والأمير يضيق ذرعاً أيضاً


أنباء الوطن -

ليست هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها سمو الأمير علي بن الحسين عن صمته لينتقد فيها مؤسسة عامة في شأن عام، فالأمير يضيق ذرعا أيضا.

ها هو الأمير ينتقد شركة الملكية الأردنية في شأن يمس صلب عمله وهو الرياضة، لكن سبق له وأن إنتقد في مقالة نشرتها الرأي قرارا لأمانة عمان، وهي المقالة التي أثارت ردود فعل كبيرة في حينه.

بصفته رئيسا للاتحاد الأردني لكرة القدم عبر الأمير عن استيائه من شركة «الملكية الاردنية»؛ لرعايتها عبر شركة أجنبية ناديا في إسبانيا، دون إعلام الاتحاد الذي رفضت الشركة الاستمرار برعاية نشاطاته مؤخرا.

لم يكن الرأي العام قبل انتقادات الأمير يعرف أن الملكية الأردنية «المتعثرة» قادرة على رعاية نادي رياضي في إسبانيا، وقد كان الأمر سيبدو طبيعيا لو كانت الرعاية لناد أردني، لكن يبدو أن الملكية الأردنية تمتلك ترفا زائدا يمكنها من قطع البحار لتشمل في رعايتها نوادي خارج المعمورة.

سبق للأمير أن إنتقد أداء امانة عمان في مقالة تحت عنوان «هذا ليس تطورا حضاريا»، وقد إنتهز الأمير فرصة ليتخذ من عيون المواطنين التي ترقب العبث الذي يجري في العاصمة الحبيبة منظارا مكبرا، قبل أن يسرد المعاناة من ارتفاع الاسعار وتدني الاجور قبل أن يلتفت الى ضيق مساحات الحدائق وإستبدالها فيما يشبه غابة من الاسمنت فصانعو القرار لا يأبهون لذلك ما دامت الإيرادات هي الأساس حتى لو كان ذلك على حساب المساحات الخضراء، التي تضيق يوما بعد يوم في عمان، فلا يجد الأطفال غير الشوارع للعب ولا يجد الكبار غير أرصفة ضيقة أو غير موجودة للمشي.

بالعودة الى الملكية الأردنية التي تعاني خسائر كبيرة وعثرات في التشغيل دفعتها لإلغاء نقاط وصول كثيرة وترشيد نفقات وتراجع مستوى الخدمة ورفع أسعار التذاكر التي لم تعد قادرة على المنافسة، ما هي القيمة المعنوية والمادية التي يمكن أن تضيفها رعاية لناد إسباني مشهورا كان أم مغمورا.

صحيح أن شركات طيران كثيرة دأبت على شمول أندية بالرعاية مثل طيران الإمارات والقطرية وغيرها، لكن هذه الشركات التي نجحت في عمليات التشغيل والوصول الى نقاط كثيرة في العالم ودأبت على تحقيق أرباح سواء بدعم حكومي أم بدفع ذاتي، تستحق أن تمتلك ترف عقد مثل هذه الإتفاقيات تتويجا لنجاحها، فما هو الإنجاز الذي تريد الملكية الأردنية أن تتوجه ؟

لم يغفل الأمير المتابع أن يأتي على ذكر الإعلانات الغريبة التي بدأت تظهر في الصحف ووسائل الإعلان للناقل الوطني، وهي التي كانت مثار سخرية على مدى الأسبوع الفائت لكن الأهم أن إنتقادات الأمير كانت محقة بالنسبة لأداء شركة وجدت من بين سبل إنقاذها من التعثر في رعاية ناد رياضي في إسبانيا سبيلا.