الاحتلال يقرر منع الرجال دون الـ50 من أداء الجمعة المقبلة في الأقصى


أنباء الوطن -

 أعلن ما يسمى منسق أعمال حكومة الاحتلال، عدم السماح للرجال دون 50 عاما من أداء صلاة الجمعة المقبلة في المسجد الأقصى. وأوضح المنسق في بيان، أن قرار المنع لا يشمل النساء، والأطفال دون 12 عامًا.

وعقدت سلطات الاحتلال اجتماعًا أمنيا، برئاسة وزير الجيش بيني غانتس، وحضور رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، ورئيس هيئة العمليات عوديد بسيوك. وكشف منسق حكومة الاحتلال، عن السماح للرجال الذين بلغوا 40 عاما، دخول «الأقصى» شرط حيازتهم تصريحا ساري المفعول.

وكثفت قوات الاحتلال من تواجدها في ساحات المسجد الأقصى ومحيطه بمنطقة «باب العامود»، منذ دخول شهر رمضان المبارك.

واقتحم الحاخام المتطرف يهودا غليك، أمس الأربعاء، برفقة عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، في بيان مقتضب، بأن «83 مستوطنا يهوديا متطرفا، يتقدمهم غليك، اقتحموا ساحات المسجد الأقصى من جهة «باب المغاربة (إحدى بوابات الجدار الغربي للمسجد وهو أقرب الأبواب إلى حائط البراق)». وأشارت إلى أن المقتحمين، نفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية استفزازية.

يُشار إلى أن عمليات الاقتحام اليومية للأقصى، تهدف إلى تكريس واقع جديد داخل المسجد، بالتقسيم «الزماني» من خلال الاقتحام اليومي على فترتين صباحية ومسائية، و»المكاني» باستهداف المنطقة الشرقية من المصلى المرواني وحتى مصلى باب الرحمة، وفق مسؤولين في «أوقاف القدس». ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967، تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيح «باب المغاربة»، ومن خلاله تنفّذ الاقتحامات اليومية للمستوطنين وقوات الاحتلال.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلية الليلة قبل الماضية وفجر أمس الأربعاء، حملة مداهمات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين تخللها اعتقال عدد من الشبان، فيما داهمت قوات الاحتلال بلدة اليامون واقتحمت العديد من منازل المواطنين.

وأفاد نادي الأسير باعتقال الاحتلال 8 شبان من القدس عقب قمع شرطة الاحتلال للمتواجدين في ساحة باب العامود في ساعات متأخرة من الليل.

كما أخلت قوات الاحتلال، باب الساهرة ومنطقة باب العامود من الشبان والأهالي، بعد ذلك. ولاحقت قوات الاحتلال، الشبان حتى منطقة وادي الجوز، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاههم، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. 

في موضوع آخر، أفادت دراسة أجرتها نقابة الأطباء في إسرائيل أن أكثر من 96% من الأسرى والمساجين والمعتقلين الذي تم إحضارهم إلى المستشفيات، في السنتين الأخيرتين، كانوا مكبلي الأيدي والأرجل ومقيدين بأسرتهم، رغم أنهم لم يكونوا، من الناحية الصحية، غير قادرين على الهروب أو القيام بأي عمل عنيف.

ووفقا للمعطيات التي توردها الدراسة، فإنه من بين 1857 أسيرا وسجينا ومعتقلا تمت معالجتهم في الستشفيات، كان 1794 منهم مكبلين أثناء معالجتهم. و98.5% من الذين أحضرتهم سلطة السجون، و97% من الذين أحضرتهم الشرطة، و83% من الذين أحضرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، كانوا مكبلين بالأصفاد.

وأجريت الدراسة في 12 مستشفى في أنحاء البلاد، وتستند إلى سجلات الطواقم الطبية وحراس المستشفيات. ووقع على الدراسة 20 طبيبا، معظمهم يعملون في 11 مستشفى وأربع جامعات، وتم إجراء الدراسة بالتعاون مع دائرة آداب المهنة في نقابة الأطباء ونقابة الممرضات، وفق ما أفادت صحيفة «هآؤرتس» أمس الأربعاء.

ولا يتطرق القانون الإسرائيلي بشكل واضح إلى مسألة التقييد بأصفاد أثناء العلاج الطبي. وبحسب نص القانون، فإن «المعتقل لا يكون مكبلا في مكان عام إلا إذا اعتقد شرطي أن ثمة تخوف معقول من أن المعتقل قد يفرّ، يلحق ضررا بجسد أو ملكٍ أو المس بأدلة».

وقال نائب مدير مستشفى «شعاري تسيدك» في القدس، بروفيسور دان تيرنر، «طوال 20 سنة لم أنطق بكلمة حول الموضوع. وهذا لم يكن بسبب عدم اكتراث وإنما بسبب عدم المعرفة وانعدام الرغبة بالتدخل في الموضوع. لكن قبل سنتين ونصف السنة، وصل فتى عمره 14 عاما من شعفاط بعد أن أصيب في قدميه برصاص أطلقه أفراد شرطة عليه. وحاول الأطباء إنقاذ ساقه، لكنهم لم ينجحوا بذلك. وعندما صحا، كانت ساقه اليمنى ثابتة، وساقه اليسرى مقطوعة فوق الركبة. ولم يكن والداه إلى جانبه، وبدلا عنهما تواجد ثلاثة حراس مسلحين ويده مقيدة بالسرير. وهذه الحالة التي هزّتني».

وأفادت الممرضة نوريت فاغنر، من نقابة الممرضات، ورئيس دائرة آداب المهنة في نقابة الأطباء، د. تامي كرني، بأن الوضع استفحل في السنوات الأخيرة. وقالت كرني إنه «قبل حوالي 15 عاما كنا نرى ما بين 30% إلى 40% مقيدين بالأصفاد. كما كان هناك جهة ما بالإمكان التحدث معها من أجل إزالة الأصفاد. واليوم ليس هناك جهة بالإمكان التحدث معها. وأنا لا أفهم بالمسائل الأمنية، لكنهم يقيدون الجميع بسبب انعدام المهنية. فإذا كان جميعهم خطيرين بالقدر نفسه، فهذا يعني أننا لا نعلم فعلا من هو الخطير».

وفي حالة أخرى تم إحضار أسير فلسطيني عمره 19 عاما ويعاني من انتشار السرطان في جسمه وآلام شديدة في العظام. وقال تيرنر إن هذا الأسير الفلسطيني «كان مكبلا بالساق اليمنة واليد اليسرى. وكان يبكي وطلب وقف العلاج والعودة إلى السجن، لأنه لم يكن قادرا على المعاناة أكثر من ذلك. واستغرقني ثلاث ساعات ونصف الساعة من الاتصالات الهاتفية حتى وافقوا على إزالة الأصفاد».

وأكدت الدراسة على أن التكبيل بالأصفاد لا تمس كرامة الإنسان فقط وإنما تصعّب العلاج الطبي. وشدد الأطباء على أن الأصفاد تلحق أضرارا صحية وتعرقل التماثل للشفاء. وهي لا تسمح بالحركة أو حتى التقلب في السرير. كما أنها تسبب الآلام وجروح بسبب الاستلقاء في الوضعية نفسها لوقت طويل وجروح في مكان الأصفاد، إلى جانب المس بالاتصال بين الأطباء والمعالَجين وطلب الأخيرين وقف العلاج لتفادي استمرار تقييدهم بالأصفاد.(وكالات)