قصة كمين جنين.. “معجزة أمنية وعسكرية”


أنباء الوطن -

يكشف كمين جنين -الذي أسفر عن نفوق ضابط وإصابة 16 جنديا إسرائيليا- عن تدحرج كرة اللهب في الضفة الغربية المحتلة، حيث تزيد المقاومة الفلسطينية هناك من تكتيكاتها وقدرتها على المواجهة.

 

ويبدو كمين جنين استنساخا لكمائن المقاومة في غزة، ولكن يمكن وصفه بالاستثنائي بكل تفاصيله بعد توغل الآليات الإسرائيلية في المنطقة أكثر من مرة، وتجريف البنية التحتية للمدينة ومخيمها.

 

وبذلك يكون هذا الكمين -وفق تقرير بثته الجزيرة للصحفي صهيب العصا- أشبه بمعجزة أمنية وعسكرية بسبب الطريقة التي صنعت فيها عبوات ناسفة من مواد لا يسمح بدخولها إلى الضفة الغربية، فضلا عن عجز جيش الاحتلال المتفوق تكنولوجيا على اكتشاف ومتابعة وتعقب تنفيذ الكمين.

 

وتراقب إسرائيل كل شاردة وواردة بالضفة الغربية بقدرات تفوق مراقبتها لقطاع غزة، إذ لا توجد شبكة أنفاق في الضفة ولا شبكة اتصالات للمقاومة مستقلة عن أبراج البث وشركات الاتصالات الإسرائيلية، في حين تحوم الطائرات المسيرة الإسرائيلية في كل مكان.

 

كما أن المخابرات الإسرائيلية على علم بكل تفاصيل الأشخاص والأماكن التي من الممكن أن تستخدمها المقاومة، وسريعا ما يتم اعتقال أي شخص قد يشتبه بارتباطه بالمقاومين أو مساعدتهم عسكريا أو أمنيا أو ماليا في ظل الحرية الكاملة لقوات الاحتلال بالتحرك بالضفة الغربية.

وصباح الخميس، اعترف جيش الاحتلال بوقوع آلياته العسكرية في كمين وسط سهل "مرج ابن عامر"، وهو الطريق الذي تسلكه مركباته وناقلات جنوده وجرافاته العسكرية للوصول إلى مخيم جنين عند اقتحامه.

 

وقال الجيش، في بيان له، إن عبوة ناسفة بحجم كبير جدا انفجرت في آلية عسكرية مصفحة، وأوقعت إصابات بين الجنود الموجودين بداخلها؛ وبعد وصول عدد آخر من الجنود لإسعاف المصابين وعلى بُعد 5 أمتار من مكان الانفجار الأول انفجرت عبوة ناسفة أخرى وأدى ذلك إلى مقتل ضابط في وحدة القناصة بالجيش الإسرائيلي، وإصابة 16 جنديا آخرين في الانفجارين.

 

ووفق بيان جيش الاحتلال، فإن الكمين كان "مفاجئا بشكل كبير"، خصوصا أن القوة العسكرية الإسرائيلية التي كانت في طريقها إلى المخيم أنجزت كافة الإجراءات التي تتخذها في العادة قبل الاقتحام وهو تمشيط الطرقات بالجرافات لإزالة أي لغم أو عبوة مزروعة في الشوارع.

 

ولاقت العملية التي تبنتها "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، ترحيبا واسعا بين أهالي المخيم الذين لحقت بهم أضرار واسعة جراء التدمير المستمر لممتلكاتهم ومنازلهم وللبنى التحتية خلال اقتحامات الاحتلال المتكررة.