هل أخطأ الوحدات؟


أنباء الوطن -

اعتذر نادي الوحدات ، عن المشاركة في بطولة كأس الملك محمد السادس للأندية الأبطال (البطولة العربية)، بعد جلسة عقدها مجلس الإدارة مع المدير الفني في تموز الماضي.

وبرر الوحدات سبب اعتذاره حينها، بتأخير فتح باب قيد اللاعبين، إلى جانب توقف المسابقات المحلية، وبالتالي توقف الفريق عن التدريبات، كما أن الفيصلي اعتذر اضطراريا كون تعليمات الاتحاد الأردني لا تجيز ازدواجية المشاركة والفريق مقبل على المشاركة آسيويًا.

اعتذار الوحدات، فتح الباب أمام شباب الأردن للمشاركة في البطولة كبديل بصفته حل رابعًا على سلم ترتيب الدوري المحلي الموسم المنصرم.

شباب الأردن تسلح بالشجاعة، ولم يتردد في إعلان قبول المشاركة، حيث لا يوجد ما يخسره للمشاركة في البطولة التي توفر له دخلاً ماليًا جيدًا حتى لو خرج من الدور الأول.

مشاركة شباب الأردن جاءت من منطلق أن البطولة ستوفر له خوض لقاءات على مستوى عال تحافظ على جاهزية الفريق بفترة التوقف الطويلة، كذلك تمنح مدربه فرصة الكشف عن وجوه جديدة، في ظل صعوبة تعزيز الفريق بأي لاعب محلي أو أجنبي، نظرًا لتأخير فترة قيد اللاعبين.

ورغم أن القرعة أوقعت شباب الأردن مع النجم الساحلي "حامل اللقب"، إلا أنه بسلاحي التحدي والإرادة، استطاع أن يحقق أولى المفاجآت، ويصبح حديث البطولة، حيث تخطاه وانتقل لدور الـ16.

ويناقش موقع كورة ، الإجابة عن السؤال "هل كان اعتذاره عن المشاركة قرارًا صائبًا أم لا؟".

صدمة جديدة

ربما يعود السبب الحقيقي لاعتذار الوحدات عن المشاركة في البطولة العربية، إلى مخاوف الإدارة من صدمات جديدة، فالفريق خرج من الموسم المحلي بلا "لقب"، وودع كأس الاتحاد الآسيوي "النسخة الأسهل"، وهي البطولة التي كانت وما تزال تشكل الطموح الأول لجماهيره.

كان الأفضل للوحدات التمسك بالمشاركة في البطولة مهما كانت النتيجة، وبخاصة أن الفريق لن يكون لديه أي ارتباطات خارجية مقبلة بعد ذلك، إثر خروجه من الموسم المحلي دون أي لقب يؤهله للمشاركات الآسيوية.

افتقاد الثقة باللاعبين

بما أن إدارة الوحدات تعاقدت مع جهاز فني جديد بوقت مبكر، كان ينبغي استثمار هذا التعاقد والاستفادة من تواجد المدرب على رأس عمله خلال فترة التوقف الطويلة، بإعلان المشاركة بالبطولة العربية.

والتقليل أيضًا من حدة سلبية جلوس اللاعبين في منازلهم بلا تدريبات أو مباريات بعدما تقرر تأجيل انطلاق الموسم الجديد لـ8 شهور في قرار تاريخي وغير مسبوق من اتحاد اللعبة.

لكن على ما يبدو أن ما دفع الوحدات للاعتذار لم يكن تأخير فتح باب قيد اللاعبين فحسب، بل أن الاعتذار جاء من منطلق أنه فريق اعتاد على المنافسة وصعود منصات التتويج وجماهيره لن ترضى بغير ذلك.

وبالتالي فإن الخروج من الدور الأول للبطولة العربية سيزيد من انتقادات الجماهير لمنظومة فريق كرة القدم ككل، لا سيما بعد الخروج من كأس الاتحاد الآسيوي على يد العهد اللبناني، فكان قرار الاعتذار بمثابة رأب الصدع المسبق لكل تلك الاحتمالات.

مصارحة الجماهير

كان بإمكان إدارة الوحدات الإعلان عن المشاركة مع أهمية مصارحة جماهيره أن الغاية من المشاركة تهدف للحد من سلبية تأخير انطلاق الموسم المحلي المقبل وانعكاس ذلك على جاهزية اللاعبين، علاوة على منح المدرب فرصة لمعاينة قدرات اللاعبين، ومعرفة احتياجاته بدقة أكبر.

لو فعل الوحدات ذلك، لربما دخل البطولة العربية بلا ضغوطات، تمامًا كشباب الأردن، وربما استثمر مشاركته في الحصول على دخل مالي هو بأمس الحاجة له سواء من خلال ما تم تخصيصه من جوائز للبطولة أو من الريع الجماهيري، ومن يعرف؟، فقد تسعفه الظروف أيضًا للذهاب بعيدًا في البطولة وتعويض إخفاقه.

في المقابل، شباب الأردن نجح حتى الآن في إنعاش خزينته بـ125 ألف دولار بعدما أقصى النجم الساحلي وتأهل للدور المقبل، وفي حال اجتاز دور الـ 16، فإنه سيحصل أيضًا على 200 ألف دولار، وبالتالي كان قرار عدم تردده بالمشاركة بعد اعتذار الوحدات، قرارًا سديدًا فنيًا وماليًا.