إتحاد كرة القدم في أزمة مجددا وسياساته تحرج الامير
مروان التميمي - لا يرى كثيرون في اروقة اللعبة الاشهر في الاردن ان الاتحاد الاردني لكرة القدم يلتزم بالدور المنوط به كمشرف ومنظم لفعاليات الاندية والبطولات الكروية ويرى هؤلاء ان مسؤولا في الاتحاد ابتعد به عن منطقة الحياد التي يجب ان يتمتع بها اي اتحاد مشرف على احدى الالعاب ليستطيع المضي في تنفيذ خطط واستراتيجيات رفع سوية هذه اللعبة .
فالمتتبع لقرارات اتحاد الكرة الاردني يلحظ تماما ان ادارة الاتحاد لا تدير دفة الأمور باحترافية كما هي الاتحادات المتقدمة ، ويغلب على بعض قرارات الاتحاد وتوجهاته طابع التسرع وعدم توفر الدراسات الكافية ، وبالتالي تكون تلك القرارات عرضة للنقد ومن ثم العودة عنها تحت وابل الضغوط ، او الهروب من الانتقادات التي توجه ضد الشخصية التنفيذية في الاتحاد وهو "الامين العام" في هذه الحالة والذي يقنع الجميع بأنه يتخذ القرارات المناسبة وما يثبت في النهاية عكس ذلك.
وقد سمعنا الكثير من معاناة الاندية مع هذه القضية ، وتحملها للنتائج والتبعات المترتبة على قيام الادارة التنفيذية في الاتحاد لقرارات واجراءات ، اسهمت في تراجع الاداء ، وارتفاع منسوب الانتقاد للاتحاد بشكل اضر كثيرا ، برصيد الثقة الذي يحوز عليه سمو الامير رئيس الاتحاد ، وشكل له العديد من الاحراجات جراء تغليب النواحي الشخصية لبعض العاملين في الاتحاد على المصلحة العامة وحرص سمو الامير علي البقاء على مسافة واحدة مع الجميع. نستقبل الكثير من القرارات المفصلية في رياضتنا بكثير من الإيجابية، ونأمل على الدوام أن تكون مبنية على خطة مدروسة تنقل واقعنا الكروي إلى الأفضل، وترتقي بأنديتنا والدوري إلى مكانة مرموقة تنعكس إيجابيًا على منتخبنا الوطني، لكن سرعان ما يصيبنا الإحباط من كمية العشوائية والفوضى التي تسود تلك القرارات، على الرغم من أهميتها على سبيل المثال لا الحصر.
فقرارات اللجنة التأديبية في الاتحاد منذ البداية بحق لاعب الفيصلي بحرمانه 6 سنوات كانت محط استهجان الجميع اذ انها من المستحيل ان تكون صادرة عن خبراء ومختصين
اما تخفيضها بعد حالات شد وجذب الى ٥ مباريات فقد كان متوقعاً لأن النصوص القانونية واضحة ولا تحتاج الى مزاجية او اجتهاد وهو ما فعلته لجنة الاستئناف .
ويرى مختصون بان الامين العام لإتحاد كرة القدم سيزار صوبر تسبب بأزمة مزدوجه وان سياسات الاتحاد تحرج رئيسه الامير علي بن الحسين وأن العشوائية وسوء التخطيط باتت صفة ملازمة لاتحاد الكرة
فبعدما تراجع الاتحاد عن عقوبات كانت مغلظة بحق لاعب الفيصلي عدي تراجعت لجنة العقوبات في الاتحاد عن العقوبة المقررة سابقا بحق اللاعب فرد نادي الوحدات بتعليق مشاركاته واعتبر الخطوة ضد جمهوره قبل ان يطالب الرئيس الاسبق لنادي الوحدات طارق خوري بوقف هذه المسرحية”الإنتخابية”
و عارض خوري قرار النادي تعليق مشاركته في المسابقات الرياضية المحلية معتبرا القرار الجديد عبارة عن مسرحية بالتنسيق مع صوبر لكسب شعبوية وتعاطف الجمهور، استنادا الى حسابات انتخابية.
ولنتوقف هنا فحديث خوري يحمل اشارات ودلالات كبيرة على عدم حيادية صوبر في التعامل مع الاندية وان حساباته تنطوي على مصالح .. حتى وان كانت هذه القرارات لا سمح الله ولولا وحدة الصف تساهم بخلق شرخ بين ابناء الوطن الواحد
.ويؤكد مختصون بان قرار لجنة العقوبات بحق اللاعب عدي كانت مسرحية هزلية لخلق رد فعل معاكس اذ يرى النائب خوري إن تحرك المختار”رئيس نادي الوحدات” جاء للضغط من أجل العودة عن قرارات لجنة الاستئناف بايقاف مدرب الوحدات قيس اليعقوبي ست مباريات، واللاعب محمد الباشا ثلاث مباريات.
فكرة القدم، بالمحصلة هي مجرد لعبة خلقت لتوطيد أواصر المحبة .. وتحميلها دلالات اخرى واستغلالها من قبل اي كان لضرب العلاقة بين ابناء المجتمع الواحد، كارثة لا يمكن السكوت عنها ابدا، بل يجب محاسبة كل مسؤول مقصر
ويبقى السؤال .. هل سيتحرك الامير علي لاعادة الامور الى نصابها وهل سيتم تتبع قرارات امين عام الاتحاد الذي يرى متابعون انه ركن اساس في ازمات الاتحاد على حد وصفهم