نقاشات “ساخنة” في الملف التركي- السوري بإجتماعات البرلمان العربي في القاهرة ومداخلة “أردنية” عصفت بـ”مسودة قرار إدانة” بعد حوارات متنوعة ..”دعوة لتفهم مبررات التدخل العسكري التركي”لأول مرة في بيان عربي ومساندة لإجراءات عمان ضد اسرائيل


أنباء الوطن -

بعد سجال وجدال حاد وساخن في اقنية واروقة الاجتماع الاخير للبرلمان العربي في القاهرة حول ملف التواجد العسكري التركي في شمالي سورية تمكن ممثل البرلمان الاردني  الحاضر للإجتماعات من تقديم مداخلات إنتهت بالتراجع عن مسودة قرار وتوصية حادة ضد الجمهورية التركية.

وشهدت اجتماعات القاهرة بإسم البرلمان العربي الاخيرة انعكاس للأجندات السياسية وتأثيرات بالجملة لما بعد مرحلة قرار الجامعة العربية بخصوص إدانة التدخل التركي في الاراضي السورية.

 وعلمت راي اليوم بان نقاشات اللجنة السياسية للبرلمان العربي والاجتماع الرسمي شهدت تمحورا هاما بين ممثلي الدول العربية ويبدو ان النقاش الاسخن طال ملف سورية وتركيا فيما مرت بقية التوصيات ضمن المعدلات السياسية المعتادة في الملفات القديمة مع تقديم دعم خاص للحكومة الاردنية ضمن إجراءاتها بإستدعاء سفيرها من تل ابيب والدعوة إلى الافراج عن المعتقلين الاردنيين والفلسطينيين.

كما شهدت اروقة الاجتماع لأول مرة دعوة للأفراج عن موقوفين اردنيين وفلسطينيين في السعودية ومناشدة بهذا الاتجاه للملك سلمان بن عبد العزيز.

واثارت مداخلة للنائب الاردني خليل عطية في ملف تركيا وسورية حصة الجدل الاوسع ووصفت بأنها مداخلة نارية وخارجة عن مألوف الموقف الرسمي العربي خصوصا الاجتماع المخصص لوزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية.

وأظهرت مداخلة عطية تعبيرا عن الاسف والالم لإن الحكومات العربية تسقط من حساباتها ولأسباب واجندات متنوعة مصالح ومخاوف دولة اسلامية كبيرة وجارة مهمة جدا للعرب لديها مبرراتها ومن حقها السهر على امنها وسط الفوضى هي الجمهورية الاسلامية التركية.

وتحدث عطية عن ضرورة ان تكون الدول العربية قادرة اصلا على حماية حدودها وتأمين شعوبها وممارسة سيادتها فعلا على التراب الوطني  حتى لا تؤذي جيرانها خصوصا من امة الاسلام.

وطالب النائب الاردني بعزل الازدواجية في الموقف حيث وقوف النظام الرسمي العربي ضد كل انماط التدخل العسكري في سورية او غيرها ومن قبل الامريكيين والغربيين والاسرائيليين والروس ايضا حتى تصبح اي دعوة في هذا السياق منصفة وتنطوي على مصداقية.

 وعبر عن الخجل من ترك الشعب السوري الاعزل تحت وطأة” بساطير” عدة دول تتدخل بترابه وأمنه  فيما نسعى لحرمان دولة مسلمة شقيقة من ترتيبات حدودية تضمن مصالحها وأمنها وتؤسس لمناطق آمنة تعيد المشردين السوريين الى بلادهم خصوصا بعدما اجتهدت فصائل تحترف الارهاب وبأجندات صهيونية وامريكية بتحريك ديموغرافي ضد العرب السنة  بذريعة الارهاب في شمال العراق وسورية لصالح أعراق وطوائف اخرى .

كنا دوما نأمل بان يتمكن الجيش السوري من فرض سيادته على حدوده  بدون تدخل الجيش الروسي او غيره مع التأكيد على رفض كل انماط التواجد العسكري.

واقترح النائب نفسه العودة لطاولة الحوار الاستراتيجي مع تركيا بدلا من الارتياب فيها.

ويبدو ان هذا النقاش اثار جدالا صاخبا قبل ان تتمكن وفود سبع دول عربية تشارك في اجتماعات القاهرة من صد مشروع مسودة قرار كان سيتمسك بإستنكار صلب لتركيا وتحريض عليها في المجتمع الدولي .

والوفد السعودي عمليا كان اكبر المعترضين .