إضافتان نوعيتان شهدهما “جرش 38”


أنباء الوطن -

 النديّ مكانة عميقة في وجدان الأردنيين، خصوصًا مع رحيله المفجع شابًا في مستهل مشواره إثر حادث سيرٍ مؤسف، فقد جاء النص الذي رافق استذكار أغنياته شجيًا: “مثلَ عابِرٍ بِنعالٍ من ريح.. مرّ من هنا الفارس الذي لا يعوّض. مثلَ هَمْسِ الحَنايا طَلُعَ من وِهادِ مادبا صوتُ فارس عوض البهيُّ كأنَّهُ الرأسُ والعِقالُ وأطباقُ السفرِ السّريعِ نحو أعالي السماء.. مثلَ مواعيد الرجاء.. فياااا لبلادٍ تسمعُها حين تناديك يا فارس الأوفياء.. الحنينُ يُناديك.. مادبا تُناديك.. عمّان حبيبتكَ تُناديك.. تُناديكَ كل آهات النّداء.. فمن قال إنك لا تجيب..؟ قَبْلَ أن يرتدَّ الصدى تُجيب.. قَبْلَ أن يَنْذِرَفَ الدمعُ تُلَبّي.. إجاباتُكَ أغانيك.. جواباتُكَ تَفانيكَ لِعيون الأردنِّ ودروبِ الفنّ في مشاويرِ ناسِهِ وحُرّاسِه.. من شجنٍ بنيتَ تفاصيلَ مشوارِكَ الإبداعيِّ المُشعِّ بِالعطاء الذي أنجزتَ من أجلهِ بأعوامٍ قليلةٍ ما لا ينجزه غيرُكَ بعشراتِ الأعوام.. من عُروقِ الأرضِ.. وَرَعَشات الدوالي.. من فُسيفساءِ الأنبياء.. من هبوبِ الريح نحوَ شمالِ القَلْبِ أو نحوَ جنوبِ الجِهات.. نحيلًا كنتَ يا فارس مثل

 

مَطرَقِ الرمّان.. مثل زهر اللوز أو أبعد.. مثل شبلٍ من بني حميدة “ذبّاحة الدول”.. لَمْلَمْتَ من قصيدِ ربعِكَ دندناتِ الزّمان.. دخلتَ دار الإذاعة لتكون لحنًا جديدًا يشبه ثوب الأردن المنسوج بألوان الوطنِ جميعها من شتّى الأصول والمنابت.. دخلتَ موهبةً وخرجتَ أيقونةً..”.

طوت دورة هذا العام (الدورة 38) من مهرجان جرش صفحاتها، بما عليها وما لها، بخفقان فؤاد يمتد من عمّان إلى حوران أن يتوقّف القتل، وينتصر الحب، ويعمّ العدل، وينهزم الموت أمام الفنون جميعها، علّها تتحقّق نبوءةُ شاعرٍ شهيد: “هزمتكَ يا موت الفنونُ جميعُها”.