أ.د. عبدالله سرور الزعبي... أربع سنوات من متوالية الإنجاز في البلقاء التطبيقية


أنباء الوطن -

:لا يخفى على أحد ما مرت به جامعة البلقاء التطبيقية خلال عمرها الفتي من نهضات وكبوات وما عانته من صنوف العنف الجامعي الذي أرهق الأسر والمؤسسات، كما لا يخفى على أحد الإخفاقات المالية التي اثقلت كاهلها والمديونية والعجز المالي الذي ما زالت تعاني أثره جراء العديد من القرارات، وعن الديون التي تجاوزت عشرات الملايين سواء لشركات أو مؤسسات رسمية وخلو كافة صناديقها من السيولة لتأمين الرواتب لكوادرها وتأمينها الصحي المتهالك والبنية التحتية المتهالكة من مباني ومختبرات.
اما عن سمعة الجامعة وترتيبها في التصنيفات العالمية والمحلية فكانت تتذيل قائمة الجامعات وغيرها الكثير من الأمور وحدث ولا حرج. بتاريخ 23/6/2016 صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيين الاستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي رئيسا لجامعة البلقاء التطبيقية وبعد اطلاعه على الوضع المالي والإداري للجامعة رفض أن يمارس اي عمل حتى يطلع مجلس الأمناء على التقرير المالي والإداري للجامعة ووضع المديونية للجامعة التي تجاوزت عشرات الملايين، وبالفعل بعد أن صادق مجلس الأمناء آنذاك على التقرير المالي بدأ مشوار التحدي والعمل والإنجاز للدكتور عبدالله الزعبي رئيس الجامعة وفريقه الذي اختار لهذه المهمة الصعبة وكان عنوان المرحلة الحفاظ على الإنجاز والتحدي للوصول بالجامعة إلى العالمية والى وضع مادي مريح .
فكانت هناك قرارات قد تكون مؤلمة الا انها كانت لازمة لتواصل الجامعة مسيرتها، فكان أن قام بهيكلة التأمين الصحي الذي فاقت ديونه ال ٧ مليون دينار وأغلقت معظم المستشفيات والصيدليات والأطباء أبوابها في وجوه المشتركين والمنتفعين من الجامعة، وبعد الهيكلة وتسديد كافة الديون المترتبة على الجامعة لهذه الجهات أصبحت أعرق المستشفيات والكوادر الطبية تتسابق للدخول ضمن الشبكة الطبية للجامعة.

اما التعليم التقني الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة في ظل خسائر سنوية تتكبدها الجامعة تفوق ٢٢ مليون دينار، وتناقص إعداد الطلبة الملتحقين فيه فكان القرار أن لابد أن تعود الجامعة لجوهر رسالتها في تقديم تعليم تقني وتطبيقي نوعي فكان قرار هيكلة التعليم التقني ووقف وتجميد القبول في أكثر من ١٠٠ تخصص، واستحداث العديد من التخصصات التقنية بالتشارك مع سوق العمل المحلي وكانت النتائج باهرة حيث ارتفع إعداد المقبولين في هذا النوع من التعليم إلى أكثر من 200٪ خلال عامين، و المبهر أكثر ارتفاع نسب التشغيل من خريجي هذه التخصصات التقنية وذلك بسبب معرفة احتياجات القطاع الخاص من المهارات المطلوبة في الكوادر التي يحتاجها وإشراك القطاع الخاص في إعداد الخطط الدراسية بالإضافة إلى توقيع الاتفاقيات مع كبرى الشركات والمصانع والمدن الصناعية حتى وصلت نسب التشغيل في إحدى الكليات إلى 100 ٪ وأخرى إلى 94٪ وثالثة إلى 85٪ وهن من كبرى كليات جامعة البلقاء التطبيقية.
وعلى صعيد العلاقات الدولية فقد كونت الجامعة خلال أربع سنوات من العمل المضني والدؤوب شبكة علاقات دولية مع اعرق الجامعات والمؤسسات والشركات الدولية ذات الاهتمام المشترك، مثل USAID الأمريكية و GIZ الألمانية و KOIKA الكورية ومؤسسة ميتسوبيشي اليابانية وكلية تويوتا اليابانية وشركة هواوي العالمية والعديد العديد من الجامعات العالمية المرموقة حيث حصلت جامعة البلقاء على المرتبة الأولى بين الجامعات المحلية في تصنيفات عالمية في التعاون الدولي، وترجمت هذه العلاقات والاتفاقيات على ارض الواقع فتم انشاء المركز الأردني الكوري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإنشاء اول أكاديمية لهواوي في المنطقة وإنشاء مركز الرصد البيئي في كلية الزرقاء لرصد الأوضاع البيئية في محافظة الزرقاء بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات مع الجانب الإيطالي والحصول على منحة 15 مليون دولار لهيكلة مباني كلية عجلون الجامعية وإنشاء مركزا للآثار والترميم في مدينة جرش الأثرية، والحصول كذلك على منحة من وكالة الإنماء الكورية كويكا بقيمة ٦ مليون دولار مخصصة لكليتي الكرك الجامعية واربد الجامعية لإعادة هيكلة التخصصات التقنية فيهما وتزويدهما بأفضل المختبرات العالمية لخدمة التخصصات التقنية.

