المسلسل الاردني” الخوابي”: إنعاش الذاكرة بالمكان… والإنسان الفلسطيني…في زمن “جائحة التطبيع”.


أنباء الوطن -

لم تسلم الدراما العربية من انشطارات جائحة الكورونا..فقد تزامنت مع اقتراب شهر رمضان الفضيل” شهر الذروة للدراما التلفزيونية العربية”،وفي وقت لم تستطيع كثير من الأعمال الدرامية استكمال تصويرها، وكانت المفاجأة ان “فلسطين” حاضرة على الشاشة العربية،فقد تم حشد رأس مال “نجس”، لانتاج اعمال صادمة في وقاحتها،على منصة مشبوهة،لها تاريخ طويل ،بما تمليه عليها إدارتها الملتبسة.

وفي المقابل كان هناك 3 أعمال، كانت فلسطين هي المحور الرئيسي، كما في ” الخوابي – الأردن” ، الذي تدور أحداثه في الريف الفلسطيني قبل الاحتلال،و “حارس القدس – سوريا”،عن حياة المناضل المطران “كبوجي”، و”النهاية – مصر” عن حتمية زوال الكيان الصهيوني.

مسلسل “الخوابي” الذي حشد له المنتج”عصام حجاوي” نخبة من النجوم الأردنيين، عن نص كتبته “وفاء بكر”،اتكأت فيه على أعمال عالمية،لبناء شخصيات رئيسية” الجشع “والعجوز، والشاب الطيب”،حيث وضع المخرج” محمد علوان” الرؤية الاخراجية،باختيار قرية هي الحاضنة للأحداث، وللشخصيات، في صراعات اجتماعية، تكشف عن الوجه الحقيقي لكل شخصية.

“الخوابي” ذلك العسل المعتقّ في الجرار، هو إحياء للذاكرة الفلسطينية والعربية، ورسالة للاخرين، تنسف الدعاوى الصهيونية بان فلسطين” ارض بدون شعب”، وتنسف كل الاكاذيب التوراتية التي اعتمدها الصهاينة بالتسلل الى فلسطين، وسط غفلة فلسطينية – عربية، وتواطؤ دولي بقيادة بريطانيا، الدولة الاقوى في ذلك الزمن.

مسلسل “الخوابي” يحتفي بالمكان، والانسان، بالاعتناء بكل التفاصيل، حيث البيئة المناسبة،وانماط العلاقات الانسانية، والازياء وطراز البناء، واللهجة، والأدوات، وكل ما من شأنه ان يعطي احساس حقيقي بالمكان، حيث التركيز على هذا المكان، بأنه كان لنا، والآن لنا، وسيبقى لنا، وحتى الشخصيات السلبية، فهي أمر طبيعي ضمن معادلة ثنائيات الحياة” الخير والشر، والطيب والجشع…”، لكن المهم ان العمل يكرس فكرة هذه الارض واهلها الحقيقيين، الذين عمروها من قديم الزمان.

وفي الاداء، فان المتابع يلاحظ ذلك الشغف والحماس، من خلال التنافس بتقديم مختلف الشخصيات باتقان، واجتهاد، حتى تكتمل دائرة الجودة، حيث الفهم الواضح لكل شخصية، وظروفها، والمؤثرات التي تتدخل في مواقفها وسلوكها، في توازن مابين الاداء الداخلي، المتوازن مع موقعها، وقناعاتها، والطبقة التي ينتمي إليها فكريا، واجتماعيا.

مسلسل ” الخوابي”، يسد غياب الدراما الاردنية هذا العام، والاهم انه جاء في الوقت الصحيح، ليرد على اعمال تريد ان تجر المواطن العربي للجلوس امام اقدام الصهاينة، حيث تفتح باب التطبيع النتن، فكانت الخوابي، انتصارا لفلسطين، ولطمة على وجة مسلسل” ام هارون..او ام شارون”..لافرق، وغيرها.

“الخوابي” بمشاركة الفنانين “محمد العبادي، واياد نصار، وعبير عيسى، وسهير فهد، وعبد الكريم القواسمي، وهشام هنيدي ،ورفعت النجار، وحسن أبو شعيرة، ورانيا فهد، ومحمد الضمور، وغادة عباسي، ومحمد الجيزاوي، وكاترين، وعمر حلمي، ومنيا، وداوود جلاجل، ورناد ثلجي، ومنذر خليل مصطفى، ونجلاء سحويل، وأنور خليل، وديانا رحمة، وإبراهيم أبو الخير ، وحابس حسين”. من كتابة” وفاء بكر”، واخراج “محمد علوان” وانتاج” مؤسسة عصام حجاوي للانتاج الفني”.