باراك: اتفاقية عربة لم تتم لولا أوسلو


أنباء الوطن -

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك إن اتفاق وادي عربة مع الأردن، ما كان ليتم بدون اتفاق أوسلو.

​كشف باراك، في مقابلة مطولة مع صحيفة "معاريف"، الجمعة، أنه هو صاحب "وديعة" رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، والتي تحدثت عن التزام إسرائيلي بالانسحاب من الجولان مقابل معاهدة سلام مع إسرائيل.

وقال باراك، في المقابلة التي أجراها معه المؤرخ العسكري الإسرائيلي أوري ميلشتاين، إنه منذ كان رئيساً لشعبة الاستخبارات عند غزو الجيش الإسرائيلي للبنان، عارض الانسحاب الجزئي، وإقامة ما سمّي بـ"الحزام الأمني" عبر إعادة تشكيل جيش أنطوان لحد.

وقال باراك إنه حاول طيلة الوقت إقناع رئيس الأركان آنذاك، رفائيل إيتان، ورئيس الأركان لاحقاً، موشيه ليفي، بعدم جدوى إقامة الحزام الآمن وأنه سيكون بمثابة خط بارليف جديد لن يخدم الأمن الإسرائيلي.

وخلال حكومة رابين الثانية، شغل باراك خلال المدة الكبرى من ولايتها، منصب رئيس الأركان. وفي حين كان رابين قد تعهّد خلال الانتخابات بإحراز تقدم على الجبهة السورية أو على جبهة المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن الأولوية، كما يقول باراك، أعطيت للجبهة السورية، "لأن ذلك سيضعف أوراق الفلسطينيين، وسيعني مباشرة حل المشكلة في لبنان، فقد استخدمت سورية لبنان عاملاً لاستنزاف إسرائيل؛ فمن لبنان حركوا الفلسطينيين ضد إسرائيل، ولاحقاً بعد عام 1982 منظمات أمل وحزب الله. وقد اعتقدنا أنه إذا توجهنا بداية نحو حل سلمي مع الفلسطينيين فسيجتهد السوريون لإحباط ذلك، ولن تتأثر قدراتهم وأوراقهم التفاوضية مهما حدث".

وقال باراك: "أنا الأب للوديعة التي أعطيناها للأميركيين في المحادثات مع السوريين. وقمت خلال أحاديثي مع رابين بصياغة فكرة وشكل الوديعة كالتالي: نحن نودع الأميركيين استعداداً للانسحاب من الجولان مشروطاً منا بتنازلات معينة. يستطيع الأميركيون القول للأسد إنهم يؤمنون بأنه في حال تم ضمان المصالح الأمنية والسياسية لدولة إسرائيل والقبول بذلك فإن بمقدورهم أن يدفعوا إسرائيل للاستجابة أيضاً لمصالح الأسد الحيوية، بما في ذلك في هضبة الجولان".

وبحسب باراك، فقد كانت المشكلة في عدم إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس دولة عدوة، والأسد خصوصاً، بدون بلورة تفاهمات مسبقاً، بعيداً عن الرأي العام.

وادّعى باراك أن وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت وورن كريستوفور، ومنسق عملية السلام دنيس روس، قدّما للأسد تعهّدات باسم رابين تفوق ما صغناه في "الوديعة"، و"عندما سمع رابين عمّا تم عرضه على الأسد احمرّ وجهه من الغضب وصرخ على كريستوفور عبر الهاتف"، مضيفاً: "فشلت أول محاولة لرابين مع السوريين، وعندما فشلت جهوده بالتفاوض مع وفد أردني فلسطيني أو ممثلين فلسطينيين من الداخل (أي من الضفة الغربية والقدس المحتلتين) وصل إلى أوسلو".

ويضيف باراك أن المفاوضات مع السوريين لم تتوقف، وأنه عاد ليلتقي في واشنطن، "كرئيس أركان للجيش، سوية مع السفير الإسرائيلي لدى واشنطن يلي إيتمار رابينوبيتش، والسكرتير العسكري لرابين، داني يتوم، مع رئيس الأركان السوري حكمت شهاب، وقبل ذلك اللقاء بأسابيع التقينا بوليد المعلم (وزير الخارجية السوري الحالي). وبعد أن أنهيت مهامي رئيساً للأركان، التقى الجنرال أمنون شاحاك كرئيس أركان، بطلب من رابين مرة أخرى، بحكمت شهاب، في محاولات للتوصل إلى تقدم في المفاوضات مع السوريين، وقد استمرت المحاولات بعد اتفاق أوسلو واتفاق وادي عربة مع الأردن، الذي ما كان ليتم بدون اتفاق أوسلو".

وادعى باراك أن إسرائيل حاولت التوصل إلى اتفاق مع الأسد، وأن ذلك ما منع انسحابها من لبنان، حتى خلال فترة حكومة بنيامين نتنياهو الأولى، وأن نتنياهو قدم للأسد "عروضاً سخية"، مشيراً في هذا السياق إلى مقولة يتسحاق مردخاي لنتنياهو في المناظرة التلفزيونية خلال انتخابات 1999: "انظر في عيني وقل إنك لم توافق على الانسحاب من هضبة الجولان"، فقد "كان مردخاي يعرف عما يتحدث"، كما يقول باراك.

وبحسب باراك فإن حافظ الأسد كان مستعداً للسلام، "ولكن وفق شروطه هو".