الفوسفات والحكومة..ماذا بعد؟

علاء القرالة
المبادرة التي اعلنتها شركة الفوسفات أمس بحضور رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان ماهي الا ترجمة حقيقية للشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، وتأكيد على «الدور المهم» الذي تلعبه الشركات الاردنية مثل الفوسفات بمبادرات المسؤولية الاجتماعية وبما يصب في مصلحة المواطنين، فما المبادرة.
هذه المبادرة ليست الاولى التي تقدمها شركة الفوسفات الاردنية، الا انها هذه المرة مختلفة من حيث الحجم والتوجيه، فالشركة اعلنت عن تقديم ما يقارب 40 مليون دينار لدعم قطاعي الصحة والتعليم لتنضم بذلك الى اول المبادرين؛ جمعية البنوك الاردنية التي قدمت بدورها ما يقارب 90 مليون دينار للمبادرة، ليبلغ بذلك المبلغ الاجمالي ولغاية الان ما يقارب 130 مليون دينار لدعم القطاعين من القطاع الخاص.
انا شخصيا لا أستغرب دور القطاع الخاص في تقديم الدعم ضمن المسؤولية الاجتماعية له، فقد اعتدنا على هذا الدور من قديم الزمان، الا انني بصراحة اجد ان الفضل يعود بهذه المبادرات ذات القيمة المضافة العالية والتي تنعكس على اهم قطاعين يقدمان الخدمات للمواطنين من صحة وتعليم يعود لرئيس الوزراء وفريقه الوزاري الذين حرصوا منذ اول يوم على تمتين اواصر الشراكة مع القطاع الخاص بمختلف اشكاله.
الرئيس لم يذهب الى اي افطار ولم يلب اي دعوة عرضت عليه، باستثناء افطارين فقط، اولهما اقامته جمعية البنوك الذي تم فيه الاعلان عن مبادرة بـ 90مليون دينار والثاني افطار امس من قبل شركة الفوسفات التي اعلنت عن اطلاق مبادرة بـ 40 مليون دينار تم على هامشها ايضا تبرع شركة مصفاة البترول بـ5% من ارباحها لدعم هذه المبادرة المختصة بالتعليم والصحة.
وهذا ان دل فإنما يدل على ان الرئيس لا يسعى لاقامة علاقات مجاملة مع القطاع الخاص فقط، وانما يسعى الى اقامة شراكة اساسها تقديم المصلحة العامة على اي مصلحة اخرى، والقائمة على تغليب مصالح المواطنين ورفع جودة الحياة وتنفيذ الرؤية الاقتصادية واسناد الحكومة بتقديم الدعم للقطاعات الخدمية وبما يتناسب مع ارباحهم السنوية.
خلاصة القول، «الفوسفات» و«البنوك» ما هما الا نموذج يجب ان يحتذى به من قبل بقية الشركات في القطاع الخاص في تقديم الدعم لمثل هذه المبادرات التي تصب في اولها واخرها تصب في مصلحة المواطنين، فالشراكة الحقيقية هكذا تترجم بالاضافة للشراكة في تنفيذ المشاريع الكبرى وتنفيذ رؤية التحديث، فهذان الافطاران لربما هما الاغلى قيمة اجتماعية في تاريخ المملكة، وننتظر المزيد.