لم يقف الطموح والإنجاز فبعد زيادة أعداد الطلبة في الجامعة كان لا بد من إنشاء المباني والحدائق والمرافق التي تخدم الطلبة وتليق بسمعة الجامعة التي أصبحت متابعة محليا وعالميا لما تحققه من انجازات فكان البدء بكلية عالية الجامعية فهدم المسرح الايل للسقوط وتم إنشاء مجمعا للقاعات فيها ومسارح بقيمة وصلت حوالي ٦ مليون دينار، أما كلية الهندسة التكنولوجية ام التعليم التقني في الأردن فكان لها أن تم تحديث كافة مختبراتها وحسب أفضل المواصفات العالمية وإنشاء الملاعب فيها لخدمة الطلبة الذين تتزايد أعدادهم فيها وإنشاء مجمع القاعات التدريسية بأكثر من ٥ مليون دينار وإعادة هيكلة الحدائق والمرافق العامة للطلبة في هذه الكلية. وكما حدث في كلية الهندسة التكنولوجية حدث في كلية الحصن الجامعية حيث تم هيكلة التخصصات فيها لتصبح كلية تقنية بالكامل تخدم إقليم الشمال وتم نقل نماذج عالمية في عدد من التخصصات التقنية إليها وخاصة الفرنسية منها بعد التعاون مع عدد من الجامعات الفرنسية وتدريب أعضاء الهيئة التدريسية على هذه التخصصات الحديثة لاكسابهم المهارات اللازمة لتدريسها ونسب التشغيل لخريجي هذه الكلية تتحدث عن نجاحها.
اما كلية اربد الجامعية فقد تزايد عدد الطلاب فيها من ١٨٠٠ طالب إلى أكثر من ٦٣٠٠ طالب خلال عامين وكان لهذه الزيادة أن قامت الجامعة ببناء مجمع للقطاعات تزيد مساحته عن ٦٠٠٠م٢ وبتكلفة حوالي ٦ مليون دينار. وشهدت كافة كليات الجامعة ذات النهضه وزادت إعداد الطلبة الملتحقين في كل كلياتها رافقها كما ذكرنا نهصة عمرانية وتطورها كبيرا في البنية التحتية التكنلوجية والخدمية. اما عن البحث العلمي فقد زادت الجامعة حصته من موازنتها ليصل إلى 9٪ من موازنة الجامعة بعد أن كان 5٪ وتم توحيد اسم الجامعة في كافة قواعد البيانات العالمية وزادت نسبة النشر في المجلات العالمية بعد أن حفزت الجامعة أعضاء الهيئة التدريسية للنشر في المجلات العالمية وزادت نسبة الاستشهاد من بحوث أعضاء الهيئة التدريسية وقامت الجامعة بتكريم الباحثين وتقديم الدعم لكل من ينشر ابحاثه في مجلات عالمية مفهرسة في قواعد البيانات العالمية وقدمت الجامعة خدمة الترجمة لبحوث المدرسين وتتحمل الجامعة تكاليف النشر في هذه المحلات العالمية بعد أن قامت بوضع التعليمات لذلك. اما عن وضع الجامعة في التصنيفات العالمية أو المحلية فبعد أن كانت الجامعة تتذيل التصنيفات المحلية ولا تكاد تذكر في التصنيفات العالمية فقد استطاعت الجامعة خلال أول عامين من تولي الدكتور عبدالله الزعبي لرئاستها أن تدخل نادي أفضل الف جامعة عالميا حسب ثاني افضل تصنيف عالمي كما احتلت المرتبة ٢٥ عربيا والمرتبة الثانية محليا بعد العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وكانت ضمن أفضل ٢٥٠ جامعة آسيوية بالإضافة إلى احتلالها المرتبة الأولى محليا للدول ذات الاقتصادات الناشئة في معيار العمل.

