تجاوز المنخفض الأخير لا يعني تجاهل الإغلاقات
ربما اجتازت أمانة عمان تأثيرات المنخفض الجوي، الذي أثّر على المملكة منذ الثلاثاء الماضي، إذ لم تحدث إغلاقات للإنفاق والتقاطعات بفعل تجمع المياه، حسب بيان الأمانة.لكن لا يمكن تجاهل التجمعات المائية الكبيرة، في عدد من المناطق في العاصمة، وخاصة نفق الصحابة/ طريق المطار الذي غمرته المياه، رغم إعادة إنشائه حديثا، بكلفة تجاوزت مليون دينار. خبراء في المشاريع الإنشائية، يرون بأن الأخطاء في تنفيذ بعض المشاريع الخدمية، مرده ضعف الرقابة الكافية على جهات التنفيذ (المقاول)، إضافة إلى عدم الإهتمام بمعايير المواصفة، وخاصة المتعلقة بمشاريع الطرق والأرصفة والعبارات والانفاق. هذه المشكلات سرعان ما تكشفها الأمطار الغزيرة، التي لا يتم مراعاتها عند التنفيذ، كما أن شبكة تصريف مياه الأمطار لا تستوعب كميات المياه الهاطلة، لأسباب تتعلق بقدمها وإهترائها، وحاجتها للتغيير، وعدم الصيانة الكافية لها.حجم الملاحظات التي وردت لغرفة طوارئ الأمانة بلغ 350 شكوى، وهذا يؤشر على وجود مشكلة لها أسباب هندسية، غير أن الأمانة لا تعترف بجميع الملاحظات الواردة، لأن ما نسبته 85 بالمئة منها ،بحسبها، ليست من إختصاصها، بل تتعلق بالصرف الصحي.تبرير الأخطا، لا يعني التنصل من المسؤولية، فالمواطن في النهاية يتلقى الخدمة من الجهات الرسمية، لكنه في ظروف الطقس يُحمّل أمانة عمان المسؤولية، لإغلاقات مناهل تصريف الأمطار، التي تؤدي إلى تعطل حركة السير، كما يمتد خطرها على المواطن والبنى التحتية.ورغم ان قوة المنخفض الجوي، لم تكن بمستوى التنبؤات الجوية، إذ لم تسجل هطولات للثلوج تذكر، كما أن كميات المياه وغزارتها كانت ضمن المعقول، في الوقت الذي أعلنت فيه أمانة عمان حالة الطوارئ القصوى؛ بيد أن تشكل التجمعات المائية والإنجرافات على الطرق، كانت واضحة ومقلقة.حالة التقييم والمراجعة التي ذكرتها الأمانة عقب إعلان حالة الطوارئ القصوى، حسب نائب مدير المدينة لشؤون البيئة المهندس باسم الطراونة، ليست جديدة، وتأتي دائما لمعالجة الأخطاء التي قد تقع في مثل هذه الظروف، لكن المعالجة تكون عادة مؤقته، نظراً لضعف الإمكانيات، وعدم وجود مخصصات كافية.الهطول المطري، أدى إلى تدفق 22 مليون م3، الى السدود منذ بداية الموسم المطري وحتى مساء الخميس حسب وزارة المياه والرّي، ومن المتوقع ان نشهد منخفضات جوية قادمة ذات هطولات عالية -بإذن الله- ما يتطلب دراسة متأنية من أمانة عمان، يمكن من خلالها معالجة الاختلالات وتجاوز عيوب البنى التحتية.المعالجات لتلك المشكلة ،عبر مضخات شفط للمياه، وتوفير مولدات كهربائية في الأنفاق، وتنظيف مناهل تصريف مياه الأمطار،ليست كافية، فقد شهدنا أمطارا رعدية لمدة ساعة العام الماضي، تسببت بغرق عمان.يجب أن تنصرف الأمانة بجهودها، لحل مشاكل المناهل التي تعاني من إغلاقات جزئية وكلية، وبعضها لا يعمل أصلاً، وهذه الحلول تحتاج توفير مخصصات مالية، كما أن الموازنة يجب أن لا تهمل العبارات، وكاندرين الشوارع، ووضع حواجز إسمنتية، لمنع إنجرافات الرمال والأتربة.