كتاب مفتوح إلى دولة رئيس الوزراء عمر الرزاز... مجالس امناء الجامعات كلمة حق اريد بها باطل
أ.د.فايز ابو عريضة
منذ أن بدأت الجامعات في العصر الحديث وهي تحاول أن تكون المنصات والحواضن التي تربي وتخرج الكوادر البشرية في مختلف مجالات الحياة العملية والعلمية، إضافة إلى دورها في البحث العلمي وخدمة المجتمع، وفي بعض البلدان تلعب دورا سياسيا واجتماعيا في تشكيل الرأي العام وقيادة المجتمع باعتبارها منابر حرة تتيح لعضو هيئة التدريس الفرصة لتوعية الطلبة وتطوير قدراتهم وإتاحة الفرصة لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية تامة ضمن ضوابط أخلاقية وأكاديمية.
ومن هنا كان للجامعات دورا مؤثرا وايجابيا في بعض البلدان وبعض الازمان في الحياة السياسية والاجتماعية لتلك البلدان، فيما لجأت بعض الحكومات في بلدان العالم الثالث إلى تقليص دور الجامعات بوسائل متعددة منها اتباعها لمؤسسات الدولة الرسمية كالوزارات أو المجالس المفروضة عليها وتم اختراع ما يسمى بمجلس الأمناء كاحد هذه الأدوات علما بأنه في بعض البلدان المتقدمة يشكل علامة فارقة في الجامعة ويسعى إلى تطويرها واقتراح الحلول لمشاكلهاوخاصة المالية منها، ويختار مجلس الأمناء من شخصيات عامة أكاديمية واقتصادية واجتماعية ومشهود لها بالكفاءة والنزاهة وليس بالضرورة أن يكونوا من البلد التي تنتمي إليها الجامعة فقد يكون احد خريجيها وجامعة هارفرد التي تعتبر النموذج الأمثل والارقى في هذا المجال وغيره. وقد مرت الجامعات الأردنية بمراحل عدة عبر تاريخها من لجان خاصة سواء للتأسيس أو الإدارة المؤقتة إلى تشكيل مجالس امناء بطريقة شكلية سواء في اختيار شخوصها كوسائل للترضية أحياناً أو للوجاهةوالتنفعيات المادية احيانا أخرى مما أخرجها عن دورها المنوط بها وأصبحت عبئا على الجامعات وتتحكم في قراراتها في وجود ادارات للجامعات فصلت على مقاس مجالس الأمناء وخاصة في الجامعات الرسمية على الأقل وزادت من بيروقراطية العمل بتوسيع دوائر تسلسل القرارات وفي بعض الحالات كان لتدخل بعض رؤساء المجالس في إدارة الجامعة سببا في إفلاسها للتعينات الغير مبررة للاقارب أو المحاسيب.
والسوال الذي يطرح نفسه ماذا عملت مجالس الأمناء في تقليص اوتخفيف مديونية الجامعات، وجميعنا نشهد التراجع الواضح والمتسارع في مستوى التعليم العالي وكفاءة مخرجاته وإنني شهدت جامعة اليرموك منذ تأسيسها عملت في مختلف الموقع الأدارية والاكاديمية بدءا بشؤون الطلبة ومرورا بكل مواقع الأدارية في الكلية التي عملت بها وانتهاء بمجلس العمداء وعاصرت رؤساء الجامعة من دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران حتى العام الماضي، فماذا عملت مجالس الأمناء للجامعات منذ تشكيلها سوى أنها حمولة زائدة وعقبة أساسية في وجه تطور هذة الجامعات والمتابع للموضوع يعي بعض الأدوار السلبية لهذه المجالس على بعض الجامعات وإقصاء بعض الإدارات الناجحة لأنها لم تمتثل لاملأات بعض رؤساء المجالس، وجيء بادارات هزيله افلست الجامعات وسطحت التعليم العالي وهذا لا يعني أنه لا توجد نماذج ممتازة أدارت الجامعات بكفاءة واقتدار وخفضت المديونية واستقطبت الكفاءات ولكن تم الالتفاف عليها وإبعادها وفي بعض حالاتها
تم حل مجلس التعليم العالي واستبداله لأنه انتصر لرئيس جامعة مجتهد أخرجها من أزماتها وطورها كما ونوعا في فترة قياسية، وقد ساهم بعض رؤساء هذة المجالس في إبعاد وزيرا للتعليم العالي عندنا استخدموا علاقاتهم مع رئيس الوزراء بحجج مختلفة وقد شهدت الايام القليلة الماضية تدخل بعض رؤساء هذة المجالس قبل إقرارها ومبالضغط على رئيس جامعتة لتمرير قرارات مخالفة للتعليمات والمنطق فهل توقف يا دولة الرئيس هذة المجالس ويعاد النظر فيها أو فى صلاحياتها؟