كما احتلت الجامعة المرتبة الأولى محليا في تصنيف الجامعات الخضراء العالمي لآخر ثلاث سنوات بالإضافة إلى احتلالها المرتبة الأولى محليا في التعاون الدولي والمرتبة الثانية في البحوث العلمية ونسب الاستشهاد. اما عن المديونية فقامت الجامعة بتسديد أكثر من ٤٠ مليون دينار منها للشركات والمقاولين والمستشفيات والقطاعات والمؤسسات التي تتعامل مع الجامعة وهي ديون مستحقة بالإضافة إلى البدء بتسديد الديون الداخلية المترتبة عليها جراء استنزاف الصناديق فيها. كما قامت الجامعة بتطوير العديد من أنظمتها وحوسبة كافة الأنظمة فيها وإنشاء العديد من الصناديق مثل صندوق الاستثمار وصندوق الإسكان و نظام التكافل الاجتماعي وصندوق الإبداع والابتكار والريادة لطلبة الجامعة حيث خصصت له من ميزانيتها ١٠٠ الف دينار لدعم أفكار الطلبة وتنفيذها على ارض الواقع. كما أنشأت الجامعة أكثر من ٢٠٠٠٠ م٢ حدائق للطلاب في مركز الجامعة والكليات التابعة لها.
كما تم إنشاء العديد من المراكز العلمية والبحثية فيها مثل مركز الرصد البيئي في الزرقاء ومركز التشخيص وقياس التوحد في كلية الأميرة رحمة ومركز الإبداع والابتكار والريادة ومركز التعلم والتعليم. اما عن الكليات فقد تم نقل الطلبة في كلية الأعمال إلى المبنى الجديد والذي يعتبر من أحدث واكبر المباني في الجامعة.

كما تم افتتاح مبنى كلية الطب ونقل الطلبة إليه والذي يحتوي أحدث المختبرات والمرافق وحسب أحدث المواصفات العالمية، كما تم إنشاء كلية الذكاء الاصطناعي كأول كلية في الأردن والمنطقة وفيها من التخصصات الحديثة التي تحاكي مهن المستقبل وإنشاء كلية الحقوق وكلية السلط التقنية لتكون رافدا للقطاعات الصناعية والانشائية في الأردن والمنطقة وتخصصات حديثة َمنقولة من أعرق الجامعات الفرنسية وتناسب السوق المحلي والإقليمي. لا شك أن الحديث يطول عند التحدث عن الإنجازات التي قادها رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي وكادر الجامعة الأكاديمي والإداري ولكن هذه نبذة مختصرة عن بعض ما حققته الجامعة من قصص نجاح خلال فترة قصيرة من عمرها لا تتجاوز اربع سنوات.