النائب أبو رمان: القيادة الملكية لمواجهة كورونا وضعت الوزراء تحت المجهر فكانت المفاجأة ...!
كانت الانطلاقة من الميدان من مركز ادارة الأزمات لملكٍ تولى زمام الأمور بنفسه" من قلب الحدث و وضع استراتيجية عسكرية لمواجهة ما عجزت عنه دول عظمى و ذات إمكانيات تفوقنا بكثير ، فكيف لبى الجيش النداء و كيف كان اداء الحكومة ؟!قرار جلالة الملك بتفعيل قانون الدفاع كان قرار استراتيجيا"حاسما" في مرحلة استثنائية ، بالاعتماد على جاهزية الجيش و انتظامه في اجراء الحجر و الغلق و السيطرة .. شهدنا ضبط و ربط مهيب من قواتنا المسلحة في استقبال "٥٠٠٠ مسافر" و تأمينهم في فنادق ٥ نجوم بغضون ساعات قليلة .. اداء بكل هدوء و لكنه بفعالية و كفاءه عالية ، و خلال " ٢٤ ساعة " عمً الارتياح كل محافظات المملكة .."فالثقة بمؤسسة العسكر هي حالة عشق أردنية لا تضاهى !!و لكن كيف كان اداء الوزراء و الحكومة و هنا كانت المفاجأة ..!وزير الصحه الدكتور الجنرال سعد جابر الذي جاء من خلفية عسكرية منتظمة "تخطى التفائل الى الانجاز "، فاستطاع بحنكة ادارته للملف ان يبث الطمأنينة في قلوب الناس بشفافيته و حرفيته العاليه ،، استبق تطور الوباء بخطوة اًو خطوتين على الاقل مما منحنا فتره وقاية كافيه لتلقي الصدمة الأولي .. (( grace period )) الإصابة الاولى للشاب الحياري القادم من إيطاليا وجهت الوزارة لدق ناقوس الخطر مما ساهم في احتواء الأزمة لانه رفع درجة التأهب و الجاهزية قبل اسبوعين من ظهور حالات جديدة ..و بجهود مشتركة مع وزيرة السياحة مجد شويكة انتقل نظام الحجر الصحي "من الهلع الى المرح " وفرت إقامة فندقية راقيه بامتياز مع الضوابط الوقائية ، فعكست صوره الاردن بشكل مشرق حضاريا و سياحيا" رغم محدودية الإمكانيات و حالة الخطر ... اما من الناحية الاقتصادية ، فقد تفوق وزير الماليه الدكتور محمد العسعس على التحديات و حولها الى فرص .. “turn crises to opportunities“استطاع ان يمتص الضربة القاسية بالحفاظ على القواعد الاقتصاديه ، فاجتاز المرحلة الاصعب بنجاح مبهر من خلال تخفيض الكلف التجارية بالكامل و زياده السيوله الماليه و رفع الجاهزيه الجمركيه و دعم المستوردين بتأجيل ٧٠٪ من الرسوم ، و كذلك تأجيل الالتزامات و اقساط الضمان و خفض اقتطاعات المشتركين لثلاث شهور على جميع المؤسسات و العاملين بحيث اصبحت ٥.٥٪ بدل ٢١.٧٥٪ ، و حرك الأسواق الاستهلاكية بصرف الرواتب مبكرا" مما وفر القوة الشرائية لدى المواطنين ، و لأول مرة ايضا" يتقدم بقرار جريء التأجيل لضريبة المبيعات عند التحصيل كمحفز للتجار ، و تخطى بذلك نماذج وزراء مالية سابقين كانوا يعتمدون على التقتير بالدعم لتحقيق الوفر و الجباية الضريبيه اساسا لموارد الخزينة ..مقولته الرائعه هي مدرسة اقتصادية بحد ذاتها : "كلفة #كورونا على الاقتصاد الأردني 56 إنسان في الأردن حتى الآن وما تبقى تفاصيل – "و لولا حسن رد الفعل باداء مالية الدولة و لحمة القطاع الخاص مع العام فكان لا قدر الله من الممكن ان يكون هنالك نتائج كارثية كبلدان اخرى ..