ملاحظات خرجنا بها من انتصار برشلونة على أتلتيكو مدريد
قتل نادي برشلونة أحلام مطارده أتلتيكو مدريد في سباق الدوري الإسباني وذلك بعدما فاز عليه بهدفين دون مقابل، في اللقاء الذي أجري بينهما مساء اليوم السبت، ضمن فعاليات الجولة 31 من مسابقة الليجا.
وإليكم الملاحظات التي خرجنا بها من هذه المباراة..
أول نقطة أحب التطرق لها، هي نجاعة الضغط المتقدم الذي فرضه برشلونة اليوم، والذي مكّنه من افتكاك كرات كثيرة في مناطق متقدمة من الملعب.. البارسا لم يقم بعمل خارق للعادة في الضغط على الخصم، لكن هذا الأخير كان مصراً على التدرج بالكرة من مناطقه، ما كان يُعطي أكثر من فرصة لرجال فالفيردي من أجل افتكاك الكرة، خاصة وأن سيرجيو بوسكيتس رفقة راكتيتش كانا يركضان باستمرار بالإضافة إلى الأظهرة التي لعبت بشكل متقدم اليوم وقطعت الطريق أمام ساؤول نيجويز وكوكي.
كم كان مميزاً لقاء ليونيل ميسي، وذلك رغم أن الحظ العاثر لازمه لفترات طويلة.. الليو جعل خط وسط أتلتيكو مدريد يبدو وكأنه غائب تماماً، فكان يجعل نقل الكرة بين الخطوط مهمة سهلة جداً، كما أنه تفوق في جل مواجهاته الثنائية في الثلث الأخير من الملعب، ولم يفتقد سوى للمسة الأخيرة، وربما لبعض الدقة والقوة أيضاً، فجل تسديداته اليوم كانت ضعيفة وغير دقيقة ما جعل يان أوبلاك يتألق أمامه في الكثير من اللقطات.
قد يقول قائل أن طرد دييجو كوستا كان في صالح برشلونة، لكني شخصياً لا أميل لهذا الاتجاه، فأتلتيكو مدريد حاول في الدقائق الأولى تقديم خطوطه نحو الأمام من أجل التسجيل وزيارة شباك تير شتيجن، وهو أمر تجلى في عدد المرات التي وصل فيها رجال دييجو سيميوني إلى مناطق برشلونة في الـ25 دقيقة الأولى.
لكن طرد دييجو كوستا أرغم سيميوني على إعادة خطوطه للوراء وإغلاق المساحات أمام مهاجمي برشلونة، فصحيح أن ليونيل ميسي وفيليب كوتينيو وجدا بعض المنافذ المؤدية إلى مرمى يان أوبلاك، لكن الأمر كان يتم بصعوبة بالغة عكس الدقائق التي كانت فيها المباراة مفتوحة.
من المثير للدهشة أن نرى خط وسط أتلتيكو مدريد يخسر المعركة البدنية، وهو ما جعله يخسر المباراة كاملة في رأيي.. الفريق العاصمي خسر جل الصراعات الهوائية في الشوط الثاني وحتى الأول، كما أن جل المواجهات الثنائية كانت لصالح لاعبي البلاوجرانا، وهو ما جعل فريق سيميوني من دون حلول واضحة.
هناك شيء أكيد: برشلونة أضحى فريقاً ذكياً في تسيير المباريات وفق النسق الذي يخدم مصالحه، كما أنه بات فريقاً صبوراً ولا يجد أي مشكلة في تأخر الأهداف، لكن بمجرد أن يسجل فإن شهيته تصبح مفتوحة ويتحول لاعبوه لوحوش كاسرة.. الأمر تكرر فعلاً في مباريات كثيرة هذا الموسم ولعل مباراة اليوم ولقاء ليون أفضل دليل وخير مثال.
كعادته، يصر لويس سواريز على أن يتنقل بين أرجاء الانتقادات تارة ويرسو على وابل المديح تارة أخرى، فالمهاجم الأوروجواياني سجل الصعب وأهدر هدفاً سهلاً بعدما انفرد بالحارس يان أوبلاك، والحقيقة أن هذه الميزة هي التي يعتبرها مشجعو برشلونة سبباً للأزمات القلبية، خاصة وأن الأمر يتكرر مباراة تلو الأخرى.