CNN تكشف أحوال ترامب: غاضب وخائف
- قالت شبكة "سي أن أن" الأمريكية في تقرير لها أعده كل من كيفن ليبتاك وكيتلين كولينز، وترجمته "عربي21"، إن الرئيس ترامب وفي ما تبقى له من أيام في المكتب البيضاوي، بدا معزولا وغاضبا ويرفض سماع اسم الرئيس ريتشارد نيكسون.
وجاء في التقرير أن عدد المستشارين حوله تقلص، واختفى من حوله صوت فلاش الكاميرات وهي تلتقط الصور له وهدير الجماهير التي تهتف باسمه.
وبدلا من أن تكون لدى الرئيس في أسبوعه الأخير أجندة حافلة بالنشاطات، فقد وجد نفسه يلعب دور الضحية وسط خروج غير مشرف من المنصب.
ووفقا لمن حوله، فقد استهلك ترامب أيامه الأخيرة وهو يراقب انهيار رئاسته بما في ذلك مناقشات عابرة مع مساعديه حول إمكانية استقالته، إلا أنه طلب منهم الإغلاق على الموضوع ومنع ذكر نيكسون آخر أمريكي يجبر على الاستقالة من منصبه أمامه.
وطلب من مستشار له في حوار جرى قبل فترة ألا يذكر اسم الرئيس الأسبق. وفي حوار عابر حول استقالته جرى الأسبوع الماضي، قال لعدد من الأشخاص إنه لا يستطيع التعويل على نائبه مايك بنس للعفو عنه كما فعل جيرالد فورد مع سلفه نيكسون.
ولأنه راغب في تذوق طعم الرئاسة حتى النهاية فقد طلب التحضير لحفلة وداع كبيرة في يوم التنصيب الأسبوع المقبل، وذلك بناء على أقوال أشخاص على معرفة بالأمر وقبل أن يركب الطائرة كرئيس لآخر مرة إلى بالم بيتش في فلوريدا.
ولكن الإشارات حول رحيله المرتقب واضحة في كل مكان، حيث بات أمام نافذة مكتبه ضجيج يسمع لعمال وضعوا لافتة كتب عليها "2021 تنصيب بايدن-هاريس" وذلك من على منصة مؤقتة.
وكانت اللافتة واضحة من مقر إقامته المكون من ثلاث طبقات. وفي داخل البناية كان ترامب يحاول مواجهة تداعيات محاكمته الثانية، حيث تقلصت دائرة المحيطين به وسط مزاج متجهم.
وقال أشخاص تحدثوا إليه إنه يشعر وبشكل متزايد بالخوف والقلق مما ينتظره من مصائب مالية وقانونية عندما يصبح مواطنا عاديا، يغذيها المحامون والمستشارون القانونيون، حيث يحاول تشكيل فريق قانوني لمواجهة محاكمة ثانية في وقت يدرس فيه إمكانية العفو عن نفسه وعائلته.
وزاد سخطه من الجمهوريين الذين يشعر بأنهم تخلوا عنه في ساعة الشدة بما فيهم قادة الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ.
وناشده مساعدوه بتسجيل خطاب إما مسجل أو إلقائه مباشرة يكون بمثابة خطاب وداعي يدعم إنجازاته، لكنه لم يبد اهتماما أو التزاما.
أما بنس فقد قام بممارسة ما تبقى من مهام للرئيس حيث زار يوم الخميس الحرس الوطني الذين نشروا في مبنى الكابيتول، كما أنه زار العاملين في البيت الأبيض لوداعهم.
ويحضر فريق ترامب للخروج من البيت الأبيض للمرة الأخيرة، ذلك أنه لم يتبق سوى أيام قليلة على الرئاسة، فيما غادر عدد منهم، ومن ظلوا يحضرون إلى المكاتب، ركزوا على اتمام عملية الخروج أو لملمة ما تبقى لهم من أشياء.
وظهرت يوم الخميس نشاطات انتقال بوجود شاحنات رمادية أمام مكتب مدير طاقم البيت الأبيض مارك ميدوز، حيث شوهدت زوجته ديبي وهي تنقل درجا محشوا من مكتبه.
أما المكتب الإعلامي للبيت الأبيض في الطابق العلوي فقد بات فارغا، وأصبحت المكاتب التي كان العاملون يجلسون عليها فارغة. وبدأت كايلي ماكيني التي لم تظهر خلال الأيام الأخيرة في محاكمة ترامب بترتيب أوراقها للخروج.
وظهر وزير التجارة ويلبر روس في مقابلة تلفزيونية من بالم بيتش. وحظي لاري كودلو مدير المجلس القومي الاقتصادي بتصفيق وهو يغادر البناية.
ويركز من تبقى من مستشارين على عمل أخير وهو تنظيم خروج حافل للرئيس من البيت الأبيض في صباح يوم تنصيب بايدن، حيث ستكون المرة الأخيرة التي يترك فيها البناية كرئيس، ويتوقع ترامب حشدا كبيرا يصطف لوداعه.
ومع أن عددا من مساعديه وحلفائه شجعوه على حضور حفل أداء بايدن للقسم، إلا أن قلة تتوقع وجوده في يوم التنصيب.
