تعطلت مركبته ليلا.. فابتكر أول تطبيق يتيح ‘‘الخدمات العامة‘‘ في لحظات


أنباء الوطن -

كما يقولون: "الحاجة أم الاختراع".. ومتى ظهرت الحاجة لدى الناس وفي المجتمع ووجدت عقلا متفتحا، لمس تلك الحاجة، وتحرك بخطوات متتالية: التفكير، التصميم، والتنفيذ، فقد دخلت بابا حقيقيا في ما يسمى اليوم بـ " ريادة الأعمال"، إذ يؤكد الكثير من الخبراء من الافكار والمشاريع الناشئة التي تسد حاجات وتحل مشاكل هي الأكثر قابلية للنجاح والنمو في المستقبل.
ذلك ما حدث مع الشاب الأردني ساري حويطات - ابن 28 ربيعا - قبل نحو عام عندما تعطلت مركبته ليلا على طريق
"جرش - عمان"،، ولم يجد في ذلك الوقت المتأخر " شاحنة ونش" لنقلها واجراء اللازم لها في عمان، ما دفعه يومها " إلى التفكير كثيرا في إمكانية ابتكار تطبيق ذكي يتيح الوصول إلى منصة أو شبكة تحتوي على اسماء وجهات يمكن أن تقدم خدمات عامة للمواطنين - اينما تواجدوا - ومعرفة أسعار مقدمي هذه الخدمات والتواصل مع الأقرب منهم"، بنفس فكرة تطبيقات النقل التي تشبك المواطن بسيارات التاكسي، والتطبيقات التي تصل المواطن بسيارات "الغاز"، وغيرها من التطبيقات.
وقال حويطات الذي درس توجيهي الـIT، وبعدها التسويق: "يومها شعرت بدافعية كبيرة لابتكار تطبيق يمكن أن يحل مشكلة يمكن ان يقع بها الاخرون كما حدث معي، وبدأت عرض الفكرة على الاصدقاء الذين لم يشجعوني عليها، لاصمم بنفسي على تنفيذ المشروع والتفرغ له، وتسارعت الأفكار بعد ذلك في رأسي لتمديد الفكرة ومساعدة الناس في الوصول والتشبيك مع أصحاب مهن حرة ومقدمي خدمات عامة مثل : الكهربائي، ونقل الأثاث، والعاملين في " السباكة"، وغيرهم بدون جهد  وبسرعة لتلبية الحاجة".
وأكد أن انتشار الهواتف الذكية - التي تقول التقديرات بانها بلغت مؤخرا 70 % من اجمالي مستخدمي الخلوي في المملكة - حفزه على ابتكار تطبيق يحمل اليوم اسم " عون" ويمكن تنزيله من متجر " الاندرويد" وقريبا عبر " الاي اوه اس" ليكون هذا التطبيق "عونا" للناس لا سيما في اوقات الشدة والحاجة وليكون من جهة اخرى عونا لاصحاب هذه المهن في الوصول إلى فرص عمل جديدة وترويج مهاراتهم وأعمالهم للجمهور.
وعرف حويطات عن تطبيق "عون" واصفا اياه بانه: "سوق لاصحاب المهن الحرة ومقدمي الخدمات العامة، حيث يقوم المستخدمون باختيار افضل المهنيين من خلال عملية (التأهيل) حيث يجب على المهني ان يستوفي الشروط اللازمة لكي يستطيع تقديم خدماته من خلال التطبيق كي نضمن مستوى عال من جودة الخدمة".
وأضاف: "يقوم التطبيق بإظهار قائمة من مقدمي الخدمات بناء على الخدمة التي يختارها المستخدم ومكان تواجده وبامكان المستخدم تقييم اداء مقدم الخدمة بعد الانتهاء منها لكي يستفيد مستخدمون آخرون من الاستفادة من هذه التغذية الراجعة مستقبلا".
وأضاف حويطات بانه كان لديه شغف منذ صغره في مجال المبيعات والعمل الخاص، وأخذ خبرة كبيرة في مجال المبيعات منذ أن تخرج في العام 2010 وعمل في عدة شركات، وهو ما عزز توجهه للتفرغ والعمل على تطبيقه الذكي العام الماضي، مشيرا إلى انه تقدم إلى صندوق " اويسس 500" - المتخصص في دعم الافكار الناشئة-، وحصل منهم على استثمار وحضانة ما ساعده في تصميم التطبيق وتطوير طريقة عمله، حيث تم تسجيل الشركة باسم " شركة العون المتألقة لتطبيقات الهاتف".
وأوضح قائلا: "بدأت بصفحة على فيسبوك، وتطبيق (الأندرويد) لنشبك الناس باصحاب المهن الحرة ومقدمي الخدمات العامة، وخلال فترة انضمامي للمعسكر التدريبي في (اويسس 500) دخلت في تعاقدات مع عدد من مقدمي الخدمات العامة، وها نحن اليوم نستعد لاطلاق التطبيق بحلته الجديدة في الأول من الشهر المقبل حيث سيتم إضافة خدمات جديدة للتطبيق، والعديد من الميزات التي ستقدم إضافة للمستخدم مثل الكفالة الإلكترونية على القيمة التي يدفعها المستخدم عند طلب الخدمات من خلال عون".
وبين أن التطبيق بشكله الأولي الذي انطلق بداية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي كان يضم 6 خدمات اساسية تشمل (الونش، سباكة، اعطال  وتمديدات كهربائية ، نقل الاثاث ، فنيي الستالايت، صهاريج المياه)، لافتا بانه يوفر واجهة للمستخدم، وواجهة لمقدم الخدمة، لايصالهم ببعضهم وانجاز الخدمة.
وقال: "استطعنا خلال الفترة من أيلول (سبتمبر) حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2016  استقطاب700 مستخدم ، واشراك 100 مقدم للخدمات، وانجاز 120 طلبا".
وأكد حويطات أهمية انضمام تطبيق عون والشركة لتكون واحدة من بين الشركات الريادية المستفيدة من الموسم الثالث من برنامج دعم وتأهيل الشركات الريادية التابع لشركة اورانج " BIG " الذي انطلق في الربع الاخير من العام الماضي، مشيرا إلى أن البرنامج سيساعده في التسويق والنمو والتوسع أكثر، لا سيما وانه يوفر فوائد للرياديين في هذا الاتجاه