معالي الدكتور زياد فريز رئيس البنك المركزي هذا الرجل المخضرم وجه البنوك كقبطان ماهر يعبر السفينه في تلاطم الامواج الى بر الامان بتوافق بين السياسة النقدية في تأجيل اقساط القروض و طمأنه المدينين ، و من خلال أدواته النقدية قام بتخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي على الودائع من ٧٪ الى ٥ ٪ مما ضخ سيولة نقديه بقيمة ٥٥٠ مليون دينار ..وزير العمل الدكتور نضال البطاينه رجل الميدان من الطراز الاول ، اطلق المرونه في القطاع الخاص من خلال نظام "العمل عن بعد " للمؤسسات التي تعتمد في تمكين العاملين و منح الاجازات حماية للشركة و العاملين و بالأخص الامهات ..اما وزير الاوقاف الدكتور محمد الخلايلة فلم تغب قرارته عن الساحة مؤكدا على ان حماية الأمة من الوباء في تطبيق شريعة الله و دينه الحنيف ..اما وزير التربية و التعليم الدكتور تيسر النعيمي فقد أبدع بجاهزية الوزارة التي فاجئت الجميع بتفعيل التعليم المتلفز بعد قرارة تعليق الدراسة ..لم تغب حنكة وزير الداخلية سلامة حماد عن المشهد بالإفراج عن الموقفين اداريا لتخفيض الاكتظاظ و التعامل بحزم كما عهدناه وزير الزراعة الميداني الشحاحدة يقوم بنقل مكتبه الى سوق الخضار المركزي لطمأنة المواطنين ، في حين حدد وزير الصناعة و التجارة الأستاذ طارق الحموري سقوف عليا للسلع الأساسية و الغذائيه و تفعيل الرقابة على الأسواق و حماية المستهلكين من الجشع و نشر خط ساخن مرتبط بمكتب الوزير مباشرة ..كذلك كان اداء جميع الوزراء الاخرين وزير النقل خالد سيف الذي اوقف النقل الجماعي في مراحل مبكرة من الازمة لمنع الاكتظاظ بالاضافة الى تعقيم مركبات النقل العام و تأمين الشحن للبضائع ، في حين رفعت وزيرة الطاقة الزواتي مخزونها الاستراتيجي من الوقود و زيادة كميات عقود الشراء النفط من العراق ، وزير الاتصالات الغرايبة رفع من جاهزية الانترنت و توفير خط للابلاغات لدى جميع مزودي الخدمة ، وزيرة التنمية الاجتماعية "اسحاقات " وجهت مكاتب خدمات الجمهور و المعونة الوطنية لتلبية الاحتياجات الضرورية لدى الاسر الفقيرة..اما العضايلة وزير الإعلام فكان على تواصل دائم مع المواطن باخر مستجد من خلال المنصة الحكومية و محاربة الاشاعة ..بقي ان نقول ان هذا الاداء الحكومي المتميز جاء بادارة حصيفة من رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز
الذي جعل من اهم معززات الانتاجية الانسجام الحقيقي بين اعضاء فريقة الوزاري في السلطة التنفيذية و تبادل الأدوار بسلاسة بين أعضاء الحكومة في مشهد تتعاضد فيه الدولة بجميع اجهزتها كالجسد الواحد ليرفع جهاز مناعتها في مواجهة فيروس كورونا.."كما كان للمجلس القضائي دور فاعل غير مسبوق بالتعامل مع الأزمة في الإفراج عن الموقوفين ماليا" و الجنح غير المكرر من ناحية إنسانية و وقائية مع الحفاظ على استقلاليته فقد برز تحمله دوره بالمسؤوليه ..الاردن بحمدالله و من ثم قيادته الحكيمة اجتاز مرحلة الخطر الأولى بالانحناء للعاصفة من اجل الصعود بقوه ، و تفوق على محدودية الإمكانيات بحسن الادارة و التخطيط السليم ، في حين أخفقت دول كبرى بذلك ..هذه شهادتي كمراقب و مشرع على اداء الحكومة في التعامل مع ازمة الكورونا ...حمى الله الوطن و حمى الله الشعب
بالقيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظة الله و رعاة