الصعوب وخطوات مكوكية في ستين يوماً


أنباء الوطن -

مضى على استلام معالي وزير النقل حسين الصعوب لأمانة وزارة

النقل ما يزيد عن شهرين ونيف، هذه الوزارة المسؤولة عن قطاع ضخم بكافة انماطه من نقل بري وبحري وجوي وشحن ولوجستيات والذي يعكس واقع لقطاع صعب جداً بتفرعاته وتشابكاته العديدة وأثره المباشر على نشاطات المواطن الاقتصادية والحياتية اليومية سواء ما يتعلق بمنظومة النقل العام التي تمس نبض الشارع بشكل مباشر او النقل البري الذي يسيطر على قطاع النقل بالشاحنات في المملكة وغيره من أنماط اخرى.

الصعوب رجل المهمات الصعبة ذو باع طويل وخبرة متراكمة في قطاع النقل على مدى ثلاثين عاماً، امضى جزءاً كبيراً منها في العقبة في قيادة شركة بحرية لثلاثة دول عربية، ونهض بها الى مصاف الشركات المتميزة في الشرق الاوسط، والنهوض اليوم بقطاع النقل الاردني ضمن المعطيات الحالية والظروف الاقليمية الراهنة يأتي ليشكل تحدي آخر امام الصعوب والذي لم يأل جهداً خلال الشهرين الماضيين واصلاً النهار بالليل في مكتبه في ام اذينة باجراء عملية غربلة وتقييم لمكونات هذا القطاع الهام والمتهالك والذي للاسف تم اهماله من قبل الحكومات المتعاقبة على مدى عشرات السنين ، الامر الذي افرز اختلالات وتشوهات عديدة تتطلب من صاحب الولاية لهذه الوزارة قدرات مكوكية واجراءات جراحية عاجلة قد لا تكون الامثل ولكنها لا شك ستخفف بعض الالم الذي يعاني منه الشارع الاردني وخاصة في ظل الطفرة السكانية المتصاعدة وتدهور الظروف الاقتصادية.

ومن اهم الملفات التي يعكف عليها وزير النقل هو اعادة هيكلة النقل الحضري في المدن ذات الكثافة السكانية العالية ( اربد ، الزرقاء، مادبا) حيث قام الصعوب شخصياً بتدقيق وتفقد مسارات خطوط النقل العام المقترحة في مدينة اربد والتي بالمناسبة لم تشهد شبكة خطوط النقل العام فيها اي هيكلة واعادة تقييم منذ 14 سنة ، والجدير بالذكر هنا هو ليس قيام الوزير نفسه بتفقد هذا المشروع وانما روح التشاركية والشفافية العالية في التعامل مع هذا الملف حيث تم دعوة وزراء نقل وأشغال سابقين واكاديميين وخبراء نقل من جامعات اردنية لاستمزاج ارائهم وملاحظاتهم حول المشروع وتفاصيله بالاضافة الى اشراك الفنيين والمهندسين في بلدية اربد ورجال الامن العام الموجودين على ارض الواقع ويتعاملون بشكل يومي مع المشاكل المرورية وذلك لتحقيق نتائج ايجابية تحاكي الواقع وتقدم حلول عملية تسهل حياة المواطن وتحفظ له كرامته.

ومن اهم الملفات واسخنها هو قوننة خدمة النقل باستخدام التطبيقات الذكية ( اوبر وكريم وغيره) حيث عقد الوزير اجتماعات مكثفة برئاسته شخصياً وبحضور كافة الجهات المعنية للوصول الى حل توافقي ومتزن يحفظ حقوق كافة الاطراف في القطاع وأيضاً يواكب النقلة النوعية في عالم التكنولوجيا الحديثة.

أما ملف مجمع الكرك والذي واجهه الصعوب بكل شجاعة وحرفية وعمل جاهداً على استقطاب كافة المشغلين الذين يرفضون استخدام هذا المجمع الذي كلف الخزينة الاردنية 4 ملايين دينار وقام بزيارته والتحدث مع المعنيين حول اعطاء فرصة للمجمع ومحاولة استغلاله حتى تثبت فعاليته اولاً ومن ثم يتم اعادة تقييم الوضع. ناهيك عن الخطوات السريعة التي جاءت لتعالج التراجع الكبير في اداء الهيئات التابعة للوزارة ومن اهمها النقل البري وعلى امل ان يكون لهيئة الطيران نصيب من المعالجة السريعة . كما شدد وزير النقل ومن خلال العرض المرئي الذي قدمه امام مجلس الوزراء الاسبوع الماضي واتسم بالشمولية والصراحة والتحليل الدقيق للقطاع على ضرورة التنسيق والتكاتف بين كافة الشركاء في منظومة النقل.

ولعل من اهم الاجراءات وأحكمها هو القرار الاخير للوزير الذي انصف فيه ما يزيد عن 3500 شاحنة من الشاحنات المبردة الاردنية ومنع تغول الشاحنات الاجنبية عليها بحيث منع القرار الشاحنات الاجنبية من تحميل المنتجات الزراعية الا اذا كانت من نفس نوع الحمولة التي افرغتها عندما دخلت المملكة علماً بان هذا القرار سيعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني ولن يسمح لأي حلقة من الحلقات الاقتصادية بالتغول على الأخرى، وقد عبر اصحاب الشاحنات عن سعادتهم من خلال مظاهرة تأييد ودعم للصعوب امام مبنى الوزارة، الامر الذي شكل سابقة تسجل لوزير نقل خلال السنوات الماضية !

من الواضح ان النفس والهمة التي يحملها الوزير الصعوب بالإضافة عن الكفاءة والخبرة الكبيرة التي يتمتع بها ينفرد بها عن نظرائه السابقين مما سينعكس ايجاباً على قطاع صعب جداً بحاجة الى اصلاحات وتغييرات كبيرة ولكن هذه العوامل لا تكفي لوحدها فالوزير بحاجة ايضا الى دعم من كافة الشركاء المعنيين لتحقيق نتائج اسرع واكثر تكاملية.