أنباء الوطن - يقف المنتخب الوطني لكرة السلة، على بعد خطوة واحدة من صناعة التاريخ، عندما يستضيف المنتخب النيوزيلندي عند الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم على صالة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب، في آخر مباريات الفريق بالدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2019 المقرر إقامتها في الصين.
وفي التوقيت ذاته وضمن المجموعة نفسها، يستضيف المنتخب اللبناني نظيره الكوري الجنوبي، بعدما خسر أول من أمس أمام ضيفته نيوزيلندا بنتيجة 67-69، علما بأن مباراة أخرى في هذه المجموعة لا تدخل ضمن حسابات التأهل، بين المنتخبين الصيني والسوري في بيروت ستقام عند الثانية عشرة من ظهر اليوم.
الفوز على المنتخب النيوزيلندي الذي وصل إلى عمان عصر أمس قادما من بيروت، سيضمن للمنتخب الوطني الظهور في النهائيات للمرة الثانية في تاريخه بعد الأولى العام 2010 في تركيا، بغض النظر عن نتائج المنتخبات الأخرى، أما الخسارة فستحتم عليه الاعتماد على نتائج الآخرين في المباريات التي ستقام في التوقيت ذاته.
ورفع الفوز الذي حققه المنتخب الوطني على نظيره الصيني أول من أمس بنتيجة 86-62، معنويات اللاعبين الذين بدورهم تلقوا أنباء سارة أمس، بوصول النجم أحمد الدويري إلى عمان لأداء مباراة نيوزيلندا، بعدما تعذر عليه الالتحاق بالفريق في المباريات الثلاث الأخيرة له بسبب ارتباطات فريقه فنربغشه التركي في مسابقة "يوروليغ”.
وشارك الدويري في مباراة فنربغشه أمام مواطنه دار الشفقة، أول من أمس، ليسهم في تحقيق الفوز بنتيجة 97-75، علما بأنه سجل 8 نقاط في اللقاء إلى جانب تمريرتين حاسمتين.
حسابات التأهل
بفوزه أول من أمس، بات المنتخب الوطني يحتل المركز الثالث في المجموعة الأولى بالدور الحاسم برصيد 17 نقطة، بفارق المواجهات المباشرة عن المنتخبين الصيني واللبناني، علما بأن منتخبي نيوزيلندا (21 نقطة) وكوريا الجنوبية (20 نقطة) ضمنا تأهلهما في وقت سابق عن هذه المجموعة.
وتنص قوانين التصفيات الآسيوية على تأهل أول 3 منتخبات في مجموعتي الدور الحاسم، ويرافقها صاحب أفضل مركز رابع بين المجموعتين، علما بأن ترتيب الصين في المجموعة الأولى لا يتم احتسابه كونه متأهلا إلى النهائيات بصفته منتخب البلد المضيف، لكن نتائجه تحتسب بالنسبة لبقية فرق المجموعة.
وعلى ضوء ما ذكر، فإن حسابات التأهل بالنسبة للمنتخب الوطني تأتي على النحو الآتي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يتم اعتماد فارق المواجهات المباشرة عند تعادل منتخبين اثنين في النقاط:
– فوز المنتخب الوطني على نيوزيلندا يجعله يحتفظ بالمركز الثالث، وبالتالي سيتأهل إلى النهائيات بغض النظر عن نتائج المنتخبات الأخرى.
– في حال خسارة المنتخب الوطني أمام نيوزيلندا وخسارة لبنان في مباراته الأخيرة أمام كوريا الجنوبية، يحتفظ المنتخب الوطني بالمركز الثالث ويتأهل إلى النهائيات.
– في حال خسر المنتخب الوطني أمام نيوزيلندا وفازت لبنان على كوريا الجنوبية، فإنه يفقد فرصة التأهل مباشرة، وعليه، فإنه سيحتل المركز الرابع وراء لبنان أو الخامس رواء الصين، ما يعني أنه سيدخل في حسبة تأهل مع صاحب المركز الرابع الذي يحتله حاليا المنتخب الفلبيني برصيد 17 نقطة، مقابل 18 لإيران الثالثة و18 أيضا لليابان الثانية، وتلعب الفلبين في التوقيت ذاته (الرابعة والنصف مساء اليوم) بضيافة المنتخب الكازاخستاني (صاحب المركز الخامس برصيد 17 نقطة والذي فقد أمله في التأهل)، فيما يستضيف صاحب المركز الأخير المنتخب القطري (13 نقطة) نظيره الياباني، ويلعب المنتخب الإيراني على أرضه مباراة في غاية الصعوبة أمام المنتخب الأسترالي الذي ضمن في وقت سابق تأهله إلى النهائيات بصفته متصدرا للمجموعة (21 نقطة).
