هل سيترجل الفارس عن حصانه؟ | عصام المساعيد يودّع “فرسان التغيير”… ومقاعد القيادة تتهيّأ لغيابه الثقيل!

عمّان – تقرير خاص
بقلم عبد الفتاح الحايك عضو فرسان التغيير.
في مشهد يُشبه الوداع على أبواب معركة لم تنتهِ بعد، تتردد في الأفق أسئلة ثقيلة… هل سيترجل الفارس عن حصانه؟
هل يُغادر الرجل الذي رفع لواء التغيير يوم كان مجرد شعار، قبل أن يصنع منه مؤسسة، وصوتًا، ورايةً للجيل؟
عصام إبراهيم غرير المساعيد، الشاب الذي قال ذات يوم: “لسنا طلاب منصب، بل حملة موقف”… ها هو اليوم يلوّح برحيله عن رئاسة مؤسسة فرسان التغيير، بعد سنوات من العمل الصلب، والركض بين الأمل والوجع، والاصطدام بجدران البيروقراطية كي يفتح نوافذ للأمل.
خمسة أعوام من الاشتباك مع الواقع: منذ 16 تشرين الثاني 2020، يوم انطلقت “فرسان التغيير” كمجرد فكرة شبابية طموحة، وحتى اللحظة… قطع المساعيد رحلة استثنائية قوامها:
85 مبادرة وطنية وعربية.
أكثر من 38 برنامجًا تدريبيًا وسياسيًا وقانونيًا.
320 دورة تدريبية للشباب والشابات.
اكثر من 68,000 متطوع مستفيد مباشر من خدمات المؤسسة.
1846 عضو فاعل موزّعين على 12 محافظة، و30 جامعة وكلية.
أكثر من 47 مهرجانًا وفعالية وطنية، من بينها: بهمتنا نقدر، صحوة، بوصلتنا فلسطين، دمنا دمكم وغيرها الكثير..
اعتماد رسمي كمراقب للانتخابات النيابية من الهيئة المستقلة ضمن 20 مؤسسة فقط.
لم تكن المؤسسة “مكتبًا”، بل خيمة… لم تكن “كرسيًا”، بل صوتًا… ولم يكن المساعيد رئيسًا فحسب، بل كان رمزية لشباب رفضوا أن يُمنحوا دور الكومبارس في مشهد الوطن.
استقالة… أم نداء وجع؟
في 15 آذار 2025، قدّم المساعيد استقالته خلال اجتماع الهيئة العامة، لم تكن لحظة تعب، بل لحظة صدق.
قال في حينها: “أردت أن أكون بداية، لا نهاية… وها قد حان وقت أن تقف المؤسسة وحدها، على أقدامها، أمام مرآتها لتثبت انها كيان قوي قائم على منظومة لا اشخاص”.
لكن الهيئة العامة رفضت، أصرّت أن يبقى حتى يُنجز الملفات الكبرى للعام، وعلى رأسها: قمة الابتكار والتكنولوجيا للشباب العربي بالشراكة مع جامعة الدول العربية، إطلاق المنصة الرقمية الرسمية للمؤسسة، تجديد الهوية البصرية بالكامل، مع إعادة هيكلة داخلية وفتح النقاش حول تغيير اسم الذراع الشبابي إلى “فريق فرسان الوطن”.
هل ترحل الروح وتبقى الأجساد؟
الذين يعرفون عصام المساعيد، لا يسألونه لماذا يُغادر… بل يسألون: هل يمكن أن تُواصل فرسان التغيير بعدها؟
المساعيد لم يكن فقط مَن يوقّع الكتب الرسمية، بل من يكتب البيانات بيده، ويجري الاتصالات، ويخاطب الوزراء، ويُنزل الميدان، ويُدرب، ويكتب المقال، ويُصمم الرؤية، ويُصغي للمجهولين، ويواجه المسؤولين.
كان الرئيس، والمؤسس، والمتحدث، والمدرب، والكاتب، والرمز.
بين الخشية والرجاء: ماذا بعد نعم… “فرسان التغيير” تملك هيكلًا قويًا… شؤون، أقسام، قاعدة جماهيرية، تمثيل رسمي.
لكن هل المؤسسة مستعدة لتكون قوية بدون ظل الرجل الذي شكّلها من ذاته؟
هل يجرؤ من يأتي بعده على النزول للميدان بنفس الشغف؟
هل تتحمل المؤسسة أن يُقال عنها لاحقًا: “كانت قوية لأنه كان فيها…”؟
الختام… لا يشبه الوداع
قريبًا، سيغادر عصام المساعيد موقعه… سيُطوى دفتر يحمل توقيعه… لكن من يعرف التاريخ، يعرف أن بعض الصفحات لا تُطوى، بل تُفتح على فصول جديدة.
فهل تكون “قمة الابتكار والتكنولوجيا للشباب العربي” هي اللحظة التي يُسلّم فيها المساعيد الراية… أم ستكون لحظة العودة بثوبٍ جديد؟
سيترجل الفارس
، نعم… لكن من قال إن الفارس لا يعود إن استنجدت به الأرض؟