وحققت قطر مشواراً مذهلا في المسابقة لحينه إذ تصدرت مجموعتها الخامسة بثلاثة انتصارات على لبنان وكوريا الشمالية والسعودية، ثم أخرجت العراق من دور الـ16 ومن بعده كوريا الجنوبية في ربع النهائي دون ان يدخل شباكها أي هدف فيما سجل هجوما 12 هدفاً.
أما الأداء الإماراتي فشهد تصاعداً خلال البطولة، فبعد بداية بعيدة عن المأمول من حيث المستوى ومقبولة من حيث النتائج تصدر الأبيض خلالها مجموعته أمام تايلاند والبحرين والهند من فوز وتعادلين وعبور قيصري على حساب قيرغيزستان المشاكسة، قدّم علي مبخوت ورفاقه أداء شجاعا في ربع النهائي وأقصوا أستراليا حاملة اللقب بهدف خاطف.
انتصار شهد عودة الجماهير الإماراتية بقوة، فملأت مدرجات استاد هزاع بن زايد في العين، وهي ستكون حاضرة بثقلها الثلاثاء في أبوظبي في ملعب محمد بن زايد.
ولضمان امتلاء مدرجات الملعب البالغة سعتها نحو 40 ألف متفرج، اشترى مجلس أبو ظبي الرياضي جميع التذاكر المتبقية للمباراة ومنحها لجماهيره التي وقفت الأحد في طوابير للحصول عليها.
هجمة إماراتية قد تحرم أعدادا قليلة من الجماهير العمانية التي شجعت قطر خلال مشوارها الخارق، فهي الوحيدة حققت خمسة انتصارات تواليا دون أن تهتز شباكها، وذلك للمرة الاولى في تاريخ مشاركاتها.
فنيا، يبدو المنتخب القطري في أفضل حالاته ويعول مدربه الإسباني فليكس سانشيز على لاعب الوسط الهجومي أكرم عفيف، صاحب 5 تمريرات حاسمة، ومتصدر ترتيب هدافي البطولة المعز علي (7) الذي يحتاج لهدف كي يعادل الرقم القياسي للإيراني علي دائي في نسخة واحدة (1996). لكن المهاجم البالغ 22 عاما فشل بهز الشباك في آخر مباراتين ضد العراق وكوريا الجنوبية.
واللافت أن مسجلي هدفي الفوز في آخر مباراتين، المدافع بسّام الراوي ولاعب الوسط عبد العزيز حاتم سيغيبان عن المواجهة بسبب الإيقاف، فيما يعود الظهير الأيسر عبد الكريم حسن، أفضل لاعب في آسيا، ولاعب الوسط الدفاعي عاصم ماديبو لانتهاء ايقافهما.
وقال ظهير أيمن المنتخب بدرو كوريا لوكالة فرانس برس "لا أحد مرشحا لأنه نصف النهائي والجميع يريد الفوز في هذه المباراة. كلنا في مزاج جيد وثقة لخوض المباراة ونرغب بالفوز".
وتابع "من الصعب التأقلم مع غياب لاعبَين مميزَين لكن مجموعتنا تضم لاعبين ذات نوعية عالية. وفي ما يخصني بمقدوري التأقلم واللعب في الهجوم او الدفاع".
وعن أهمية الدربي مع الإمارات، قال متنهدا "الجميع يعرف أن الفوز في هذه المباراة هام جدا لمتابعة المشوار كي نحرز اللقب".
وفي الجهة الإماراتية، يعول "الأبيض" على هدافه علي مبخوت صاحب هدف التأهل ضد استراليا، ليرفع رصيده الى تسعة أهداف في مجمل مشاركاته بعد تتويجه بلقب هداف نسخة 2015، ويصبح أفضل هداف عربي في المسابقة وراء الإيراني علي دائي (14) والياباني ناوهيرو تاكاهارا (10).
وشدد مدرب الإمارات الإيطالي ألبرتو زكيروني المتوّج مع اليابان بلقب 2011 والقادم في تشرين الأول/اكتوبر 2017 على أهمية التركيز لتخطي قطر "لدي ثقة بتجاوز قطر بالتركيز العالي والاداء الجيد".
وتابع في مؤتمر صحافي الاثنين "كل المنتخبات تعاني الآن من ضيق الوقت لاسترجاع اللياقة. الاحصائيات تدل على قوة منتخب قطر وتماسكه نظرا للفترة الطويلة التي يلعبون فيها مع بعضهم البعض".
وعانت الإمارات كثيرا مع الإصابات، فإلى نجمها الأول عمر عبد الرحمن "عموري" الذي تعرض لإصابة قوية بركبته أبعدته عن كامل البطولة، دفعت ثمنا إضافيا في النهائيات الحالية، إذ سيغيب محمد أحمد لإصابة في الركبة وخلفان مبارك الموجود في ألمانيا للخضوع لجراحة.
وفازت الإمارات في آخر ثلاث مباريات على قطر، أبرزها في الدور الأول من كأس آسيا عندما سجل مبخوت وأحمد خليل ثنائية منحت الإمارات فوزا كبيرا 4-1. في المقابل، يعود آخر فوز قطري في مسابقة رسمية إلى 2001 في تصفيات كأس العالم.