على الورق
ارتفعت معنويات لاعبي المنتخب الوطني بعد الفوز المبهر على الصين، ويتوجب تكرار الأداء الجيد أمام نيوزيلندا لتجنب أي حسابات أخرى، لكن المهمة ستكون أكثر صعوبة أمام فريق متمرس حقق فوزا صعبا على لبنان، ويخوض النافذة السادسة من التصفيات بأوراقه كافة مع غياب لاعبين اثنين فقط محترفين في أوروبا وهما تاي ويبستر واسحق فوتو.
وبرز من صفوف المنتخب النيوزيلندي أمام لبنان نجمه توم أبيركرومبي صاحب الثلاثية القاتلة قبل 18 ثانية على النهاية، وهو الذي أحرز 19 نقطة، كما تألق فين ديلاني بـ18 نقطة و8 متابعات.
ومن المتوقع أن يتنافس كل من ديلاني وروب لو على مكان في التشكيل الأساسي لنيوزيلندا في مباراة اليوم، مقابل تناوب على صناعة الألعاب بين كوري ويبستر ووشيا إلي، وسيكون مايكل فوكونا حاضرا على الأطراف إلى جانب أبيركرومبي الذي يبرع في المركزين (3) و(4)، مع عدم إغفال الأوراق البديلة مثل جوردان ناغاتاي وروبن تي رانغي.
وفي المقابل، من المتوقع أن يحتفظ محمود عابدين بمكانه في التشكيل الأساسي بعدما قدم أداء مميزا أمام الصين، علما بأنه يلقى منافسة من مالك كنعان الذي قدم مساهمة مميزة من خارج القوس في المباراة الأخيرة، وسيكون المجنس دار تاكر حاضرا بقوة، بعدما سجل 32 نقطة في لقاء أول من أمس، بمساندة من الخبير موسى العوضي. فيما سيتولى زيد عباس كعادته مساعدة لاعب الارتكاز أحمد الدويري الذي سيسانده محمد شاهر على فترات، بدون إغفال الأوراق البديلة الأخرى وهي سامي بزيع وأمين أبو حواس وأحمد حمارشة وأحمد عبيد ويوسف أبو وزنة.
الرد في الملعب
إلى ذلك، كان الجمهور سلاحا مهما في الفوز على الصين أول من أمس، بعدما امتلأت مدرجات صالة الأمير حمزة، وهو الذي كان شاهدا على استعادة مجموعة من نجوم الفريق لمستواهم المعهود، نذكر منهم اثنين على وجه التحديد.
الأول هو محمود عابدين الذي ذكر المتابعين بأنه مايزال يمتلك في جعبته الكثير، فسجل 7 نقاط إضافة إلى متابعتين وتمريرتين حاسمتين وسرقتين للكرة، والأهم أنه قاد صناعة الألعاب بدون تخوف أو تردد، ليبخر أي شكوك حول انخفاض مستواه.
أما اللاعب الثاني فهو محمد شاهر الذي قام بـ14 متابعة تحت السلتين، إلى جانب 11 نقطة، وهو الذي نال نصيبه من الانتقادات في الفترة الماضية، لكن رده جاء من الملعب عن طريق أداء رجولي أسهم من خلاله في تحقيق الفوز الثمين.
عابدين على وجه التحديد، كان دبلوماسيا في المرتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء المباراة، مؤكدا أن الانتقادات جزء من اللعبة، متابعا أن اللاعبين تمتعوا بحالة ذهنية قوية بعيدة عن الانتقادات التي طالتهم بسبب سوء النتائج في المباريات الإعدادية، خصوصا في بطولي دبي الدولية، وشدد في الوقت ذاته على أن اللاعبين احتاجوا لبعض الوقت لفهم أسلوب المدرب الأميركي جوي ستايبينغ.
وأضاف عابدين أن الهجوم الذي تعرض اللاعبون له من خلال منصات التواصل الاجتماعي، لم ينل من عزيمتهم، فكان الهدف واضحا وهو تحقيق الفوز وتعزيز فرص التأهل إلى المونديال المقبل بدون الالتفات إلى أي شيء آخر.
ومن ناحيته، أشار ستايبينغ خلال المؤتمر الصحفي، إلى أهمية دور الجمهور الغفير في تحقيق الفوز أول من أمس، مطالبا الجمهور بتكرار حصوره القوي اليوم.
وأكد ستايبينغ أن لاعبي المنتخب الوطني قدموا مباراة مميزة، مشيرا إلى تحسن النواحي الدفاعية كثيرا عما سبق، بدون إغفال التوفيق الذي حالف اللاعبين في التصويب من خارج القوس (47.8 %).