هدوء نسبي بالقدس والأقصى وسط انتشار مكثف للاحتلال


أنباء الوطن -

:يسود مدينة القدس المحتلة يوم الثلاثاء، هدوءٌ حذرً بعد مواجهات عنيفة شهدها المسجد الأقصى عقب اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد، واستهدافها للمصلين والمرابطين بوابل كثيف من الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت.

وقال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "صفا" الثلاثاء إن حالة من الهدوء الحذر تسود القدس والمسجد المبارك اليوم، بعدما شهدته من مواجهات واقتحامات لقوات الاحتلال أمس الاثنين وحتى فجر اليوم.

وأوضح أن الوضع بالمدينة هادئ نسبيًا، لكن يشهد توترًا في ظل انتشار قوات الاحتلال والقوات الخاصة و"حرس الحدود" في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة وباب العامود، ومداخل الأحياء.

وأضاف أن شرطة الاحتلال تُحول المدينة إلى ثكنة عسكرية، ونصبت حواجزها عند أبواب الأقصى الخارجية ومحيط البلدة القديمة، وتم تسيير دوريات راجلة وسط الأحياء.

وأشار أبو دياب إلى أن أبواب الأقصى مفتوحة أمام دخول المصلين للمسجد، وسط تدقيق في هوياتهم الشخصية.

وفي سياق آخر، يزور 26 قنصلًا وسفيرًا من دول الاتحاد الأوروبي اليوم حي الشيخ جراح بالقدس للاطلاع على أوضاع العائلات المهددة بالإخلاء والتهجير.

وأوضح أبو دياب أن هؤلاء السفراء والقناصل جاؤوا إلى الحي للقاء العائلات المهددة، والاستماع لأوضاعهم وظروفهم، ومن أجل التضامن معهم في مواجهة قرارات الاحتلال لإخلائهم من الحي لصالح المستوطنين.

وأضاف أن السفراء والقناصل يؤكدون أن تهجير السكان وإخلائهم من منازلهم يخالف القانون الدولي والمعاهدات الدولية.

والاثنين، اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى، وهاجمت المصلين داخله بطريقة وحشية وعنيفة، وأصابت 520 بالرصاص المعدني والاختناق والضرب، وفق الهلال الأحمر.

وبعد عدة ساعات من الاقتحام والمواجهات، انسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى، وعاد الهدوء الجزئي إلى ساحاته، وتمكن المصلون من الدخول للمسجد لأداء الصلاة فيه، رغم همجية الاحتلال واعتداءاته التي خلفت دمارًا كبيرًا في المسجد ومصلياته.

وتمكن المرابطون من إفشال مخطط المستوطنين المتطرفين لاقتحام الأقصى في يوم 28 رمضان، بمناسبة ما يسمى يوم "توحيد القدس"، أي احتلال الجزء الشرقي من المدينة.

وقال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ ناجح بكيرات إن إرادة المصلين والمرابطين وصمودهم في المسجد الأقصى المبارك أفشلت اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد يوم الاثنين، رغم همجية الاحتلال الإسرائيلي ضدهم.

وأضاف بكيرات في تصريح سابق لوكالة "صفا" أن المقدسيين سطروا اليوم انتصارًا جديدًا على الاحتلال، في إفشالهم لمخطط المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى اليوم، رغم وقوع أعداد كبيرة من الإصابات في صفوف المرابطين.

وتابع أن "هذا الانتصار يُسجل في التاريخ، فهناك محطات كبيرة فُتحت بالقدس مع الاحتلال، كما حدث في باب العامود وحي الشيخ جراح، ففي كل محطة كان الوجود المقدسي هو الذي يحسم الوضع والمعركة على الأرض".

ولم تتوقف المواجهات في القدس، بل شهد باب العامود مواجهات مع الاحتلال، التي قمعت المقدسيين الذين كانوا يهتفون للقدس والأقصى، بالقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، وباستخدام المياه العادمة.

وتزامن ذلك، مع مواجهات ليلية في بلدة سلوان وحي رأس العامود والطور والعيسوية، وحي الشيخ جراح، حيث اعتدت قوات الاحتلال على المتظاهرين بالمياه العادمة والرصاص والقنابل.

ومرة أخرى، عادت شرطة الاحتلال لاقتحام المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة التراويح، حيث اعتدت على المصلين المتواجدين داخله، وإلقاء قنابل الغاز والصوت تجاههم.

وعقب انسحاب قوات الاحتلال من ساحات المسجد والمصلى القبلي للمرة الثانية، أدى المعتكفون صلاة فجر يوم الثلاثاء بالمسجد، وعلت أصوات التكبير، وهتافات للقدس والمقاومة.

ويأتي هذا الانسحاب، بعدما نشر الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة على حسابه في "تيلجرام" تصريحًا قال فيه: "إذا لم يفك العدو الحصار عن المرابطين المعتكفين في المسجد الأقصى فلينتظر ردنا خلال ساعتين".