وأخبر ترامب عددا من مساعديه بأنه لا يحب فكرة خروجه من البيت كرئيس سابق وركوب طائرة ليست الطائرة الرئاسية. ولا يحب فكرة طلب استخدامها لآخر مرة من بايدن بحسب مسؤولين على إطلاع بالأمر.
ولم يقرر ترامب بعد ترك رسالة لبايدن على "رزيليوت ديسك" في المكتب البيضاوي مع أن بعضا من مساعديه شجعوه على مواصلة التقاليد.
وكان ترامب في بداية حكمه يحب إطلاع زواره على الرسالة التي تركها له باراك أوباما واشتملت على السطر المعروف "بعيدا عن الشد والجذب للسياسة اليومية، فالأمر يعود لنا لترك أدوات الديمقراطية على الأقل قوية كما وجدناها".
وكان ترامب سيغادر البيت الأبيض قبل يوم من حفل تنصيب بايدن، لكنه سيغادر في صباح 20 كانون الثاني/ يناير على طائرة تابعة للمارينز وستكون واضحة لبايدن الذي سيقضي الليلة قبل الحفل في بلير هاوس القريب من قصر القرارات.
ولا تزال تفاصيل مغادرة ترامب غير واضحة، مع أنه يحب أن يكون خروجه في احتفال رسمي وبطريقة عسكرية.
وسواء حدث هذا أم لا في البيت الأبيض أو القاعدة الجوية المشتركة في أندروز أو مطار بالم بيتش فالخطة لا تزال تحت النظر. وسيذهب ترامب إلى ناديه في ماري إي لاغو ببالم بيتش مساء يوم التنصيب حيث تنتهي ولايته رسميا.
وسيكون الرئيس المنتهية ولايته بعيدا عن الرئيس المقبل بحوالي ألف ميل، حيث ستكون مهمة تسليم الحقيبة النووية معقدة لوجستيا في هذا الوضع، فهي تزن 45 رطلا وترافق الرئيس في أي مكان يذهب إليه ولن يكون سهلا تسليمها كما لو كانا بجانب بعضهما البعض في حفل التسليم.
وقال مصدر مطلع إن الضابط العسكري للبيت الأبيض سيتأكد من وجود كرتين نوويتين واحدة مع ترامب وأخرى جاهزة لبايدن، كما أن الشيفرات النووية التي يحملها ترامب والمسجلة في بطاقة تعرف بـ"البسكويتة" ستتوقف عن العمل في حال انتهت ولايته.
ومع أن ترامب لا يزال متمسكا بفوزه بالانتخابات إلا أنه استسلم لواقع مغادرته البيت الأبيض وعودته كمواطن عادي، حيث سيواجه الكثير من المشاكل القانونية والمالية التي برزت أثناء حكمه وتلك التي حرض عليها في الأيام الأخيرة من رئاسته.
وأول مشكلة ستواجه ترامب هي محاكمته التي ستبدأ بعد تولي بايدن الحكم، وهو يركز على تجميع طاقم قانوني للدفاع عنه بعدما تدهورت علاقته مع محاميه روديو جولياني الذي أمر مساعديه بعدم دفع الرسوم التي طالبه بها.
وطلب عدد من المقربين له التوقف عن الاستماع لجولياني بسبب معلوماته المضللة. وبدلا من ذلك يتطلع ترامب للتعامل مع المحامي المحافظ جون إيستمان الذي أخبر الرئيس بأن بنس يمكنه وقف عملية المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات. وكان مخطئا في هذا الكلام. ولم يستبعد مصدر انضمام إيستمان إلى فريق الدفاع عن ترامب.
وقال مسؤولون إن زعيم الجمهوريين ميتش ماكونيل لن يصوت لإدانة ترامب، لكن ماكونيل الغاضب من الرئيس يريد أن يظل الموضوع مصدر قلق لترامب في أيامه الأخيرة
وبحسب مقربين من الرئيس فقد كان قلقا من المشاكل القانونية التي تنتظره قبل انتخابات تشرين الثاني/ ولكنها زادت منذئذ. ولكنه هاجم المحامين والمساعدين وطلب منهم مساعدته خاصة بعد أحداث الكابيتول. وهو ما كان سببا في شريط الفيديو الذي سجله يوم الأربعاء وأكد فيه شجبه للعنف.
وقال مساعدون إن الرئيس فكر بالعفو عن نفسه رغم نصيحة المحامين له بأن الفكرة غير قابلة للتطبيق. وتردد ترامب في تسجيل الفيديو حتى لا يظهر بمظهر من أذعن تحت الضغط أمام أنصاره.
واكتشف ترامب تداعيات الشغب وآثاره على فرصه الاقتصادية عندما قررت رابطة لاعبي الغولف المحترفين حرمان واحد من ملاعبه في نيوجيرسي من تنظيم مباريات للغولف.
وهناك مشكلة أخرى نبعت من الشغب وهي مكتبة الرئيس التذكارية. فقبل اقتحام مبنى الكابيتول كان هناك حديث عن تأمين أرض في فلوريدا ومنح إدارتها لدان سكافينو، الذي يعد من أقدم مساعديه.
والسؤال يدور الآن حول من سيتبرع للمكتبة في المناخ الحالي. وكان قرار رابطة لاعبي الغولف المحترفين تجريده من شرف تنظيم المباريات ضربة له، ومنح صورة عن الحياة التي سيقودها في مرحلة ما بعد الرئاسة بدون صخب أو أضواء تعود عليها.