن المقعد المدرسي وإن تم تخريبه وإخراجه من الخدمة فإنه لا يكون تالفاً تماما، فعادة ما يتم إتلاف الألواح الخشبية فيه، بينما مادته الأساسية من الحديد سليمة، ويمكن بسهولة إعادة تأهيله بأقل التكاليف». مضيفاً بأنه في أحسن الأحوال تقوم المدارس باستئجار مهني لصيانة المقاعد بتكلفة عالية لا تتناسب مع كلف المواد المستخدمة أو الجهد الذي يبذله» صيانة المقعد الواحد في السوق المحلي تتراوح بين 5 إلى 6 دنانير مع المواد، بينما تبلغ تكلفة صيانة المقعد داخل المدرسة ضمن المبادرة بين 120 إلى 190 قرشا فقط.
وقال الدسوقي : لقد حددت هدفاً على المدى البعيد وهو تنمية حس الطالب بالمسؤولية تجاه بيئتة المدرسية، وإيجاد حل للشكاوى الدائمة والمتكررة التي تستمر على مدار العام الدراسي والمتعلقة بالمقاعد الدراسية، وعليه قررت بعد نقلي للعمل في المدرسة الثانوية الشاملة بدء مشروعي بتجربة إعادة تأهيل بعض المقاعد المعدة للإتلاف، بسبب وجود مشغل فني فيها، وكانت النتائج ممتازة.
ويوضح الدسوقي أن العديد من المقاعد تتعرض لتخريب أو سوء استخدام من جانب بعض الطلبة، فيتم تخزينها في مستودع المدرسة أو في إحدى ساحاتها، إذ ان آلية العمل في المدارس تقوم على إخبار المعلم لمدير المدرسة بأن المقعد أصبح غير صالح للاستخدام، فيعمد المدير إلى إرسالها إلى المستودع، ويتكرر الأمر حتى يمتلئ المستودع، وتبدأ المخاطبات الرسمية بين المدير ومديرية التربية لإتلافها ومخاطبات رسمية أخرى لتزويد المدرسة بمقاعد جديدة، وهذا الأمر ينطبق أيضا على نوافذ وأبواب الغرفة الصفية.
ويقول، كانت بعض المقاعد تحتاج إلى مواد بسيطة وجهد غير كبير وهو ما مكنه من تأهيلها في المدارس ذاتها، في حين كانت شاحنة من التربية تتولى نقل المقاعد التي تحتاج إلى جهد وعمل أكبر إلى المدرسة الشاملة لصيانتها ومن ثم إرجاعها، حيث تمكن منذ بدء العام الدراسي، وبمساعدة طلبة القسم المهني بصيانة نحو 2500 مقعد.
ويرى الدسوقي نجاح المبادرة سببه أن بعض الطلبة المشاركين فيها سبق لهم التورط بتخريب أو إتلاف بعض المقاعد، فأخضعهم حينها إلى عقوبة اجتماعية مخففة لإصلاح سلوكهم ومن ثم تثقيفهم وتوعيتهم بضرورة التغيير والاحساس بالمسؤولية تجاه بيئة المدرسة وممتلكاتها، وكانت النتائج باهرة بحيث أصبحوا جزءا فاعلاً في المبادرة وحث الطلبة على العناية أكثر بمرافق وأثاث المدرسة.
ويقول إن مبادرة «مدرستي مسؤوليتي» تتضمن عدا عن إعادة تأهيل المقاعد الدراسية، صيانة الأبواب والنوافذ في المدارس، وتجميل المرافق كالغرف الصفية والباحات، موضحاً أنها تتضمن 4 مراحل تشمل عقد دورات لتنمية حس الملكية عند الطالب تجاه بيئة المدرسة وممتلكاتها، وإجراء الصيانة العامة للمرافق والاثاث، وتدريب المعلمين على أعمال الصيانة والمتابعة، إضافة إلى الاهتمام بالجانب الزراعي في المدرسة لما له من مردود مالي وجمالي وتعليمي واستغلال للمساحات المهملة في المدارس.
ويتطلع الدسوقي، إلى توسيع مبادرته وتعميمها وتوثيق ما يتم صيانته من المقاعد والأثاث المدرسي بسجلات رسمية من أجل تحديد المسؤوليات وضبط العملية، ويأمل أن تقوم الوزارة بتأمين مكان مناسب ضمن أي مدرسة صناعية كون المساحة والأماكن متوفرة، من أجل تجميع المقاعد التي تحتاج لصيانة وعمل الصيانة اللازمة لها من قبل المهنيين المختصين، إضافة إلى عمل جدول زمني على مدار العام الدراسي وبرنامج محدد من أجل زيارة المدارس وتحديد المشكلة والوقت وتكلفة الصيانة للمقاعد. كما يأمل بتعميم المبادرة في كافة محافظات المملكة لما في ذلك من تحقيق لوفورات مالية ولأهداف تربوية وتعليمية هامة.