إسطوانات الغاز البلاستيكية تضع الحكومة بين خيارين !!!

د. بسام روبين يكتب…
برزت في الأردن مؤخرا قضية إسطوانات الغاز البلاستيكية ، كموضوع جدلي أثار العديد من التساؤلات المشروعة ، حول إصرار جهات معينة ربما لتحقيق مصالح خاصه على حساب المواطن والمال العام الأردني ، بتجاهلها المخاطر التي قد تنجم عن إستخدام مثل هذه الإسطوانات في الأردن ، وضاربة بعرض الحائط تجارب الدول التي إكتشفت تعارض هذه الإسطوانات مع قواعد السلامة العامة ، ونتسائل هل تم إجراء إختبارات كافية للتأكد من ملائمتها للمناخ في الأردن والضغط العالي للغاز ؟ أم أننا أمام حالة من الإستعجال الذي قد يدفع بنا نحو قرار ربما لا يراعي مصالح الوطن والمواطن إقتصاديا وفنيا وحتى أمنيا ، وقد يثير هذا الإصرار عدة تساؤلات ، فهل تم إجراء دراسات موثوقة عن طريق خبراء موثوقين في القطاعين العام والخاص ؟ وهل راعت هذه الدراسات المخاطر والفوائد وظروف المواطنين الإقتصادية الصعبة ؟ وما هي آثار هذا القرار على الميدان إذا تم تطبيقه بهذه الصيغة؟ ولماذا تجاهلنا المشاكل التي سببتها هذه الإسطوانات في بعض الدول ؟ وإذا كانت هنالك حاجة لإستبدال الإسطوانات المعدنية ، فلماذا لم نبحث عن طرق لتحسين كفاءة الإسطوانات الحالية دون المخاطرة بإدخال منتج غريب يأتي في ظروف غامضة وربما غير شفافة ، لذلك فإن إستمرار الإصرار على إدخال هذه الإسطوانات في هذه الظروف ، قد يحمل معه مخاطر على السلامة العامة وعلى الإقتصاد الوطني أيضا ، مما يوجب على المعنيين التريث والتروي في هذا القرار ، والإستماع إلى آراء الخبراء والمختصين الموثوقين في القطاعين العام والخاص ، حتى نتأكد من أن القرار يصب في مصلحة المواطن والوطن ، وخالي من شوائب الضغوط الخارجية والمصالح الشخصية للبعض ، والتي أورثتنا حالة من العجز والمديونية والتخبط الإقتصادي ، حيث لم نعد نقوى على حصد المزيد من الشوك إرضاءا لمن أوصلونا إلى هذه المراحل الإقتصادية الحرجة .
حفظ الله الأردن .
العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين