برعاية محافظ العقبة جامعة العقبة للتكنولوجيا تشارك بندوة (بسواعدنا نعمرها ونبنيها)

شاركت جامعة العقبة للتكنولوجيا مساء اليوم السبت ٨/١٢/٢٠١٨ في الندوة التي أقيمت برعاية عطوفة محافظ العقبة وبتنظيم من مبادرة (بسواعدنا نعمرها ونبنيها) من خلال الدكتور أنور الشعر مندوبا عن الاستاذ الدكتور صلحي الشحاتيت رئيس الجامعة , والقى الدكتور انور الشعر كلمة قال فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام على المرسلين
عطوفة السيد إبراهيم النجادات مندوب راعي الحفل الكريم،
الجمهور الكريم،
شرفني عطوفة الدكتور صلحي الشحاتيت رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا بانتدابه لي لأتحدث باسمه وباسم جامعة العقبة للتكنولوجيا لهذا الحفل الكريم، فيطيب لي في هذا المساء الجميل من أيام العقبة الحبيبة أن أتقدم باسم عطوفته واسم جامعة العقبة للتكنولوجيا أن أزجي أجمل باقات الاحترام والتقدير لعطوفة الباشا صالح النصرات لرعايته هذا الحفل البهي. والشكر موصول أيضًا لرئيس مبادرة (بسواعدنا نعمرها ونبنيها) الدكتور الفاضل محمد كريشان، ولمنسقها السيد بلال الزعبي، ولجميع القائمين عليها. وأثمن عاليًا دور المؤسسات والجمعيات الداعمة لهذه الفعالية التي جاءت كنشاط توعوي لمواجهة ظاهرة اجتماعية قديمة حديثة لها أثر سلبي على المجتمع: أفرادٍ وجماعاتٍ، وعلى كينونته؛ ألا وهي ظاهرة انتشار الشائعات قديمًا، وتفشيها وازدياد خطرها عبر وسائط التفاعل الاجتماعي حديثًا.
ولقد حذر القرآن الكريم من خطر الشائعات على الفرد والجماعة، وطلب من الناس التثبت من حقيقة الخبر قبل قبوله ونقله إلى الآخرين، وورد ذلك في قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ." صدق الله العظيم.
نعم، إن الجري وراء الشائعات وتصديقها دون تثبت من صحتها يورث الندامة، والحسرة، والخسارة.
وقد جاءت رسالة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين -حفظه الله- حول منصات التواصل الاجتماعي استشعارًا من جلالته لخطورة هذه المشكلة وتحذيرًا من تبعاتها على الفرد والمجتمع.
ولقد واجهت العديد من الدول آفة الشائعات، وفي أوقات الحروب والأزمات خاصة، فأطلق على مروّجي تلك الشائعات "الطابور الخامس"، فقامت تلك الدول بمقاومتها بكل السبل المتاحة لديها.
ونظرًا لانتشار هذه الظاهرة على نطاق واسع بسبب الإفراط في استخدام وسائط التفاعل الاجتماعي التي تحولت إلى منصات للتناحر الاجتماعي -كما وصفها سيد البلاد، فإننا أصبحنا بحاجة إلى إنشاء مرصد وطني للكشف عن الشائعات التي تمس الوطن والمواطن، ومواجهتها بشكل عقلاني، ويقوم على هذا المرصد فريق متخصص في الإعلام، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والعلوم الشرعية، وتكنولوجيا المعلومات، بحيث لا يعمدهذا الفريق في مواجهته للشائعات إلى التعصب والتشدد القومي أو القطري أو الديني، بل يحاور أصحاب الشائعة محاورة عقلانية يدخض فيها الإشاعة، ويشكل في الوقت نفسه وعيًا في عقل المواطن ضد هذه الشائعة ويبين بشكل جلي خطرها على المجتمع.
ولا بد أيضًا من الانطلاق بحملة توعوية منظمة توضح أهداف الشائعات ومخاطرها، ويشترك في هذه الحملة مؤسسات المجتمع المدني والرسمي ممثلة في وسائل الإعلام المختلفة، وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي، والجامعات، والمدارس والمؤسسات الدينية، والنقابات المهنية، والجمعيات، والأندية، والمؤسسات الثقافية وأفرادها، وكل مواطن واعٍ غيور على وطنه فلا يؤتين من قبله.
إن كثيرًا من الشائعات موجهة إمّا من قوىً خارجية معادية تتربص بالأردن وبالأمة العربية الدوائر، أو من قوى الظلام الداخلية التي تهدف إلى إضعاف بنية المجتمع الأردني ومحاولة الانقضاض على مكتسباته الوطنية. ويقول الدكتور موسى اشتيوي-أستاذ علم الاجتماع: "إن الشائعات التي ظهرت مؤخرًا كانت في الغالب سياسية، وهذه أخطر أنواع الشائعات لتأثيرها على جميع أفراد المجتمع، فهي تفسح المجال للمندسين لتطبيق أجندات خاصة بهم تسهم في إضعاف التماسك والترابط بين أبناء المجتمع والدولة." (الدستور 2018/8/1).
وقد حذر معالي الأستاذ محمد داودية في مقالة له في صحيفة الدستور في 2018/12/2 من دور القوى المعادية للأردن في نشر الشائعات، فأشار إلى الدور الذي تقوم به الوحدة 8200 التابعة للموساد الصهيوني، والتي يرأسها ضابط برتبة عميد، وتتخصص في إطلاق الشائعات والفتن في المجتمع الأردني والعربي والإسلامي مطمئنين إلى كثرة أعداد السذج والمغفلين الذين سيتولون ترويجها مجانًا نيابة عنهم.
ويقول موقع "ويكيبيديا" على الشبكة العنكبوتية أن جهاز " أمان" الذي يعتبر أكبر الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية قد دشن قبل ثلاثة عقود قسمًا متخصصًا في مجال التجسس الإلكتروني أطلق عليه " الوحدة ٨٢٠٠" ويقودها ضابط برتبة عميد.
ويتبين لنا مدى خطرالشائعات عندما نعلم -وفق ما جاء في مرصد الدستور - أن ١٩٩ شائعة أطلقت وانتشرت بين أفراد المجتمع في خمسة أشهر. وهذا يعني أن بعض أفراد المجتمع يقتاتون على الشائعات ثم يجترونها ليعيدوا وهم الانتفاع بها.
هكذا، يتبين لنا الخطر القادم والمتسلل إلينا عبر نوافذ منصات التفاعل الاجتماعي التي تشكل تربة خصبة للشائعات المضللة فلا بد من مواجهتها بكل السبل؛ دولةٍ وجماعات وأفراد، حتى يبقى مجتمعنا عصيًا على كل من يتربص بنا الدوائر.
مرة أخرى، كل الاحترام والتقدير لعطوفة الباشا صالح النصرات، محافظ العقبة الأكرم لرعايته لهذه الفعالية، وكل الشكر للقائمين على هذه المبادرة الخيرة "بسواعدنا نعمرها ونبنيها". والشكر موصول أيضًا لهذا الجمهور الطيب الذي لبى الدعوة وحضر هذه الفعالية استجابة لنداء الواجب الوطني في محاربة هذه الآفة.
دمتم، ودام الأردن حرًا أبيًا عصيًا على الانكسار .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.